هل تخلت السلطة الفلسطينية عن مخيم اليرموك؟

سوريا

كتبت فلسطين إسماعيل :من يسمع ما يحصل في مخيم اليرموك في الايام الاخيرة يشعر في الغضب واليأس معا.

منذ وصول الاخبار عن دخول داعش المخيم واحتلاله غالبية أجزائه والغموض والخوف يكتنفان مصير من تبقى من اللاجئين الفلسطينيين فيه.

هذا المخيم الذي كان الى الان صامد امام استغلاله من قبل  النظام السوري والمعارضة، يوحي اليك انه تعب من القتال وتعب من الدم والاستغلال.

فمنذ بداية الأزمة في سورية، تخلت غالبية الفصائل الفلسطينية عن المخيم وأغلقت مكاتبها ورحلت على حد قول العديد من أصدقائي من المخيم من جهة،  واستغل النظام السوري والمعارضة على حد سواء الأزمة من جهة اخرى لابتزاز اهل المخيم وترهيبهم وقطع الطعام والماء عنهم.

كل هذا الذل والمعاناة حصلا رغم المطالبة الواضحة من اهل المخيم بتحييدهم عن القتال الجاري، لان مطلبهم في الاساس واضح وهو حقهم في العودة الى ارضهم فلسطين.

حاول اهل مخيم اليرموك بمساعدة من تبقى منهم على الصمود في كل هذه الفترة، امام كل المجموعات المسلحة التي ارادت دخول المخيم، وكان خوفهم ان تدخل داعش الى ارض المخيم كبير. اما والآن وبعد ان دخلت داعش بكل قواها بات مصير اهل المخيم سوداوي وقاتم.

ويصل بنا هذا الوضع في مخيم اليرموك الفلسطيني الذي طالما خرج عن بكرة ابيه للتضامن معنا في الداخل الفلسطيني او مع غزة او الضفة حين حصول اي انتهاكات او اعتداءات من قبل الاحتلال  الاسرائيلي،  الى حد الصراخ في وجهه السلطة الفلسطينية سلطة دولة رام الله المحتلة، والتساؤل أمامها ان كانت قد تخلت عن ما تبقى لها من دور في مساندة الشعب الفلسطيني في الشتات والمخيمات؟ وهل نسيت مخيم اليرموك؟ الا يستحق سكان المخيم بعد خذلانهم الاول من السلطة وغيرها من الفصائل الفلسطينية ان يرد اعتبارهم؟  الا يستحق سكان المخيم بان تقيم السلطة الدنيا ولا تقعدها للدفاع عنهم من سيناريو الذبح المنتظر؟

قال لي صديقي الفلسطيني من المخيم مرة: نحن لا نريد عطف ولا نريد طعام، نريد ان نترك لحالنا لكي نعيش بكرامة واحترام.

وانا أقول اليوم وكلي غضب: في تخلي السلطة الفلسطينية عن دعمها لمخيم اليرموك، تتخلى السلطة عينها عن ما تبقى من أمل في حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى وطنهم فلسطين.
مخيم اليرموك هو حق العودة ان كانت العودة الى فلسطين مازالت حق.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن