هل وصل “داعش” إلى فلسطين؟

داعش

بعد عام من إعلان إقامة “داعش” دولته المزعومة، بقي سؤال وحيد دون إجابة، لماذا لم تتجه عناصر التنظيم الإرهابي إلى فلسطين لتحرير القدس، وقتال المحتل الصهيوني، بدلا من قتل الأبرياء؟

وعلى الرغم من رصد العديد من المؤشرات التي تثبت وجود “داعش” في فلسطين، حيث كانت أول مرة تردد اسم “داعش” في غزة منذ عام، حينما وافق مهرجان إحياء ذكرى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بغزة، على السماح بالهتاف باسم التنظيم الإرهابي، وتزامن هذا مع خروج حركة حماس لتحمل مسؤولية التفجيرات التي استهدفت منازل وسيارات قيادات في حركة فتح في قطاع غزة لتنظيم “داعش”، الأمر الذي زاد من حدة الخلاف بين الحركتين والذي تطور إلى إعلان داخلية غزة المقالة تخليها عن تأمين مهرجان “أبوعمار” بغزة، ما جعل حركة “فتح” الفلسطينية تتخذ قرارها بإلغاء الاحتفالية حفاظًا على أرواح أبنائها وأهالي القطاع.

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، قال إن هناك أمرا لا يمكن إغفاله، وهو أن جزءا كبير من “الدواعش” خرجوا من رحم الإخوان، وفي غزة الأمر يختلف كليا، حيث إن حالة الكبت التي يعيش فيها أهالي القطاع الفلسطيني، إضافة إلى انتهاج حماس نظاما قمعيا يمنع أي حركات تظهر ضدها، وهو ما برز جليا في اغتيال عبد اللطيف موسى الذي شكل جماعة تتبع نهج الإسلام الراديكالي بمدينة رفح الفلسطينية عقب إعلان الولاء لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وأكد إيهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية المقالة، في ما مضى، إن جماعة موسى ليست سلفية بل هم مجموعة أفراد يتبنون أفكاراً منحرفة وضالة، وليست مجموعات تنظيمية، بل هم أفراد يتواجدون هنا وهناك.

وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لـ”الوطن”: “وزع قبل يومين بيان منسوب لداعش، وأمهل المسيحيين بمدينة القدس مهلة حتى نهاية شهر رمضان للرحيل من المدينة، لكن من الواضح أن البيان مدسوس من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يريد أن يشعل فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة”.

وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، أن هناك تنظيمات وتشكيلات في قطاع غزة الفلسطيني تتبنى فكرا معاديا لحماس، ومنها ما أعلن الولاء لداعش، وقامت داخلية حماس بحملة اعتقالات موسعة من أجل إماتة فكرة تشكيل تلك المجموعات، مشيرا إلى أنه يعتقد ظهور “دواعش” كُثر في القطاع الفلسطيني للهروب من الواقع المرير الذي تمر به غزة، وهناك جزء كبير من شباب القطاع سافر إلى العراق وسوريا نتيجة حب المغامرة وفرض حماس قبضتها على سكان القطاع.

ومن جانبه قال الدكتور جهاد الحرازين المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية، إن تنظيم داعش صناعة أمريكية من الدرجة الأولى وهو ما كشفت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في كتابها الذي حُظر نشره، ووصولا للبيان الذي وزع بمدينة القدس والذي لا يمت للفلسطينيين بأي صلة خاصة في المدينة المقدسة، حيث إنه لم يسبق حرق كنيسة أو مسجد بها الأمر الذي يثبت أن “داعش” ليس له أي وجود في المدينة، ولكن الاحتلال الصهيوني يريد نقل الصراع إلى فلسطين، وإثارة النعرات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مدينة السلام، وهو الأمر الذي لن يحدث على الإطلاق، في إطار خطة إسرائيلية ممنهجة لتأجيج الصراع الديني والترويج بأن اليهود مضطهدين على مستوى العالم وفي القدس نفسها.

وأضاف الحرازين، في تصريحات خاصة لـ”الوطن”، “الجميع يعلم أن العديد من الجماعات الإسلامية موجودة في قطاع غزة الفلسطيني، لكن السؤال الأكثر جرأة يتلخص في من الذي يسيطر على القطاع وهي حركة حماس التي تتخذ الهاجس الأمنى منهجا لها، والجماعات المتطرفة في القطاع هي صنيعة حمساوية وهي رسالة تريد حماس تصديرها للعالم بأسره، بأن البديل لها في القطاع الفلسطيني حال سقوطها أو الإطاحة بها سيكون متطرفا، أو بمعنى أصح “داعشي” فيجب على المجتمع الدولي التعاون معها”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن