هل يُطلَق “الإنذار الوطني” لمواجهة “مأساة قوارب الموت”؟!

هل يُطلَق

غزة – نبيل سنونو

حتى اللحظة، تُخيّم صدمةُ فقد الغزيين، الذين كانوا على متن قارب يقل مهاجرين قبالة السواحل الإيطالية، على المشهد، وعلى كلّ من لديه مثقال ذرةٍ من إنسانية، تمامًا كما الصدمات التي تلقاها الفلسطينيون بعد كل مرةٍ غرقت فيها قوارب تقل لاجئين فلسطينيين فارين من سوريا.

الثابت في هذه القضية أن آمال هؤلاء الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية نُسِفَت، بفعل الحصار الإسرائيلي فيما يخص الغزيين المفقودين، وما تشهده سوريا من صراع دامٍ فيما يخص اللاجئين، والتساؤلات تُطرح عما إذا كان فلسطينيون جدد سيلقون ذات المصير.

وفيما تؤكد الناشطة في مجال اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في مصر رضا النجار، أن السلطات المصرية تحتجز في أقسام للشرطة، نحو 250 غزيًّا، كانوا ينوون الهجرة بطريقة غير شرعية، يطالب مدير عام مركز العودة الفلسطيني في لندن ماجد الزير، بإطلاق “إنذار وطني فلسطيني شامل” لمعالجة “مأساة القوارب”.

النجار توضح أن السلطات المصرية تحتجز نحو 250 غزيًّا في ستة أقسام للشرطة، كانوا ينوون الهجرة بطريقة غير شرعية، مشيرة في نفس الوقت إلى أن السلطات المصرية احتجزت أول من أمس، 250 شخصًا منهم 23 غزيًّا، والبقية سودانيون ومصريون، كانون ينوون الهجرة أيضًا بطريقة غير شرعية.

كما تشير لـ”فلسطين”، إلى أنه بعد إخلاء النيابة العامة لسبيل هؤلاء، ينتظرون موافقة الأمن الوطني المصري على ذلك، فيما يتم ترحيل الغزيين إلى القطاع، كما يتم ترحيل اللاجئين الفلسطينيين غير المتزوجين والذين ليس لديهم أُسر في مصر إلى سوريا، وفق قولها.

وتلفت النظر إلى اتخاذ السلطات المصرية إجراءات سريعة فيما يخص اللاجئين الذين يحاولون الهجرة بطريقة غير شرعية، سواء أكانوا فلسطينيين أم سوريين، ولا يمكثون في أقسام الشرطة أكثر من 10 أيام، كون تلك الأقسام غير مؤهلة لأعداد كبيرة، ريثما يتم إخلاء سبيلهم أو ترحيلهم.

وتتمم حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مصر: “تقريبًا أوضاعهم أفضل من ذي قبل، فوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” صار لها نشاط واضح بالنسبة للمراحل السابقة، وتقدم لهم كوبونا غذائيا”، لكنها توضح أن هؤلاء يعانون من ناحية المساعدات والخدمات الطبية، التي تحددها لهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة، فيما يتواجد معظمهم في الإسكندرية.

“قرع الجرس”

“هذا الموضوع مُركب ومعقد وله عدة عوامل تغذي استمرار هذه المأساة، وعوامل لا تساعد في أن يوجد لها حل، ابتداءً يجب إدراك أن المشكلة لها أسباب متعددة مستمرة سواء من العدوان الإسرائيلي على القطاع أو الحرب الطاحنة داخل سوريا، أو في السابق فيما يتعلق بما يحصل في مخيمات لبنان، وكل مأساة تصبح عنصرًا طاردًا، لعدم وجود أفق بطريقة أو بأخرى فيما يتعلق بالدول التي يعيش فيها الفلسطينيون عمومًا واللاجئون على وجه الخصوص”، والكلام هنا لمدير مركز العودة.

ويقول الزير لـ”فلسطين”: “إن الدول العربية المستضيفة للاجئين الفلسطينيين لا تتعامل معهم بما يليق بحقيقة أن فلسطين ضائعة تحتاج إلى تعاضد عربي قومي يركز على توفير حياة كريمة لهم”.

ويضيف: “هذه المعادلة التي وصفتها بالمركبة تحتاج إلى حل مركب أيضًا، ومهمة فلسطينية قومية وطنية، للتوعية بأن الهدف من الوصول إلى أوروبا (بطريقة غير شرعية عبر البحر) ثمنه غال، أن تباد عوائل بالكامل وتنتهي في أعماق البحر، وهذا لا يليق بنا كشعب فلسطيني، ثم هذا الذي نريد أن نقول له: لا تهاجر ولا تركب البحر، علينا أن نوفر له بيئة اجتماعية اقتصادية سياسية قانونية في الدول العربية أو حتى في قطاع غزة والضفة الغربية”.

ويتابع: “هذا يحتاج إلى شيء من الإنذار الوطني الشامل، وإلى من يقرع الجرس، المسؤولية شاملة لا (يُستثنى) منها أحد، صاحب نفوذ ولا منظمة ولا سلطة ولا فصائل ولا مؤسسات مجتمع مدني”.

ويرى أنه لا بد من ضبط الأداء الفلسطيني في التعامل مع هذه القضية، بما يضمن تفاعلا عربيا وإقليميا ودوليا، قائلاً: “مثلا عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، وتفعيل السفارات، وتشكيل خلية أزمة وطنية مكونة من الفصائل، وهذه كلها حتى لو اجتمعت من باب ذر الرماد في العيون سينتج عنها ما يمكن أن يعطي بعض الحراك هنا أو هناك، ويعطي الأمل في هذا المجال”.

ويشير فيما يخص عدد الناجين إلى أن المعلومات “شحيحة وهذا يحتاج إلى وفد رفيع المستوى يعطي نتائج واضحة”، مستدركًا بأنه “لا يوجد ما يمكن أن يكون جوابًا محددا حول الناجين إلا من خرج بالإعلام منهم وقال: أنا موجود، وخلاف ذلك لا يوجد جزم بهذا ولا بذاك، لكن واضح مع الزمن الذي يتقادم أن الموضوع بدأ يأخذ أبعادًا مختلفة”.

وعن دور السفارات الفلسطينية، يقول: “رصدنا شيئًا من الحراك في الأزمة الحالية، ونحن في وسطنا الفلسطيني يجب أن نبذل كل مجهود يخدم شعبنا ونتعالى عن أي مزايدات بتسجيل نقاط هنا أو هناك”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن