واشنطن بوست: إيران مقبلة على مزيد من الفوضى

واشنطن بوست: إيران مقبلة على مزيد من الفوضى

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن إيران مقبلة على مزيد من الفوضى؛ في ظلّ المسار التصادمي الذي تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فيما يتعلّق بالاتفاق النووي.

وبحسب كارل بيلدت، رئيس الوزراء السويدي السابق، والكاتب في الصحيفة الأمريكية، فإن كل المؤشرات تؤكد أن الاتفاق النووي مع إيران يعمل بشكل جيد، وأنه يؤتي نتائج إيجابية، ومن ثم فإن عملية إلغاء هذا الاتفاق ستكون حماقة محضة.

ورأى الكاتب أن التعيينات الأخيرة والتغيرات التي شهدها البيت الأبيض، والتشجيع من قبل السعودية و”إسرائيل” ضد إيران، كلها أسباب قد تدفع واشنطن باتجاه عملية تغيير النظام في طهران.

ومن المؤكد، كما يقول الكاتب، أن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الجديد، يدفع باتجاه تغيير النظام في إيران، وهو يدافع عن هذا الخيار ويعتبره سياسياً واقعياً، دون أن يكون هناك توضيح لكيفية عمل ذلك.

ويوضّح أن المعارضة الإيرانية في الخارج تخشى من أي دعم أو تلبية أي دعوة يمكن أن تقدّمها الولايات المتحدة لهم، فهم يحافظون على سمعتهم لدى الشعب الإيراني.

ويقول: “إذا قرّر بولتون دعوة ودعم أصدقائه في منظمة مجاهدي خلق (إيرانية معارضة)، فسيكون ذلك أكثر وضوحاً، خاصة أن هذه المجموعة كانت مدعومة طوال سنوات من قبل النظام العراقي السابق”.

أما إذا قرّرت الولايات المتحدة دعم وتشجيع المجموعات العرقية في إيران للتمرّد ضد النظام، فإن هذا الأسلوب ليس جديداً، لا سيما أن دعم المجموعات العرقية البلوشية أو الكردية أو غيرها سيؤدّي إلى مزيد من حملات القمع والاعتقال.

وسيستغل النظام الإيراني مثل هذه الحركات لوصف كل من يعارضه بأنه عميل للمخابرات الأمريكية أو الغربية، ومن ثم مزيد من التضييق على الحريات التي قد تؤدّي إلى اندلاع حرب مباشرة بين النظام وبين هذه العرقيّات المختلفة.

ويوضّح الكاتب: إن “لدى إيران القدرة على زعزعة الاستقرار في العراق وأفغانستان والخليج العربي بشكل يفوق ما رأيناه، وربما أكبر من قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية على فعل نفس الشيء في إيران”.

ويواجه النظام الإيراني تحديات كبيرة؛ كالبطالة والوضع المالي غير المستقر، وقضايا بيئية رئيسية تتطلب المزيد من الاهتمام، فضلاً عن أن سجلّ إيران في مجال حقوق الإنسان “مروّع”.

ولكن رغم ذلك، فإن إيران وعلى النقيض من دول المنطقة، لديها شكل من أشكال النظام السياسي الذي يمكن أن يُصلح نفسه إذا ما توفّرت له ظروف مناسبة.

ويضيف الكاتب: “إن أوروبا حريصة عل تعزيز وتطور النظام الإيراني بالتوازي مع التكامل الإقليمي، وهي تفضّل حواراً جادّاً حول الخلافات الواضحة”.

ويرى أن إصلاح النظام الإيراني يعدّ ضرورة إقليمية بالنسبة إلى السعودية وإسرائيل وحتى مصر، فبدون إصلاحات حقيقية وتغييرات رئيسية فإن تلك الدول مقبلة خلال السنوات القادمة على مواجهة مع إيران.

ويضيف: “ومن ثم فإن الهدف الأساس يتمثّل في تشجيع الغرب على الضغط على إيران من أجل مزيد من الإصلاحات وتوفير بيئة إقليمية مستقرّة؛ لأن أي زعزعة للاستقرار في المنطقة فإن النظام في إيران سيدفع ثمناً كبيراً”.

ويشير إلى أن “لدى أوروبا مصلحة كبيرة في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط؛ لأن أي زعزعة ستؤدّي إلى نتائج كارثية على القارّة الأوروبية”، معتبراً أن الدعوة للتغيير الإيراني، كما تحاول واشنطن وبدعم سعودي إسرائيلي، “لن تجلب سوى المزيد من الكوارث”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن