هل تشتري السعودية صمت واشنطن عن مقتل خاشقجي؟

هل تشتري السعودية صمت واشنطن عن مقتل خاشقجي؟

عقب أنباء اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية، من قبل السلطات السعودية بالتنسيق مع دولة أخرى، تشير تفسيرات كثيرة إلى يد أمريكا في الأمر، في ظل التقارب الكبير بين الرئيس دونالد ترامب وولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وأوضحت مصادر تركية أن لديها أدلة قاطعة تثبت ضلوع دولة أخرى مع السعودية في تنفيذ تلك العملية الأمنية المدبرة، وهو ما ربطه محللون بأنباء عن طلب سعودي لمساعدة أمريكية لتنفيذ “عملية سرية”.

وحتى الآن لا تزال تفاصيل اغتيال خاشقجي غامضة لحين إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفاصيلها في وقت لاحق من اليوم الأحد، على الرغم من تأكيد مصادر أمنية مقتله وبطريقة بشعة.

ووفق المصادر، فإن الاستنتاجات الأولية للأمن التركي هي أن خاشقجي قتل داخل القنصلية يوم الثلاثاء الماضي، كما ذكرت المصادر الأمنية أن 15 مسؤولا سعوديا وصلوا بطائرتين، بالتزامن مع وجود خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وغادروا في اليوم نفسه.

وسبق إعلان مصادر رسمية تركية عن مقتله، كشف صحفية “واشنطن بوست”، التي كان يكتب بها خاشقجي، يوم الخميس الماضي، أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم حملة عسكرية “سرية للغاية” لبلاده، وأشارت إلى أن الأخير طلب 4 مليارات دولار مقابل ذلك.

وبحسب كاتب المقال جوش روغين، فإن ذلك تم في اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، وذكر أن ترامب رفض الكشف عن تفاصيل الحملة المطلوبة.

وقال الأكاديمي محمد مختار الشنقيطي، إن مصادر تركية موثوقة أخبرته أن السلطات التركية لديها أدلة قاطعة تثبت ضلوع السعودية ودولة أخرى باغتيال خاشقجي، وأنها ستكشف عن تفاصيلها خلال يوم أو يومين.

الصمت مقابل المال

وكان ترامب أدلى بتصريح، الثلاثاء الماضي، قلل فيه من قدرة السعودية والملك سلمان على حماية المملكة دون دعم الولايات المتحدة لها ولجيشها، وأن ذلك مرهون بدفع الأموال لواشنطن مقابل الحماية.

وقال ترامب أمام تجمُّع انتخابي في “ساوثافن” بمدينة “مسيسبي”: “نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك سلمان، لكنني قلت: أيها الملك، نحن نحميك.. فربما لا يمكنك البقاء أسبوعين من دوننا؛ لذا عليك أن تدفع لجيشك”.

وبعدها رد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على تصريحات ترامب رافضاً لها. وقال في لقاء بثته وكالة بلومبيرغ الجمعة: إنه “منذ بدء التحالف بين السعودية والولايات المتحدة اشترينا كل شيء ودفعنا المال مقابله”.

ورغم التصريحات القوية والمتكررة من ترامب حول الملك سلمان ونجله، التي تشير إلى ابتزازهما، فإن إدارته تحظى بعلاقة وثيقة معها.

وقد تكون أمريكا ضالعة في تصفية المعارض خاشقجي بالتعاون مع السعودية، وتشتري المملكة صمتها، عقب محاولات ترامب الحثيثة بأخذ المال منها.

فمنذ 20 مايو 2017، جمعت الرياض قمة بين ترامب والعاهل السعودي، حصل خلالها الرئيس الأمريكي على مبالغ مالية بقيمة 460 مليار دولار تمثلت في صفقات أسلحة، وعقود اقتصادية، تلاها صفقات أخرى تباهى بها ترامب خلال حكمه.

ويشار إلى أن خاشقجي يقيم في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات بصحيفة “واشنطن بوست” تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن، وتعامل السلطات بالمملكة مع الإعلام والنشطاء.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن