يعالون: حرب لبنان الثانيّة أقنعت الأعداء بصواب بيت العنكبوت التي وضعها عرفات وتبنّاها نصر الله

يعلون

رأى وزير الجيش الإسرائيليّ، موشيه (بوغي) يعالون، أنّ الفشل المًدّوي الذي لحق بإسرائيل في حرب لبنان الثانية، وخطّة فكّ الارتباط أحادية الجانب، التي نفذّها رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، في قطاع غزّة، سببتا لإسرائيل أضرارًا أمنيّة صعبة جدًا من الناحية الإستراتيجيّة ومسّتا مسًّا سافرًا بالأمن القوميّ الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.

علاوة على ذلك، شدّدّ يعالون في كتابه (الدرب الطويل القصير) على أنّ هذين الواقعتين، دفعتا بأعداء إسرائيل من سوريّة والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينيّة، إلى التشبث بنظرية بيت العنكبوت، التي كان قد طرحها السيّد حسن نصر الله، عندما قال إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. وتابع الجنرال في الاحتياط يعالون قائلاً إنّ الرئيس الفلسطينيّ الراحل، الشهيد ياسر عرفات، وضع أمام إسرائيل تحدّيًا وجوديًا، لافتًا إلى أنّ رحيله من هذا العالم، لم يُلغٍ هذا التحدّي، بل على العكس ما زال موجودًا بقوّة، على حدّ تعبيره.

ولفت إلى أنّ أعداء إسرائيل يعلمون علم اليقين أنّ إسرائيل متفوقّة عليهم من الناحية العسكريّة، وبالتالي، أضاف يعلون، فإنّهم تبنّوا سياسة استنزاف إسرائيل من الداخل، لأنّ القيادات الإسرائيليّة المُتعاقبة، بتنازلها عن قطاع غزّة، وبموافقتها على إعادة الجنود ودفع الثمن الباهظ مقابل ذلك، أسس لديهم القناعة بأنّه يُمكن القضاء على إسرائيل عن طريق هذا الاستنزاف.

كما أنّهم توصّلوا إلى نتيجة أنّ المجتمع الإسرائيليّ هو مجتمع ضعيف، ويقوم بممارسة الضغط على حكومته لتقديم التنازلات للعرب، بالإضافة إلى ذلك، قال يعالون، تبنّى الأعداء تحدّي عرفات للقضاء على دولة إسرائيل، عن طريق العمليات الفدائيّة وإطلاق الصواريخ، وتبنّى هذه النظريّة حسن نصر الله والرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، واعتقدوا وما زالوا يعتقدون، أنّه بالإضافة إلى ذلك، يجب الضغط على إسرائيل عن طريق استعمال السلاح الديمغرافي، ونزع الشرعيّة عنها، وهذه العوامل مجتمعةً، قادرة على شطب إسرائيل عن الخريطة، قال يعالون.

كما لفت إلى أنّه يتحتّم على دوائر صنع القرار في تل أبيب أنْ تتخذ قرارات تكتيكيّة وإستراتيجيّة أخرى، لدرء هذا الخطر المُحدّق بها، وخصوصًا لأنّ الإسلام السياسيّ الراديكاليّ، الذي يكّن العداء لإسرائيل، يُواصل تصاعده وتناميه في الوطن العربيّ، على حدّ تعبيره. بالإضافة إلى ذلك، أكدّ يعالون على أنّ اتفاق أوسلو قد فشل، وأنّ الحديث عن حلّ الدولتين لشعبين أيضًا فشل، وبالتالي يجب البحث عن حلّ آخر لوقف النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، مُشدّدًا على أنّ سيطرة الإسلام السياسيّ على الأجندة العربيّة بشكلٍ عامٍ وعلى الأجندة الفلسطينيّة بشكلٍ خاصٍ، يُفرغ من مضمونه حلّ الدولتين لشعبين، ذلك أنّ هذه القوى تعتبر أرض فلسطين التاريخيّة، أرضًا وقفيّة إسلاميّة، وهي غير مستعدّة حتى للنقاش حول هذه المسألة لأنّها محسومة بالنسبة لها.

كما أنّه أوضح أنّه منذ انطلاق الحركة الصهيونيّة لم تكُن هناك أيّ قيادة فلسطينيّة على استعداد للاعتراف بحقّ إسرائيل بالوجود، وأنّ هذا النهج ما زال قائمًا حتى اليوم، وبالتالي، أضاف وزير الأمن الإسرائيليّ، فإنّه في المستقبل القريب، لا توجد أيّ إمكانية لتثبيت الأمن والسلام على قاعدة دولتين لشعبين.

وزعم أيضًا أنّ القيادة الفلسطينيّة جلبت الويلات في كلّ دولة قامت باستقبالها مثل المملكة الأردنيّة الهاشميّة ولبنان وإسرائيل. وقال يعالون أيضًا إنّ السلام مع الأردن هو الأمر الإيجابيّ الوحيد، زاعمًا أنّه خلال زيارة له إلى المملكة الهاشميّة، عندما كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في الجيش الإسرائيليّ، قال له مُضيفة الأردنيّ، وهو برتبة جنرال: كيف تثقون بالفلسطينيين، كلمتهم ليست كلمة، والاتفاق معهم ليس اتفاقًا، ومن تجربتي، تابع الجنرال الأردنيّ، بحسب يعالون، خلال الحرب التي دارت مع الفلسطينيين في أيلول (سبتمبر) من العام 1970، وقّعنا معهم على اتفاق في المساء، ولكنّهم في الصباح خرقوه، على حدّ تعبيره.

كما تطرّق يعالون في كتابه إلى علاقة إسرائيل بالمواطنين العرب الفلسطين

يين، الذين يعيشون داخل الخط الأخضر، ويبلغ عددهم أكثر من مليون و200 ألف، قائلاً إنّنا يجب أنْ نُفهمهم بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل، بأنّه سيحصلون على الحقوق المدنيّة، والحريّة في الدين والثقافة، ولكننّا لن نعترف بحقوقهم القوميّة، وسنبقى نتعامل معهم بشكل سليم، طالما واصلوا كونهم مخلصين لإسرائيل ولا يُشكّلون تهديدًا على إسرائيل، على حدّ قوله.

وتطرّق إلى القيادة الفلسطينيّة في المناطق المحتلّة عام 1967 وقال إنّها ليست قادرة على ضبط الأمور في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وتساءل: كيف يُمكن منح قيادة من هذا القبيل دولة؟ على حدّ وصفه.

ولفت إلى أنّه من المستحيل التوصّل إلى سلام مع الفلسطينيين، الذين يُعلّمون أولادهم عن الجهاد والاستشهاد من أجل فلسطين. وأقرّ يعلون بأنّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين باتت مهمّة جدًا في الرأي العام العالميّ، مستغربًا أنّه بعد مرور 66 عامًا على نشوء المشكلة لم تجد طريقها إلى الحل، وبالتالي ينصح يعالون إسرائيل بتبنّي إستراتيجيّة قائمة على رفض إعادة حتى لاجئ واحد إلى فلسطين.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن