هل حركة الاخوان عائدة وبشخص اردوغان؟

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

في الثلث الاخير من هذا العام”2017″ بدأت التحركات والتحالفات تشهد تغيُرا تكتيكيا وعسكريا وامنيا واستراتيجيا في منطقة الشرق الاوسط، ابرز هذه المشاهد هو عودة الرئيس التركي اردوغان الى المسرح السياسي عبر قواه الناعمة والخشنة.

استطاع ان يستغل ورقة قرار ترامب الاخير الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، لترويج نفسه المهاجم والمدافع عن الورقة الفلسطينية، استثمر ذلك لتغيير مسار العديد من الدول كانت ضمن التحالف السعودي لتتوجه الى تركيا وقطر.

من بين الدول ” الأردن” حيث شهد تهميشا واضحا نتيجة سحب الورقة الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية من يده لتصبح بيد السعودية، هذا الامر ازعج الاردن، لذا بات يفكر بالتحول الجذري في تحالفاته من السعودية الى قطر وتركيا ولو عبر البوابات الخلفية وليس عبر النظام السياسي الملكي، فالشعب الاردني اغلبيته من الاخوان المسلمين، وزيارة الملك عبد الله الثاني الى تركيا في الفترة الاخيرة تبرهن لجوء الاردن الى تركيا ولربما بشكل غير رسمي الى ايران.

قبول الرئيس ابو مازن دعوة القمة الاسلامية في اسطنبول تشير ان اردوغان استطاع قلب المنطقة بإعادة صورته وصورة آبائه العثمانيين، وأحلام التوسع التركي واستعادة الخلافة الاسلامية مجددا واردوغان الخليفة المنتظر الذي سيعيد امجاد امبراطوريته، ناهيك لوجود تركيا في قطر الحاضن الاساسي للقاعدة التركية “العديد” في الشرق الاوسط.

لم يكن الشرق الاوسط الوحيد الذي يحلم به اردوغان في ارساء دعائم امبراطوريته بل ينظر الى افريقيا البوابة الاقتصادية والامنية والعسكرية، فزيارته الاخيرة الى السودان وتشاد وتونس، وإهداء جزيرة سواكن السودانية الى اردوغان لبناء قاعدة عسكرية في السودان جاء لمناكفة النظام المصري، فالسودان وتركيا نظامين اخوانيين لا يتفقان من النظام المصري.

خطوات اردوغان تشير ان جماعة الاخوان المسلمين قد تعود وبقوة في المنطقة واردوغان يتزعم ذلك، هذا يؤكد ان الاخوان لم تهدأ للحظة بل قامت بتمويه نفسها بانها ماتت حتى لا تصنف ضمن الجماعات الارهابية، عام 2018 سيشهد عودة الاخوان اذا لم يكن النظام فسيكون الشعب عبر الخلايا النائمة.

الاخوان في سوريا عبر جبهة النصرة سيعيدون دوامة الحرب فيها وهذا ما قاله اردوغان في زيارته الى تونس وهجومه ضد الاسد بأنه ارهابي بحق الشعب السوري وعلينا التخلص منه، العراق سيطول امد الحرب فيها عبر افرع داعش والاكراد والبعثيين والمدعومة امريكيا والذين غير مقتنعين بالنظام العراقي.

ستستمر الحرب في اليمن عبر داعش والقاعدة و جماعة ابو العباس” والتحالف العربي والحوثيين، جماعات الاصلاح الاخوانية والأذرع الايرانية لن يهدا بالها إلا بنشر الفوضى والفتنة فيها.

ايران ستشهد مظاهرات عبر المعارض احمد نجاتي وهي بداية الفوضى والتوتر في ايران وهذا وعد السعودية بنقل الحرب الى ايران ، الضفة الغربية تبقى تحت الحكم الذاتي ، غزة مدمرة اقتصاديا والحصار سيخنقها بوتيرة متزايدة وبعض الافراد سيلجئون الى الانتحار عبر نقاط التماس مع اسرائيل.

2018 ستكون اشد وطأة من 2017، وصفقة القرن لا اساس لها سوى التنازل والاستسلام.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن