واللا العبري: هذا ما حدث للتفوق العسكري الإسرائيلي

اسقاط طائرة اسرائيلية

كتب المحلل العسكري في موقع “واللا” العبري، أمير بوحبوط، إنه في حال كان الحديث عن إصابة مباشرة للطائرة الحربية الإسرائيلية، فإن الحديث يكون عن واقعة لم تحصل منذ عشرات السنوات، وهي تشير إلى شرخ في التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي، بما يتطلب تحقيقا معمقا لفحص حقيقة ما حصل، خاصة وأن الحديث عن طائرات تحتوي على منظومات متطورة جدا.

وقال أنه “من الناحية الاستراتيجية، فإن ما يحصل هو حدث تاريخي كبير جدا قيد التشكل، فالعقيدة الإيرانية تهدف إلى إقامة قوة عسكرية كبيرة في اراضي سورية ذات ثقل ضد دول المنطقة، وبينها الأردن والسعودية والخليج، وأيضا ضد إسرائيل. وهذه العقيدة قد ارتقت مرحلة أخرى، مع ترسخ وجود حرس الثورة الإيراني في سورية”.

وبحسبه فإن “ما يحصل في مطار “تي 4″ يشير إلى ما يحصل في سورية في السنوات الأخيرة. فهذه القاعدة العسكرية كانت مركزا لهجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفي العام 2016، سقط أجزاء منها بيد داعش. ويعمل الجيش السوري في هذه القاعدة وهو مزود بمنظومة دفاعات جوية قوية، إلى جانب الجيش الروسي وقوات حزب الله، وذلك بهدف حماية مصالحهم. ومنذ صباح اليوم يمكن الوقوف على أن إيران تقوم بتفعيل طائرات مسيرة من هذه القاعدة”.

وأضاف أن روسيا تستغل هذا الواقع في سورية لصالحها، وتوفر لإيران وحزب الله حيزا للعمل، وطالما يحاربان داعش وباقي قوات المعارضة، فهي تعمل على تثبيت استقرار النظام السوري.

ويضيف أنه طالما استمرت هذه المعادلة، فإن روسيا سوف تسمح بترسيخ التواجد الإيراني، ولكنها ستمنع اندلاع حرب إقليمية، حيث أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا ينوي خسارة ما أنجز في الشرق الأوسط، وبضمن ذلك قواعد عسكرية وميناء روسي في سورية، وصفقات ضخمة لإعادة الإعمار. وفي الوقت نفسه، فإن هذا الواقع سمح بمواصلة نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان عن طريق سورية.

أما عن خلفية ما أسماه “الاستفزاز الإيراني”، فقد كتب بوحبوط أن “الحكومة الإسرائيلية، بتوصية من الجيش والأجهزة الاستخبارية، قررت العمل في إطار معركة سرية، وضرب محاور نقل الأسلحة. وبحسب تقارير إعلامية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي قصف عدة مرات من أجل عرقلة النوايا الإيرانية. ولكن حصلت تغييرات جوهرية في الآونة الأخيرة، فالقتال ضد داعش قد تقلص، وحسّن النظام السوري مواقعه، وبدأ حزب الله بإعادة مقاتلين إلى لبنان، ورفع الجاهزية للمعركة المستقبلية مع إسرائيل، في حين رفعت إيران من وتيرة ترسيخ قواعدها في سورية”.

وتابع أن “قادة فيلق القدس الإيراني منشغلون بإقامة بنى هندسية وعسكرية في كافة أنحاء سورية، إلى جانب نقل منظومات أسلحة لاستخدامات مستقلة. كما يجري الحديث عن ميناء إيراني في سورية، ومحور بري من إيران إلى سورية، عن طريق العراق. وبالتالي فإن الأجواء في سورية دفعت إيران إلى القيام بعملية تهدف إلى ردع إسرائيل، حيث أن غارات سلاح الجو الإسرائيلي، لأهداف استخبارية وهجومية، تمنع إيران من توسيع عملية ترسيخ تواجدها العسكري”.

وبحسبه فإن إيران اختارت التوقيت الحالي بهدف إبعاد إسرائيل عن الأجواء السورية، ووقف تحليق الطيران الإسرائيلي المتواصل في المنطقة. ولم يستبعد أن يكون الهدف من الطائرة المصورة، إضافة إلى إثبات الحضور الإيراني، هو التقاط صور لأهداف إسرائيلية. ويضيف في هذا السياق أن “الحديث ليس عن حادث منفصل، وأن الإيرانيين لن يتنازلوا بسرعة”.

وينهي بالقول إن “الخسارة في الأجواء السورية سيكون لها أبعاد على طريقة عمل سلاح الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية. والسؤال الكبير هو: هل ستواجه إسرائيل، لوحدها، إيران المدعومة من قبل روسيا أم ستضم الولايات المتحدة إلى المعركة؟ فإسرائيل منذ إقامتها وجدت نفسها في أوضاع مماثلة أدى بعضها إلى حروب واسعة. ولكن من الواضح أنه عندما يحصل مس بالتفوق الإسرائيلي، فالأميركيون لن يقفوا موقف المتفرج”. على حد تعبيره.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن