هل تبخر الحلم الإسرائيلي للتحول إلى قوة إقليمية في مجال الغاز الطبيعي؟

غاز اسرائيل

تتردد أنباء عن اتخاذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرارا محاطا بالسرية، بشأن إلغاء مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي الذي كان من المفترض أن يربط حقول الغاز الإسرائيلية، ولا سيما حقل “ليفياتان” الكبير، والذي يحتوي على مخزون يتجاوز 450 مليار متر مكعب، وبين ميناء جيهان التركي، وهو المشروع الذي كان سيحقق للإقتصاد الإسرائيلي طفرة كبيرة، ويدخل إسرائيل إلى معادلة الطاقة الأوروبية.

وعلى الرغم من إتفاق التطبيع الإسرائيلي – التركي الذي تم توقيعه في حزيران/ يونيو الماضي، والذي يضم بندا يتعلق بالتعاون المشترك بين البلدين في مجال الغاز الطبيعي، وينص على تدشين مشروع خط الأنابيب الذي يفترض أن يقلص التبعية التركية للغاز الروسي، وعلى الرغم من إعلان الجانبين خلال الساعات الماضية أنهما بصدد تبادل السفراء بعد أن التزمت إسرائيل بدفع تعويض بلغ 20 مليون دولارا لذوي ضحايا السفينة مرمرة، لكن كل ذلك لم يمنع طرح إحتمال تجميد المشروع.

وبمقتضى المشروع المتفق عليه بين الجانبين، كان من المفترض أن تتحول الأراضي التركية إلى منطلق أساسي لدخول الغاز الطبيعي الإسرائيلي للسوق الأوروبية، لكن موقع “ديبكا” الإسرائيلي يتحدث عن قرار جديد اتخذه رئيس الحكومة الاسرائيلية، ويقول أنه يمتلك معلومات حصرية في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الأسواق المحتملة لن تتخطى السوق الأردنية والسلطة الفلسطينية، وعدا ذلك فإنه لا توجد أسواق أخرى أمام الغاز الإسرائيلي.

ولفت الموقع في تقرير له، اليوم الأربعاء، إلى أن هناك أسباب تقف وراء قرار بنيامين نتنياهو بشأن إلغاء المشروع، أولها الوضع السياسي المتردي في تركيا ودول أوروبا المستهدفة كمستهلك واعد للغاز الإسرائيلي، مضيفا أن الأساليب التي يمارسها نظام الرئيس رجب طيب إردوغان عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة، واستمرار التورط التركي في قضية المهاجرين وتسهيل مرورهم إلى وسط وغرب أوروبا، من بين صور هذا الوضع المتردي.

وأحصى الموقع أسباب أخرى لهذا الوضع، من بينها الحرب الدائرة بين النظام التركي والأكراد المحليين والسوريين، والتقارب التركي مع روسيا وتباعدها عن حلف الناتو، لافتا إلى أن عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا أرسلت تلميلحات للحكومة الإسرائيلية بأنها لن تقبل بشراء الغاز الإسرائيلي إذا كان سيمر عبر الأراضي التركية.

وحملت التلميحات الأوروبية رسالة بأن هذه الدول لن تقبل بالتبعية لتركيا مهما تكلف الأمر.

ونوه الموقع إلى أن سبباً إضافياً يقف وراء إلغاء المشروع، يتعلق بالصعوبات السياسية الأخرى التي أثارتها قبرص، حيث أن خط الغاز بين حقل “ليفياتان” وبين ميناء جيهان التركي سيمر في المياة الاقتصادية القبرصية، فيما أبلغت نيقوسيا تل أبيب أنها لن تقبل بخطوة من هذا النوع إلا بعد حل النزاع مع أنقرة.

ويواجه المشروع أيضا عقبات فنية حيث أن المسح الجيولوجي الأولي الذي أجري تمهيدا لمد خط الغاز أثبت أن قاع البحر المتوسط يزداد ضحالة كلما اقترب من تركيا حيث يتشكل من جبال وكتل صخرية كبرى، ويعني تمهيد هذه المناطق كلفة باهظة للغاية، حيث لا تبدي إسرائيل أو تركيا استعدادا لضخ أموال لتمهيد قاع البحر.

وذهب الموقع إلى أن القرار الإسرائيلي النهائي سوف يتخذ في كانون الأول/ ديسمبر، مرجحاً أن يتم تجميد المشروع، لكنه تحدث عن عقبات أخرى تتعلق بسوق يفترض بأنها كانت ملائمة من النواحي الجغرافية لاستقبال الغاز الإسرائيلي، وهي السوق المصرية.

وعلى الرغم من عدم وجود مشاكل مماثلة مع مصر بشأن مد خط غاز بين حقل “ليفياتان” وبين نقطة استيعاب على الساحل المصري، لكن القاهرة أبلغت تل أبيب مؤخرا، طبقا للموقع، أنه ينبغي أن يمر الخط أولا إلى قبرص قبل أن يتجه مجددا نحو مصر، والسبب في ذلك من وجهة نظر خبراء الموقع، سياسي بحت، حيث تخشى القاهرة ضغوطا داخلية حال حصلت على الغاز الإسرائيلي مباشرة، وتفضل أن تحصل عليه عبر قبرص.

ووقعت شركة الكهرباء الأردنية NEPCO في أواخر أيلول/ سبتمبر إتفاقا لاستيراد الغاز من حقل “ليفياتان”، حيث ينص التعاقد على استيراد 45 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي طوال 15 عاما، مقابل 10 مليار دولارا. ويشير خبراء الموقع العبري إلى أن الصفقة مرهونة بسلسلة من الإتفاقيات الأخرى، وأن جميع هذه العقبات السالف ذكرها سوف تترك خطة تطوير قطاع الغاز في إسرائيل في مهب الريح.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن