هل ستنجح جولة الحوار الجديدة في كسر الانقسام ؟

المصالحة الفلسطينية

بدي بعض المحللين السياسين تشاؤما إزاء ما قد تفضي له جولة مرتقبة من الحوارات بين حماس وفتح برعاية مصرية، ونظرون لها على انها محاولة لتفادي غضب مصر وتوتير الاجواء معها في هذه المرحلة.

واستقبلت مصر وفداً قياديا من حماس التي أبدت استعدادها لحل اللجنة الادارية التي شكلتها لادارة قطاع غزة، ما دفع مصر لتوجيه دعوة لحركة فتح من أجل بحث خطوات حماس، وسبل انهاء ملف الانقسام.

وقال المحلل السياسي، أكرم عطالله، ان ما يجرى من نقاشات حول ملف المصالحة، لم يكن مخطط لها وان الحوار جاء على هامش النقاشات التي يجريها وفد حماس بالقاهرة، وعلى ضوء ذلك أودعت حماس ملف حل اللجنة الادارية لدى المصريين، ودعت القاهرة وفدا من حركة فتح لمناقشة ذلك حيث ان هناك رغبة لدى المصريين بتجميد جزئي لاتفاقات “دحلان حماس” واشراك السلطة في هذه التفاهمات.

واستبعد عطا الله ان تؤدي هذه الخطوات الى مصالحة حقيقية بين الطرفين، و “لكن قد يكون هناك تفاهمات مؤقتة وجزئية حول فتح معبر رفح لتخفيف الضغوط على المواطنين”.

وقال بشأن فرص التوجه الى انتخابات عامة “لا توجد مؤشرات على وجود رغبة بالمضي في هذا المسار الذي لم تفلح فيه انتخابات البلديات رغم التحضيرات التي جرت، اضافة الى انه تم تجميد وتأجيل انتخابات المجلس الوطني الى تشرين الثاني”، مشيرا الى ان “الانتخابات لن تحدث الا بعد حدوث المصالحة ولن تفلح بان تكون طريقا يؤدي الى المصالحة”.

واعرب المحلل السياسي، طلال عوكل، عن تشاؤمه من فرص حدوث تقدم في ملف المصالحة، مشيرا الى ان حماس لم تعلن رسمياً حتى عن موقفها بحل اللجنة الادارية، وكل ما نشر مجرد رغبات وتسريبات واشاعات، اضافة الى ان حركة فتح سترسل وفدا للقاهرة لاستجلاء الموقف، (بدون صلاحيات للمفاوضات) ومن ثم العودة الى رام الله لاتخاذ الخطوات اللاحقة، اضافة الى ان “طريق المصالحة مليء بالالغام من تفاهمات دحلان حماس، الى ملف الموظفين، وسلاح المقاومة، لذلك فانه ليس من السهولة التوصل الى اتفاق في هذه المرحلة”.

وحول حل اللجنة الادارية، قال عوكل “هناك خشية لدى حماس بان تقوم بحل اللجنة الادارية، وثم تفشل عملية المصالحة، فهناك ازمة ثقة عميقة بين الطرفين، ومن منظور حماس فانها لا تريد تكرار تجربة حل حكومة هنية، حين تم استبدالها بحكومة وفاق وطني ومن ثم تعطلت المصالحة، حيث ترى حماس انها خسرت في هذه الخطوة حكومة شرعية، لذلك فهي لا تريد حل اللجنة لكنها تلقي بالذرائع على أنها تخشى ان يحصل فراغ في حال حل اللجنة الادارية وان لم يحصل تقدم في ملف المصالحة”.

واضاف “لا توجد بوادر لدى حماس في قطاع غزة بانها ستتوجه لانتخابات عامة، حيث نرى انها ماضية في سياساتها التنفيرية للمواطنين”.

ويرى المحلل السياسي، عماد غياظة، ان ما يجرى الان من حوارات، ينطلق من “تفادي الضغوط المصرية وتجنب توتير العلاقات مع مصر من كلا الطرفين اكثر منها نوايا لانهاء الانقسام” مشيرا الى ان جولة المفاوضات المرتقبة “قد تنتهي باجواء متوترة مع مصر، سواء من طرف حماس او من فتح، او كلاهما”.

واعرب غياظة عن اعتقاده بانه “ليس لدى الطرفين ارادة لانهاء الانقسام، حيث تريد حماس (في هذه المرحلة) كسب الوقت وتجاوز الضغوط من خلال الاستجابة للتحركات المصرية، حتى تتوفر لها فرص افضل، وفتح ترغب بتأجيل كل شيء الى ما بعد التوجه الى الامم المتحدة. التحركات تأتي من باب عدم الرغبة باغضاب مصر”.

وحول حل اللجنة الادارية، قال غياظة ان “حل اللجنة او عدم حلها لن يغير من واقع الانقسام في قطاع غزة، حيث انه معروف للجميع ان حماس هي من تدير مختلف القطاعات في غزة، وان حل اللجنة يأتي في سياق إجراء سياسي معنوي بين الطرفين يستخدم لممارسة الضغوط او اكتساب ميول الناس بابداء الرغبات حول حلها”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن