مسؤولان إسرائيليان يدعوان لتغيير التعامل مع حركة حماس و سكان القطاع

حماس

غداة مفاخرة وزير الجيش في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان بالهدوء « غير المسبوق» على الحدود مع غزة في الآونة الأخيرة، حذرت شخصيتان إسرائيليتان بارزتان من انفجار محتمل بالعلاقات معها، وشددتا على ضرورة تغيير التعامل معها.

 

وتحت عنوان « طريقة كعكة الجبن وكعكة الشوكولاتة « يؤكد رئيس مجلس الأمن الأسبق الجنرال (احتياط) غيورا آيلاند، في مقال نشرته «يديعوت أحرونوت» أن محاولة التوصل لاتفاق مع حماس لاستعادة الإسرائيليين المحتجزين لديها، فشلت مرارا وتكرارا، داعيا لتغيير طريقة التعامل معها.

 

وأكد أن إسرائيل فشلت بشكل بالغ في جميع صفقات تبادل الأسرى منذ صفقة التبادل مع الجبهة الشعبية القيادة العامة في عام1985 ، معتبرا أن السبب بسيط، ويكمن بأنها تفاوض بشأن قضية واحدة، مع أن الجانب الآخر يتمتع بجميع المزايا. ويشير إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) غير مبالية بينما إسرائيل متحمسة، ولذا فإن النتيجة السيئة حتمية.

وينبه آيلاند في رؤيته من أن اللجان الإسرائيلية المختلفة، مثل لجنة شمغار، لن تجدي نفعا وكذلك لن يجدي اختيار أفضل رجل لمنصب منسق شؤون أسرى الحرب والمفقودين، معتبرا أن السبيل الوحيد للنجاح هو طرح صفقة رزمة واحدة مع حماس تناقش عدة قضايا، بحيث يكون موضوع تبادل الأسرى أحد مواضيعها فقط.

وللتدليل على اقتراحه يستذكر أنه في عام 2009 ، ومع انتهاء عملية «الرصاص المصبوب»، تمت ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لفتح معابر غزة ونقل الشاحنات المحملة بالطعام والمعدات. ويضيف» كان يجب على إسرائيل أن تقول في ذلك الوقت: نحن حساسون للمسائل الإنسانية، ولكن لجميع القضايا الإنسانية.

وسوف نتفاوض مع حماس حول مسألتين: نطاق فتح المعابر وتبادل الأسرى. لو كنا قد فعلنا ذلك، لكانت قد نشأت حالة متوازنة. نحن كنا سنضغط لإطلاق سراح جلعاد شليط، وحماس، التي لا تعتبر منظمة « إرهابية « فقط، وانما، أيضا، حكومة في غزة، كانت ستضغط لفتح المعابر.

ونحن كنا سنظهر المرونة في الموضوع (أ)، والجانب الآخر كان سيضطر الى اظهار المرونة في الموضوع (ب). هذا لم يحدث آنذاك، ولا يحدث اليوم «. وبشكل عام تكون الصفقات برأيه هي الطريقة الصحيحة لحل أي نزاع. ويقول إنه لنفترض أن إسرائيل تجري مفاوضات مع أي طرف، عدوا أو صديقا، على توزيع كعكة معينة فإنها ستنتهي بتقاسمها مناصفة.

لكن بشأن حماس يزعم أنه لدى الحكومة الإسرائيلية مشكلة في توضيح كيف وافقت على إعطاء الجانب الآخر نصف الكعكة، في حين أنها أكثر عدالة وأكثر ذكاء وأقوى منه، وبالتالي سوف تجد صعوبة في المصادقة على مثل هذا الاتفاق.

ويتابع مستعينا بمجاز الكعك « دعونا نفترض الآن حالة أخرى، تجري فيها المفاوضات حول كعكتين – كعكة جبن وكعكة شوكولاتة. تنتهي المفاوضات بحصولنا على ربع كعكة الجبن فقط، ولكن مع ثلاثة أرباع كعكة الشوكولاتة.

من الواضح أن هذه حالة مماثلة للحالة السابقة، حيث أن المفاوضات انتهت بالتقاسم مناصفة ولكن هناك فرق كبير هنا. بما أننا نتعامل مع كعكتين، يمكن للحكومة أن تقول: فيما يتعلق بكعكة الجبن، صحيح انه تبقى لدينا الربع، ولكنها في كل الأحوال كعكة صغيرة وغير لذيذة، لذلك ليس سيئا للغاية أننا أبدينا السخاء وتخلينا عن ثلاثة أرباع منها.

من ناحية أخرى، فإن كعكة الشوكولاتة هي كعكة مهمة حقا. وفي هذه المسألة، صممنا على إجبار الطرف الآخر على تقديم ثلاثة أرباعها. لذا، في النهاية، نحن الفائزون الكبار في الصفقة. الجانب الآخر سوف يدعي الشيء نفسه ولكن بشكل معكوس، والجميع سوف يشعر بالرضا: فهم أيضا يمكنهم ابلاغ جمهورهم بقصة النصر».

ولذا يرى أنه كي تتمكن اسرائيل من احراز «اتفاق شامل» مع حكومة غزة، يجب عليها أولا أن تعترف بأن غزة اصبحت منذ زمن دولة، بكل ما يعنيه الأمر، وأن حماس هي الحاكم هناك»، معتبرا أن إسرائيل تملك قدرة كبيرة على تقديم العصي والجزر في غزة، ولذلك، فإذا دخلت في مفاوضات كهذه (مباشرة أو غير مباشرة)، حين يكون تبادل الأسرى أحد المواضيع التي ستناقش، يمكنها تحقيق نتيجة جيدة أيضا في مسألة إعادة جثتي غولدين وأورون وإطلاق سراح المدنيين الآخرين الذين تحتجزهم حماس، وكذلك في مواضيع أخرى.

لا يمكن الاستمتاع فعلا بالهدوء في غلاف غزة ويتقاطع مع آيلاند في الدعوة لتغيير إسرائيل تعاملها مع حركة حماس الون شوستر، رئيس المجلس الاقليمي «شاعر هنيغف» المحيط بغزة .

في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» بعنوان « لا يمكن الاستمتاع فعلا بالهدوء في محيط القطاع « يخالف شوستر موقف ليبرمان حول الهدوء، ويقول انه للمرة الأولى منذ 35 سنة تم تدشين روضة أطفال جديدة نتيجة الزيادة الطبيعية. ويوضح أنه في ظل « الهدوء الأمني» خلال السنوات الأخيرة، شهد مجلس «شاعر هنيغف» نموا ديموغرافيا مثير للإعجاب، وازدهار الأعمال التجارية، وازدهار الحياة المجتمعية.

كما لفت الى تطور مدينة سديروت « بشكل مذهل». وبصورة عامة، أصبحت المنطقة المحيطة بقطاع غزة، في نظر الكثير من العائلات، مطلوبة وجذابة. بالمقابل فإن شوستر يحذر من المستقبل ويقول انه من الصعب أن نبقى غير مكترثين بالفجوة الهائلة بين نوعية ومستوى المعيشة في مجتمعاتنا المزدهرة، وتلك المجاورة لدى جيراننا اهالي غزة خلف الحدود.

ويتابع « وفي ظل استجابة إسرائيل لطلب أبو مازن للحد بشكل كبير من إمدادات الكهرباء للقطاع، يضطر سكان غزة الآن إلى الاكتفاء يوميا، بشكل نسبي، بأقل من 5٪ من الكهرباء التي نستهلكها.

وبشكل اعتيادي، تصل دورة المياه مرة واحدة كل يومين، فقط، علما ان مياه الشرب تلك، ذات تركيز عال جدا من الأملاح، بالمقارنة مع ما هو مقبول في إسرائيل».

ويمضي باستعراض مظاهر مأساة المدنيين في غزة نتيجة الحصار السياسي الإسرائيلي دون أن يسميه « ويتم يوميا، تسريب 104 آلاف متر مكعب من مياه الصرف الصحي، إلى البحر الأبيض. وبما يخالف الموقف الرسمي المعتمد في إسرائيل.

وفي أوساط غير رسمية واسعة يقول إنه بينما اختار سكان منطقة غلاف غزة، العيش برخاء إلا ان هناك صعوبة إنسانية حقيقية في العيش على» أرضنا الجميلة « مع معرفتنا بأنه على بعد بضع مئات من الأمتار هناك الملايين من الناس يعيشون في ظروف مشينة.

ويضيف مسوغا رؤيته بالاعتبارات الإنسانية والبراغماتية « صحيح أن معظم اللوم على الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تتحمله سلطة حماس، في سلوكها وتعاملها مع شعبها. لكننا كإسرائيليين فخورين، وصهاينة ويهود يقدسون الحياة نطالب بأن تضع إسرائيل قضية الأوضاع الإنسانية في غزة في صدارة جدول أعمالها وأن تبذل قصارى جهدها لتجنيد الحلفاء لهذا الغرض».

ويؤكد أن إسرائيل إلى جانب ضرورة إصرارها بثبات وبشجاعة على الأمن ، من واجبها بذل مساع حثيثة وحازمة من أجل تحقيق الهدوء الطويل الأجل والقيام بالتدابير التي تعزز المصالحة.

موضحا أنه لا بد من بذل كل جهد ممكن للحفاظ على أمل جميع الذين يتشاطرون هذه الأرض، ويحذوهم الأمل بتحقيق أيام هادئة وليالي سلام.

يشار ان ليبرمان فاخر قبل أيام بأن الفترة الحالية هي الأكثر هدوءا في منطقة الشريط الحدودي المحيط بقطاع غزة منذ 1967. وتابع ليبرمان أنه «في الشاباك والجيش يعرفون تعداد كل حجر وكل زجاجة حارقة تمس بسيادتنا. وهذه الأشهر الـ 15 الأكثر هدوءا منذ عام 1967».

ولدوافع شعبوية يزعم ليبرمان الذي سبق أن هدد بإسقاط حماس واغتيال قادتها قبيل تسلمه حقيبة الأمن أن «هذا نتيجة ذلك المفهوم (الإسرائيلي) الآخر الذي بموجبه يتم الرد على أي استفزاز برد فعل شديد جدا. وعندما يحدث مس بسياسة إسرائيل فإننا نرد بقوة.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن