واشنطن بوست: “حارة اليهود” مسلسل “أبومازن” المفضل ووافق على عرضه بالتليفزيون الفلسطيني

حارة اليهود

وكالات / الوطن اليوم

قالت صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية” إن مسلسل “حارة اليهود” والذى عرض على التليفزيون المصرى، فى شهر رمضان هذا العام أثار دهشة وانقساما بين الفلسطينيين.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محمود دادوه، وهو صاحب مزرعة لإنتاج الدجاج، أنه لم يكن يتخيل فى حياته أن يرى مسلسلا كهذا.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن دهشة محمود ليست عائدة إلى تناول المسلسل للإسرائيليين واليهود ولكن إلى الطريقة التى تم التناول بها، حيث يتم عادة تجسيد اليهود والإسرائيليين فى المسلسلات التليفزيونية المنتجة فى العالم العربى فى صورة نمطية تتسم بالجشع والخسة وذوى أنوف معقوفة، وعادة ما يجسدون على انهم المحتلين الأشرار فى فلسطين.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن ما أثار دهشة الفلسطينى دادوه ورفاقة أن مسلسل “حارة اليهود” كان يبث على التليفزيون الفلسطينى الوطنى بموافقة ضمنية من السلطة الفلسطينية، وأن المسلسل كان يظهر اليهود بشكل إيجابى كأفراد طبيعيين.

وقال دادوه لواشنطن بوست:” هذا أمر جديد علينا”.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الأمر الذى أثار ذهول الفلسطينيين هو تصوير اليهود فى المسلسل على انهم أفراد عاديين، حيث يتحدثون العربية بطلاقة، ويشربون القهوة، ويتحدثون عن العمل والأسرة والسياسة تماما مثل المسلمين.

وأضافت “واشنطن بوست”، ان القاهرة شهدت فترة تاريخية كان يعيش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون معا فى تناغم، قبل ان يتم “خروج” اليهود من مصر، لافتة إلى ان عدد اليهود بالقاهرة كان حوالى 100 ألف يهودى فى عام 1948 فى حين لا يتجاوز عددهم العشرات اليوم.

وقال خالد سكر مدير عام البرامج فى التليفزيون الوطنى الفلسطينى، إنه اشترى حقوق بث المسلسل قبل بدء إنتاجه، وبعد إطلاعه على السيناريو الخاص به فى مارس الماضى.

وأضاف سكر لواشنطن بوست:” كانت مغامرة كبيرة، ولكننى كنت أعراف انها ستنجح”.

ويتصدر الآن مسلسل حارة اليهود سوق البث التليفزيونى الفلسطينى، حيث حصد 40% من معدلات المشاهدة فى وقت الذروة.

وأشار سكر إلى أنه قابل الرئيس الفلسطينى محمود عباس منذ وقت قريب، والذى أبلغه أن هذا المسلسل هو الوحيد الذى يتابعه على التلفاز.

وأضاف سكر: “بأمانة، بالنسبة للعديد من الفلسطينيين فإن اليهودى هو مجرد جندى أو مستوطن فقط، هذا ما يراه مواطنونا ، بالنسبة لنا هناك نمط واحد من اليهود وهو اليهودى الذى يحمل سلاحه الرشاش ويحتلنا”.

وقال سكر إن مسلسل حارة اليهود يقدم وجهة نظر أخرى، وهى وجهة نظر أقرب إلى حقيقة العلاقة المعقدة بين الشعبين.

وقال سكر :” الآن أنا أطالب الإسرائيليين بعرض الفلسطينيين فى أعمالهم بنفس الطريقة، نحن بشر أيضا، أظهرونا على شاشات التلفاز كبشر”.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن المسلسل أثار حالة من الانتقادات والمديح فى الوقت ذاته، حيث أشدت السفارة الإسرائيلية فى مصر بالمسلسل فى البداية، قائلة إنه يعرض اليهود فى حالتهم الانسانية الحقيقة …كبشر قبل أى شىء.

وفى وقت لاحق وبعد تقديم عدد من الشخصيات اليهودية بمظهر قاس، انتقد الإسرائيليون المسلسل مشيرين إلى انه بدأ يأخذ مسارا سلبيا، ويحرض ضد دولة إسرائيل.

على الجانب الآخر شكا بعض المعلقين العرب من أن بعض الشخصيات المسلمة فى المسلسل قدمت بشكل رخيص، حيث كان منهم راقصات ومهربو أموال، فى حين أن الشخصيات اليهودية قدمت بشكل براق وصوروا فى المسلسل على انهم أكثر وطنية.

وفى مقابلة قال أحد صانعي المسلسل وهو شريف زلط، إنهم أنفقوا ثروة من أجل إنتاج هذا العمل سواء على الأزياء او الممثلين او السيناريو، مشيرا إلى ان هدف صناع العمل لم يكن جني المال ولكن تقديم رسالة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الفلسطينيين أنفسهم انقسموا حول المسلسل، وذلك بعيدا عن الرسالة التى تقول إن اليهود هم بشر عاديون مثلهم، ولكن الانقسام كان بشأن لماذا يتم تقديم المسلسل فى هذا التوقيت.

وقال أحدهم مثنيا على المسلسل قائلا:” قل لى أيهم اليهودى وأيهم المسلم ، كلهم يبدون متشابهين”.

فيما تساءل خضر البرادعى، وهو دكتور بيطرى عما إذا كان الموساد وراء إنتاج الملسل المصرى.

وتكهن هو ورفاقه عما إذا كانت الحكومة المصرية وبدعم من السلطة الفلسطينية تحاول بعث رسالة للمواطنين.

وقال البرادعى :” هل يقولون لنا بأن نعيش مع اليهود مثلما عاشوا معنا فى الماضى، وان نسترخى والا نشتكى ، وان ننسى احلامنا ونعيش مثلما كنا بالأمس”.

وأضاف البرادعى :” أنا أحب المسلسل ولكنه فى النهاية مجرد خيال”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن