هل تنجح الهدنة الأمريكية الروسية في تهدئة سوريا؟

سوريا

قال فيكتور بوزنيخير المسؤول العسكري الروسي لوكالات أنباء روسية إن رئيس مركز مراقبة وقف إطلاق النار التابع لروسيا في سوريا سيبحث مع نظيره في منشأة أمريكية في الأردن يوم الأربعاء تمديد وقف إطلاق النار في سوريا.

ونقلت الوكالات عنه القول إن الرجلين سيبحثان تنفيذ واشنطن لما يخصها من الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا بشأن الهدنة.

60 انتهاكا

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الجيش الروسي قوله إن الجيش السوري مستعد لتنفيذ انسحاب مرحلي متزامن مع انسحاب قوات المعارضة من طريق الكاستيلو القريب من حلب في التاسعة من صباح الخميس.

ونقلت وكالة أنترفاكس للأنباء عن جنرال روسي قوله الأربعاء إن وقف إطلاق النار في سوريا جرى انتهاكه 60 مرة على مدى الساعات الثماني والأربعين التي أعقبت بدء سريانه وإن معظم الانتهاكات ارتكبتها جماعة أحرار الشام المسلحة.

ونقلت أنترفاكس عن اللفتنانت جنرال فيكتور بوزنيخير من القيادة العامة للجيش الروسي قوله للصحفيين إن روسيا تؤيد تمديد وقف إطلاق النار لثمان وأربعين ساعة أخرى.

لا ثقة في الهدنة

قال السياسي السوري المعارض جورج صبرا، إنه لا يثق كثيرا في أن الهدنة التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة ستصمد لفترة أطول من هدنة سابقة حدت من القتال في سوريا مؤقتا هذا العام.

وتداعت تلك الهدنة التي أبرمت في شباط/فبرير على مدى أسابيع وتبادلت الأطراف اللوم في انتهاكها.

وقال صبرا: “ليس هناك كبير ثقة بأن هذه الهدنة يمكن أن تصمد أكثر من سابقتها”.

وأدى وقف إطلاق النار الذي بدأ العمل به يوم الاثنين إلى تراجع كبير في أعمال العنف. ويسعى الاتفاق الأمريكي الروسي إلى السماح بتسليم مساعدات إنسانية واستئناف المحادثات السياسية وصولا إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام.

وقال صبرا إن إصرار الحكومة على التحكم في مسألة المساعدات يعرقل إدخالها إلى حلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف: “العقبات أن النظام ما زال يصر على أن تدخل هذه المساعدات عن طريقه وبالتنسيق والتشاور معه. هذا أمر غير مقبول… نحن نطالب بأن يكون هذا الدور للأمم المتحدة”.

وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي استئناف لمحادثات السلام وأن الأمر يتوقف على تنفيذ البنود الإنسانية في قرار وافقت عليه الأمم المتحدة العام الماضي.

وقال إن “كل مواعيد تعطى لاستئناف المفاوضات والعملية السياسية هي احتمالية وليست جدية أبدا”.

وأشار إلى أن حرية تحرك وكالات الإغاثة عنصر من العناصر التي ستساعد في استئناف المحادثات السياسية، مشددا على أن “ثبات الهدنة هو الذي يمكنه أن يفتح الباب أمام استئناف العملية السياسية أم لا”.

وتابع أن “ما يعانيه هذا الاتفاق للحقيقة هو عدم وجود آليات عمل لتنفيذه على الأرض” وافتقاره لأي نظام لمعاقبة منتهكيه.

يوم بلا موت

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن يوما كاملا مر دون سقوط قتلى من المقاتلين بعد بدء سريان وقف جديد لإطلاق النار في الصراع بين الرئيس السوري بشار الأسد وخصومه، فيما تبذل جهود حذرة لتوصيل المساعدات إلى مناطق محاصرة.

وبعد 24 ساعة من بدء سريان الهدنة، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أن الوضع تحسن كثيرا قائلا إنه ينبغي السماح بتوصيل مساعدات الأمم المتحدة في وقت قريب بما في ذلك إلى منطقة شرق حلب المحاصرة التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وقال المرصد إنه لم يتلق أي تقرير عن مقتل مسلحين أو مدنيين بسبب القتال في أي من المناطق التي تشملها الهدنة.

وتمثل الهدنة أكبر رهان من واشنطن حتى الآن على أنها تستطيع العمل مع موسكو لإنهاء حرب حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسارها عندما أرسل طائراته الحربية لدعم الأسد.

وذكر المرصد أن أعنف قتال منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ كان في قرية معان بمحافظة حماة مساء يوم الثلاثاء. وينشط في منطقة حماة متشددون ومقاتلون من المعارضة المعتدلة يحاربون تحت لواء الجيش السوري الحر.

ولم يتضح على الفور إن كان مقاتلو المعارضة الذين خاضوا القتال ينتمون لأطراف يشملها وقف إطلاق النار.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجماعات المسلحة خرقت وقف إطلاق النار الساعة السادسة مساء (15:00 بتوقيت جرينتش)، إذ هاجمت مواقع للجيش بالأسلحة الآلية. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القتال قد يمثل تهديدا خطيرا لوقف إطلاق النار إذا لم يتوقف.

وأوضح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية أنه يتعين على كل الجماعات باستثناء جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية الالتزام بالاتفاق.

وأضاف: “ما نفهمه حاليا هو أن الجماعات التي يجوز استهدافها خلال هذه الفترة هي داعش وجبهة النصرة فحسب”.

وخارج نطاق الهدنة قالت تركيا يوم الثلاثاء إن ضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قتلت ثلاثة من متشددي الدولة الإسلامية.

وحظي الاتفاق بموافقة الأسد وقبول على مضض من معظم الجماعات التي تعارضه.

والهدف الأول للمجتمع الدولي هو توصيل المساعدات للمدنيين في حلب التي تخضع المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة فيها للحصار.

الأجواء تتحسن

قال دي ميستورا إنه كانت هناك مزاعم عن حوادث متفرقة، وأضاف للصحفيين: “لا يوجد شك في أن هناك انخفاضا كبيرا في العنف”، مشددا على أنه لم تنقض سوى 24 ساعة من الهدوء النسبي.

وتابع: “قالت مصادر على الأرض لها قدر من الأهمية بما في ذلك داخل مدينة حلب أن الوضع تحسن بشكل كبير في غياب الضربات الجوية”.

ورغم عدم دخول قوافل تابعة للأمم المتحدة لسوريا حتى الآن فإن دي ميستورا قال إنه إذا صمدت الهدنة فمن المتوقع أن تصل مساعدات الأمم المتحدة قريبا جدا وسيكون بوسع السوريين التطلع إلى “توقف القنابل وتدفق الشاحنات”.

لكنه أشار إلى أن الأمم المتحدة ما زالت تنتظر إصدار لحكومة السورية التصاريح لتوصيل المساعدات. وأضاف: “لكننا نأمل بشكل كبير ونتوقع أن تصدرها الحكومة قريبا جدا.”

وقال الجيش الروسي الذي أرسل معدات استطلاع لرصد وإحباط محاولات الخرق إن وقف إطلاق النار صامد إلى حد بعيد في حلب.

مساعدات بالانتظار

وقال شاهد عيان إن قافلتي مساعدات تضم كل واحدة منهما نحو 20 شاحنة عبرتا من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية الواقعة على بعد 40 كيلومترا غربي حلب إلى شمال سوريا لكن لم يعرف أي مسافة ستقطعها القافلتان في سوريا فيما لا يزال الهاجس الأمني قائما.

وقال مسؤول تركي إن الشاحنات تحمل بالأساس طعاما وطحينا.

وقال بريتا حاجي حسن رئيس المجلس المحلي في الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة من مدينة حلب إنه يخشى توزيع المساعدات بالطريقة التي تريدها روسيا وبالتالي لا تصل إلى 300 ألف نسمة يعيشون هناك.

وأضاف أن الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة يحتاج بشدة إلى الوقود والطحين والقمح وحليب الأطفال والأدوية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن