واشنطن تقبل بدخول روسيا الحرب السورية شريطة محاربة داعش

روسيا الجيش الروسي

قال البيت الابيض الأربعاء إنه يشعر “بقلق بالغ” إزاء تقارير بأن روسيا نشرت أفرادا وطائرات عسكرية في سوريا وأنه يراقب الوضع عن كثب.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض ايريك شولتز للصحفيين “موقفنا هو اننا سنرحب بالمساهمات الروسية البناءة في التصدي لمحاولات داعش لكننا كنا واضحين في انه سيكون عملا غير معقول من جانب أي طرف بمن فيهم الروس تقديم أي دعم لنظام الأسد.”

ويرى مراقبون أن هذا الموقف الأمريكي ينطوي على نوع من المرونة إزاء التحشدات العسكرية الروسية في سوريا، وهو لا يرقى إلى خطورة الوضع في حال انخرط الروس عسكريا في القتال إلى جانب الجيش السوري.

ولم تصدر حتى اللحظة أية مواقف من دول عربية وإقليمية معروفة بمناهضتها للنظام السوري مثل السعودية وتركيا وقطر.

في غضون ذلك، قالت مصادر لبنانية على دراية بالوضع السياسي والعسكري في سوريا اليوم الأربعاء إن قوات روسية بدأت تشارك في عمليات عسكرية هناك دعما للقوات الحكومية.

وقال مسؤولان أمريكيان إن روسيا أرسلت سفينتي إنزال دبابات وطائرة إضافية إلى سوريا في اليوم السابق أو نحو ذلك كما أرسلت عددا قليلا من قوات مشاة البحرية.

وأضاف المسؤولان طالبين عدم الإفصاح عن هويتيهما إن قصد روسيا من التحركات العسكرية في سوريا ما زال غير واضح. وقال أحدهما إن المؤشرات الأولية تفيد بأن تركيز التحركات هو إعداد مطار قريب من مدينة اللاذقية الساحلية وهي معقل للأسد.

وتأتي التحركات فيما تعرضت القوات الحكومية لانتكاسات كبيرة على الأرض في الصراع المستمر منذ أربع سنوات والذي راح ضحيته 250 ألف شخص وتشرد بسببه نصف تعداد السكان في سوريا وهو 23 مليون نسمة.

وانسحبت القوات السورية من قاعدة جوية كبيرة اليوم الأربعاء وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذا يعني أن الجنود السوريين ليسوا موجودين على الإطلاق في محافظة إدلب التي فقدت الحكومة السيطرة على معظم أراضيها هذا العام.

وأكدت موسكو أنها أرسلت “خبراء” على الأرض.

لكن روسيا أحجمت عن التعليق على نطاق ومدى وجودها العسكري في سوريا على وجه التحديد. ونفت دمشق مشاركة الروس في القتال لكن مسؤولا سوريا قال إن وجود الخبراء زاد خلال العام المنصرم.

وقال مسؤولون أمريكيون في الأيام القليلة الماضية إنهم يشتبهون بأن روسيا تعزز مساعدتها للأسد. وتشن الولايات المتحدة حملة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتعارض حكومة الأسد.

ومارست واشنطن ضغوطا على دول مجاورة حتى تمنع روسيا من استخدام مجالها الجوي في خطوة نددت بها موسكو بوصفها “فظاظة دولية”.

وتوجد قاعدة بحرية روسية واحدة في البحر المتوسط عند مدينة طرطوس على الساحل السوري في أراض يسيطر عليها الأسد. وتأمين القاعدة يمثل هدفا استراتيجيا مهما للكرملين.

وقالت مصادر لبنانية إن الروس يبنون قاعدتين في سوريا احداهما قرب الساحل والأخرى على عمق أكبر في البر لتكون قاعدة للعمليات.

وأضافت “لم يعد الروس مجرد مستشارين. قرر الروس الانضمام للحرب ضد الإرهاب.”

وفي إشارة إلى المخاوف الغربية حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا من التدخل العسكري الزائد في سوريا وقال إن الاتفاق النووي مع إيران ومبادرات جديدة قدمتها الأمم المتحدة تمثل نقطة انطلاق لحل سياسي للصراع.

وذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج إن التقارير التي أفادت بزيادة النشاط العسكري الروسي في سوريا تثير القلق فيما قالت فرنسا إن الأمر يجعل إيجاد حل سياسي للأزمة أكثر تعقيدا.

وظلت إيران وجماعة حزب الله اللبنانية هما المصدران الرئيسيان لدعم الأسد عسكريا حتى الآن لكن الزخم تحول ضد الرئيس السوري هذا العام.

وفي أحدث انتكاسة كبيرة تلحق به ذكر التلفزيون السوري أن القوات السورية تخلت عن قاعدة جوية في شمال غرب سوريا لتؤول السيطرة عليها إلى تحالف لمقاتلي المعارضة بعد حصار دام قرابة عامين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فقدان القاعدة يعني انسحاب القوات الحكومية بالكامل من محافظة إدلب بوسط سوريا.

وحققت تحالفات لمقاتلي المعارضة بدءا بالإسلاميين السنة المتشددين مثل النصرة ووصولا إلى مقاتلين من القوميين العلمانيين مكاسب في شمال غرب وجنوب غرب سوريا. وكثيرا ما يقاتل هؤلاء القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على الكثير من مناطق شرق سوريا وشمال العراق.

وتقول روسيا إنه يجب إشراك الحكومة السورية في قتال مشترك للدولة الإسلامية لكن الولايات المتحدة وخصوما للأسد في المنطقة يرون في الأسد جزءا من المشكلة السورية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستبحث اتخاذ إجراءات عسكرية إضافية مطلوبة لمحاربة الإرهاب في سوريا إذا اقتضت الضرورة.

وكانت موسكو قد بررت دعمها للأسد في الصراع بأوضح العبارات حتى الآن خلال الأيام القليلة الماضية وقالت إن النهج الغربي في التعامل مع سوريا يشبه الاخفاقات في العراق وليبيا.

وتركز الخلاف الدبلوماسي على استخدام المجال الجوي لمرور رحلات جوية تقول موسكو إنها تنقل مساعدات إنسانية لسوريا فيما يرى مسؤولون أمريكيون أنها ربما تنقل إمدادات عسكرية.

ولتفادي السفر فوق تركيا – أحد ألد أعداء الأسد- سعت روسيا إلى تسيير الرحلات الجوية فوق دول البلقان لكن واشنطن حثت هذه الدول على عدم السماح لموسكو بذلك.

ورفضت بلغاريا أمس طلبا روسيا باستخدام مجالها الجوي لتسيير رحلات وبررت ذلك بمخاوف بشأن الشحنة على متن الطائرة. وقالت بلغاريا اليوم الأربعاء إنها ستسمح للطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا باستخدام مجالها الجوي إذا وافقت موسكو على تفتيش شحنات هذه الطائرات في مطار بلغاري.

ولم تؤكد تركيا رسميا حظر الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا لكنها تقول إنها تنظر في طلبات استخدام مجالها الجوي للذهاب إلى سوريا وفقا لكل حالة على حدة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن