يعلون/ «لهذا لا حسم ولا تسوية بسوريا»

يعلون

ناول وزير الجيش الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، في مقال له نشره في صحيفة “يديعوت أحرنوت” اليوم الخميس، أسباب عدم وجود حسم أو تسوية للأزمة السورية، وواقعية تنفيذ وقف لإطلاق النار ضمن الاتفاق الأمريكي- الروسي الأخير.

وأوضح في مقاله تحت عنوان “إتفاق عديم الإحتمال”، أن إطلاق النار في سوريا لن يتوقف، لأن المصالح المتناقضة بين المحافل الخارجية المشاركة في الحرب في سوريا لا تسمح بتحقيق حسم أو تسوية سياسية تقرر واقعا جديدا في الدولة المتفككة، وتوقف سفك الدماء. وفق قوله

وتابع بأن واشنطن معنية بأن ترى في سوريا نظاما سنيا معتدلا وجهته نحو الغرب، ولكنها ترددت حتى الآن في أن تستثمر في ذلك مقدرات ذات مغزى.

أما موسكو، فقال إنها ترى أهمية في استمرار وجود النظام العلوي «مع الأسد أو بدونه» خوفا من أن يكون البديل هو التفكك التام والتطرف، وفقدان سيطرتها بهذا الشكل أو ذاك على الأرض.

وقال إن تركيا تريد أن ترى نظاما سني في دمشق، ولكن كما يذكر فإنها منشغلة في الصراع ضد الأكراد. ولهذا فقد أيد نظام الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” على مدى فترة طويلة داعش وسمح بحركة الجهاديين من كل العالم نحو سوريا كي ينضموا إلى الحرب ويضربوا الأكراد. وفق قوله

ولفت إلى أن هذه الفوضى تزيد أكثر فأكثر الاحتمال العالي في ألا يتحقق وقف لإطلاق النار، وبناء على ذلك، فإن اتفاق وقف إطلاق النار يعكس بالأساس محاولة خارجية للتدخل، وليس مصلحة واضحة للجهات المتخاصمة نفسها لوقف الحرب.

وأضاف إلى ذلك، أن إدعاء الجهات الخارجية توحيد سوريا من جديد ليس واقعيا، موضحا أن سوريا باتت منقسمة إلى كانتونات على أساس ديمغرافي، وبتقديري فإنها ستبقى هكذا لسنوات طويلة أخرى.

يشار إلى أن واشنطن وموسكو توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، ودخل حيز التنفيذ الاثنين الماضي، لكن يعلون يرى أنه كفيل بأن يتحقق بشكل عشوائي ومؤقت فقط، في شكل وقف إطلاق نار محلي وآني في مناطق معينة. ولكن لا احتمال لوقف إطلاق نار كامل.

ويقرأ يعلون هذه الأزمة على أنها حرب بين النظام العلوي وبين معارضيه تشارك محافل خارجية ذات مصالح متضاربة فيه: المعسكر الشيعي بقيادة إيران وبمشاركة حزب الله، يؤيد الأسد ويحظى بدعم ومساعدة عسكرية في الميدان من روسيا، وبين السنة المنقسمين إلى عشرات الفصائل، بعضها جهادية مثل داعش وجبهة فتح الشام.

وأوضح أن معظمها ليست جهادية، وتحظى بدعم من دول الخليج بقيادة السعودية، ومؤخرا حتى من امريكا.

ومن المحافل أيضا التي ذكرها يعلون، الأكراد في شمال سوريا، الذين يقاتلون ضد تنظيم الدولة، ولكنهم يعارضون النظام أيضا، وهم مدعومون اليوم من واشنطن ودول غربية أخرى، ولكنهم يتعرضون للهجمات من جانب أنقرة، التي ترى في حكم ذاتي كردي في شمال سوريا تهديدا لمصالحها.

ووصف يعلون “الجيش السوري الحر” بأنه كان يعتبر في الماضي أحد الجيوش القوية في الشرق الأوسط، ولكنه اليوم “متآكل ومصاب”.

وقال: كلما استمرت الحرب وهي ستستمر فإن وضعه كفيل بأن يتفاقم أكثر فأكثر، والأسد يعرف هذا، كما أنه يعرف بأنه دون استمرار المساعدة التي يتلقاها من روسيا، وإيران وحزب الله، فإن احتمالاته بالنجاة صغيرة بشكل كبير، فالقوات السورية تحت إمرته لا يمكنها أن تحافظ على الوضع القائم إذا لم تتمتع بالمظلة الروسية والإيرانية، ومن السلاح الذي تزوده لها موسكو وطهران.

وختم مقاله بالإشارة إلى أن إسرائيل بالنسبة لها، فإن اتفاق وقف إطلاق النار لا يغير شيئا.

وأوضح النقاط الحمراء بالنسبة لإسرائيل بخصوص الأزمة السورية، وهي:

• عدم السماح بخرق سيادتنا والرد بشدة حين يحصل هذا.

• عدم السماح بنقل وسائل قتالية متطورة إلى أعدائنا.

• عدم السماح بنقل مواد ووسائل قتالية كيميائية إلى أعدائنا.

وقال إن هذه السياسة بعدم التدخل في الأزمة السورية، أثبتت نفسها، وهي تردع كل الجهات المشاركة في الحرب: النظام السوري، والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وداعش، ويجب الاستمرار فيها. وفق قوله

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن