مقرب جدًا من نتنياهو يؤكّد على أن إسرائيل ستخوض قريبًا حربًا وستنتصر فيها

نتنياهو

القدس / الوطن اليوم

تُعتبر صحيفة (يسرائيل هايوم) الإسرائيلية البوق غير الرسمي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث تعمل جهارًا نهارًا على تجميل صورته، خصوصًا وأنّ صاحبها هو الثري الأمريكيّ، شيلدون أيدلسون، الذي يدعم جميع حملات نتنياهو الانتخابيّة، والذي كان قد صرّح مؤخرًا بأنّه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطينيّ.

أمّا رئيس تحرير الصحيفة عاموس ريغيف، فهو من أقرب المُقر!بين لنتنياهو ولديوانه، ويقوم بنشر الأخبار المؤيّدة لرئيس الوزراء، وبالمُقابل يقوم كتبة الأعمدة في الصحيفة ببثّ سمومهم على منتقدي نتنياهو.

وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، رئيس تحرير الصحيفة، جمع الموظفين الكبار في الصحيفة وقال لهم بالحرف الواحد إننّا سنخوض حربًا، وسننتصر فيها، وهو الأمر الذي لم ينفه رئيس التحرير، ولكن عندما سُئل عن استخدام هذا المصطلح، زعم أنّه يقصد المعركة الانتخابية، وشتّان ما بين الحرب والمعركة في اللغة العبريّة.

وأضاف المُحلل أوري مسغاف، في صحيفة (هآرتس) قائلاً إنّه يجب التعقّب بكثير من الحيطة والحذر وراء تصرفات نتنياهو في القضايا الوطنيّة، وليس الاجتماعيّة والاقتصادية، لأنّه حتى اليوم، لم نتأكّد من يسبق من: مصلحته الشخصية أمْ مصلحة إسرائيل، على حدّ تعبيره. ولفت المُحلل إلى أنّ القضية الأمنيّة هي أكثر القضايا التي تُثير القلق والخوف والتوجس، ففي بداية الأسبوع الجاري، أضاف مسغاف، نُسبت لإسرائيل عملية مهاجمة موقعين سوريين بواسطة مقاتلات سلاح الجو الإسرائيليّ، وذلك بالقرب من العاصمة، دمشق.

وعمليًا، قام وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه (بوغي) يعالون، تابع الكاتب، بالإعلان رسميًا عن أنّ إسرائيل هي التي قامت بتنفيذ الهجوم على الموقعين السوريين، على حدّ قول مسغاف. ولفت إلى أنّه من المُمكن أنْ يكون الهجوم لمنع تهريب أسلحة إلى حزب الله، ولكنّه بالمُقابل تساءل: تخيّلوا لو أنّ الطائرات السوريّة قامت بقصف القدس؟ الجواب، أضاف الكاتب، كان سيكون إعلان الحرب الفوريّة بين سوريّة وإسرائيل، على حدّ قوله. وتابع قائلاً: هل رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن يعالون، اتخذّا الحيطة والحذر من هذه المخاطرة، التي تقول إنّ سوريّة أو حليفها حزب الله، قاموا بتوجيه صواريخ باتجاه الأراضي التي تقع تحت السيادة الإسرائيليّة؟

هل كان القرار بالقصف في سوريّة مخاطرةً محسوبة؟ وتساءل المُحلل أيضًا: هل كان الهجوم خدمة لأجندة نتنياهو السياسيّ’، أمْ أنّ الهجوم كان من دوافع أمنيّة خالصة وواضحة. ورأى الكاتب أنّه يتحتّم على نتنياهو أنْ يُجيب على هذه الأسئلة، إذ أنّ الهجوم وقع في اليوم الأخير للكنيست التي تمّ حلّها؟ وفي نفس اليوم الذي انتهت فيه ولاية حكومة نتنياهو الحاليّة، لافتًا إلى أنّ إسرائيل الرسميّة، لم تُعلن على الملأ مسؤوليتها عن الهجوم على دمشق، وبقي الأمر تحت إمرة الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة الكاملة، بحيث لم تسمح الأخيرة بنشر أيّ شيء عن الهجوم، إلّا عن طريق مصادر أجنبيّة، أكّد الكاتب مسغاف.

وهنا يصل الكاتب إلى بيت القصيد، ويكشف النقاب عن أنّه بعد مرور أقّل من ساعتين على تنفيذ سلاح الجو الإسرائيليّ الهجوم المنسوب له ضدّ الموقعين في سوريّة، اجتمعت إدارة تحرير صحيفة (يسرائيل هايوم)، للاحتفال بعيد ميلاد إحدى عضوات الإدارة. وخلال الاحتفال المُصغّر جدًا، قال رئيس التحرير لأعضاء إدارة التحرير، أضافت (هآرتس): أحيانًا في الأفلام تنتقل بسرعةٍ من لحظة الاحتفال إلى لحظة الحرب. نحن، على ما يبدو، ذاهبون إلى الحرب، وسوف ننتصر فيها، وهذا الأمر واضحًا وجليًّا.

وأضاف رئيس التحرير ريغيف: قبل ساعتين قاموا بتوجيه ضربة عسكريّة جويّة لدمشق، عاصمة سوريّة، وبعد ساعتين مَنْ يعرف ماذا سيجري؟ وبالتالي، هيّا بنا نحتفل، لأنّه غدًا، عندما تندلع الحرب لن نجد الكعك، فهيّا نستغل الوقت ونأكل الكعك، على حدّ قول رئيس تحرير صحيفة (يسرائيل هايوم). وزاد مسغاف قائلاً إنّه توجّه إلى رئيس تحرير الصحيفة، فأنكر أنْ يكون قد صرّح بذلك، كما أنّه نفى أنْ يكون قد تحدّث في نفس اليوم مع نتنياهو، وقال إنّ الحرب التي قصدها هي الحرب الانتخابيّة والإعلاميّة.

وخلُص الكاتب إلى القول إنّ ريغف، كان في السابق محللاً عسكريًا، ومن حقّه أنْ يقوم بالتحليل من وجهة نظره، ولكن حذّر مسغاف من أنّه بالنسبة للناخب الإسرائيليّ، صاحب المزاج العجيب الغريب، فإنّ الحرب أو التصعيد، يجعل من نتنياهو بطلاً ويُساعده في انقاد حياته السياسيّة الصعبة، وهو بحاجةٍ ماسّةٍ إلى مثل هذا التصعيد أو الحرب، قال الكاتب الإسرائيليّ.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن