هل تلجأ مصر لنقل مسافري غزة عبر البحر؟

فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين

شكل قرار السلطات المصرية، إلغاء فتح معبر رفح البري، صدمة كبيرة لسكان قطاع غزة؛ وذلك بعد إعلانها عن إعادة فتحه لمدة أربعة أيام متتالية بساعات قليلة.

وبسبب الأحداث الأمنية في سيناء التي استشهد خلالها 6 أفراد من الجيش المصري، أعلنت وزارة الداخلية بغزة أن السلطات المصرية أرجأت فتح معبر رفح والذي كان مقررا من الاثنين حتى الخميس المقبل. ومنذ بداية العام الجاري، فتح معبر رفح 14 يوما فقط بشكلٍ متقطع، الأمر الذي يبرز مدى الضرر العائد على قطاع غزة جراء الهجمات الإرهابية بسيناء، بوقت تجاوز فيه عدد المسجلين للسفر 30 ألف مواطن.

ويرى مراقبون فلسطينيون : أن جهات تقف وراء هجمات سيناء، وتهدف من خلالها لإفشال المصالحة واستمرار إغلاق معبر رفح، مشددين على أن استمرار عمل المعبر يمثل هزيمة للإرهاب، مؤكدين في الوقت ذاته ضرورة البحث عن بدائل تحفظ أمن المسافر والجندي المصري.

المحلل السياسي أكرم عطا الله، قال إن الفلسطينيين باتوا ضحية مباشرة للإرهاب في سيناء؛ إذ أن الوضع الأمني المضطرب هناك جعل من إغلاق معبر رفح، مُعادلة طبيعية بالنسبة للفلسطينيين.

وأوضح أن فتح المعبر يتطلب إعادة انتشار الجيش المصري، مشيرا إلى أن قرار إغلاقه بات الخيار الأسهل في ظل الظروف غير المستقرة.

وشدد عطا الله على ضرورة البحث عن بدائل للطريق البري، لافتا إلى إمكانية نجاح خيار نقل المواطنين عبر البحر، مستذكرا بذلك التجارب المصرية السابقة بنقل موظفيها وجنودها بهذه الطريقة.

وطرح عطا الله بديلا آخرا للطريق البري، يتمثل في تجميع المسافرين بقافلة حافلات واحدة، والسير بطريق مستقيم مع وجود طائرة من طراز “هيلوكوبتر” فوقها لتأمين الطريق؛ دون أن تثقل على الجيش المصري.

والمحلل السياسي هاني حبيب، أيد سابقه عطا الله، بألا تقف المسألة الأمنية حائلا أمام فتح المعبر، وضرورة إيجاد بدائل للتغلب على هذه المعضلة، مشيرا إلى إمكانية تركيب ممر مائي أو ميناء لنقل المسافرين بحرا.

وقال حبيب : من الواضح أنه في كل مرة يتم الإعلان فيها عن فتح المعبر، تقوم الجهات الإرهابية في سيناء، باستهداف الأمن المصري؛ ما يؤدي إلى تعطيل عمل المعبر، وخلق مبررات لعدم فتحه مرة أخرى.

وأكد اعتقاده بأن المشكلة لا تتعلق فقط في المسافرين ذهابا وإيابا، إنما سينظر إلى المعبر على أنه سببا في تفجير الأوضاع بسيناء، وبالتالي التعامل معه كمسألة أمنية بحتة.

وأشار إلى ضرورة العمل على حل المسألة الأمنية بسيناء عسكريا من قبل مصر، مشددا في الوقت ذاته على أهمية معبر رفح بالنسبة لسكان غزة؛ كونه يمثل الممر الوحيد بين القطاع والعالم الخارجي.

أما المحلل حسام الدجني، فأكد اعتقاده بارتباط منفذي هجمات سيناء، بأجندة تتقاطع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومعنية باستمرار الحصار على قطاع غزة، وإفشال الجهود المصرية في المصالحة الفلسطينية، والتي ترمي إلى فتح معبر رفح.

وألمح إلى أن المنفذين يحاولون ترسيخ وعي جديد لدى الشعب المصري بأن هناك ارتباطا بين فتح معبر رفح وما يجري في سيناء.

واعتبر الدجني أن فتح معبر رفح يمثل نصرا كبيرا لمصر وللفلسطينيين على الإرهاب، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة توفير بدائل للممر البري تحفظ أمن المسافر والجندي المصري معًا. ويرى الدجني أن خيار البحر يجب أن يكون مطروحا لدى الدولة المصرية؛ كونه أكثر أمنا واستقرارا، موضحا أن هذا الخيار يساهم في إنعاش الاقتصاد المصري.

30 ألف مسجل من جانبه، أكد المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود في وزارة الداخلية بغزة، عدم وجود أي معلومات مؤكدة لدى الهيئة حول مدة إغلاق معبر رفح، أو موعد فتحه في المرة المقبلة.

وتمنى عدوان ألا يؤثر الحدث الأمني في سيناء على مسألة فتح معبر رفح، داعيا المسئولين المصريين لمراعاة الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء قطاع غزة؛ جراء إغلاق المعبر.

ولفت إلى أنه لا بديل عن معبر رفح لتنقل سكان غزة، في ظل تحكم الاحتلال بمعبر بيت حانون الذي يشكل المنفذ الثاني للقطاع إلى العالم الخارجي، مشيرا إلى وجود قرابة 30 ألف حالة مسجلة للسفر عبر معبر رفح لكل الفئات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن