الفيتو الأمريكي القبيح والانضمام للمعاهدات الدولية

كما كان متوقعًا وبعد الضغط الأمريكي الصهيوني في مجلس الأمن صوتت ثمانية دول لصالح قرار إنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 76م بما فيها القدس الشريف، فيما امتنعت خمسة دول وعارضت القرار الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وكان الفيتو الأمريكي قد أفسد تمرير القرار، ويأتي هذا القرار مع نهاية عام 2014م وبداية عام ميلادي جديد، ومع مرور نصف قرن على انطلاقة حركة فتح أم الجماهير صاحبة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ورائدة الكفاح المسلح والشعبي، محافظةً على الثوابت الفلسطينية التي أصرت القيادة الفلسطينية أن تبقي حاضرة في كل المناسبات والتمسك بتلك الثوابت في كل المحافل الدولية، ورغم كل التهديدات والضغط المتزايد إلا أن الأخ الرئيس أبو مازن اتخذ مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية قرارات وخطوات مصيرية بعد رفض القرار المشروع العربي المقدم للأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية من خلال سقف زمني لا يتجاوز العامين. وقد كان كما وعد السيد الرئيس عند حسن ظن شعبه به وقد وقع الليلة الانضمام إلى عشرين منظمة دولية مهمة ومصيرية وأول تلك المنظمات هي محكمة الجنايات الدولية لجر قادة ومجرمين دولة الاحتلال إلى المحاكم ومحاسبتهم على جرائمهم المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل الذي مازال يرزح تحت نير الاحتلال ويتعرض للتمييز العنصر ولجدار الضم التوسعي الاستيطاني والقتل والتهويد والتشريد وللأبرتهايد والابادة الجماعية.
لقد أثبتت الإدارة الأمريكية مرة أخرى انحيازها السافر لدولة الاحتلال ووقوفها بجانب دولة الظلم والاستبداد وأوضح موقفها الأخير ضد شعبنا في الأمم المتحدة أنهم لا أخلاق لهم ولا ضمير وتحكمهم وتتحكم فيهم عصابة قادة دولة الاحتلال؛ إن أمريكا ليستِ أرض الأحرار ولا الميعاد وليست أعظم ولا أقوي أمة على وجه الأرض، وليست أرض الديمقراطية التي تعرف حرية التعبير، ولستِ منارة الحرية والمساواة والتعبير للجميع، ولا لحرية الرأي أو الصحافة و رئيسك أوباما ليس سيد البيت الأبيض بل هو عبد لسيدهِ نتنياهو، وليست حكومة أوباما شعبية من الشعب وإلى الشعب؟، وبالتالي يُسحق السود في الولايات المتحدة ويسحق الشعب الفلسطيني والكونجرس يقدم شيك مفتوح لدولة الاحتلال المجرمة للتغول أكثر في دمنا الفلسطيني المسفوح بالليل وفي النهار، سوف يسجل التاريخ في صفحاته السوداء تلك المواقف الإجرامية المخزية للإدارة الأمريكية المأجورة للدفاع عن قادة الصهاينة واحتلالهم لفلسطين بقوة السلاح والدعم الأمريكي بلا حدود، إن الإدارة الأمريكية جهلة في التاريخ لأنهم نسوا أن الشعوب المقهورة حتمًا ستنتصر وأن الفحم من شدة النار سيتحول إلى الماس الصلب الذى يمكن كسرهُ أو تحطيمه، وأن حماقات قادة دولة الاحتلال والكونجرس والرئيس الأمريكي ستدفع ثمنها غاليًا، لأن الشعوب إن هبت ستنتصر وأنهُ لن ينعم العالم بالأمن مخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا ودولة الاحتلال طالما فلسطين محتلة ويتعرض أهلها للحرق والسحق والسلب والنهب والظلم والقهر ليل نهار.
إن الضربة التي لا تمُيتنا تزيدنا قوة، وأن شعبنا شعب الجبارين قدم على مدار سنوات الاحتلال الطويلة مئات الألوف من الشهداء والقادة والجرحى والأسري فداء لأرض الميعاد أرض الاسراء والمعراج مهد السيد المسيح عليه السلام ومهبط الرسالات السماوية الثلاث وبوابة الأرض للسماء ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء، إن ما قامت به الولايات المتحدة من الوقوف ضد إرادة شعبنا الفلسطيني في الحرية وتقرير مصيرية يؤكد أن قائد الولايات المتحدة عبدُ في يد قادة الاحتلال؛ وكيف لا! ولا يستطيع أي مرشح أو سياسي أمريكي أن ينتخب بدون زيارة ما يسمي: ( ياد فاشيم ) أي النصب التذكاري للمحرقة في (إسرائيل)، حيث يجبرون على ارتداء القبعة السوداء المخدرة للعقل الأمريكي يتكلمون ببالغ الأسي والحزن على ما حل باليهود بالمحرقة النازية ومن هنا يقدمون واجب الطاعة العمياء في السياسة الخارجية الأمريكية ضد الفلسطينيين خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، ويتحكمون في الكونجرس من خلال وسائل الاعلام والمال والنساء الخ… وشبه مستحيل أن يتخذ الكونجرس قرارًا لا يرضي إسرائيل.
علي شعبنا الفلسطيني أن يواجه الإجراءات الصهيوأميريكية من خلال الوحدة الوطنية والالتفاف الشعبي خلف القيادة ممثلة بالرئيس أبو مازن ورسم استراتيجية وطنية نضالية جديدة وتعزيز المقاومة الشعبية وجر الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية والاستمرار في الصمود والتحدي حتى تحقيق النصر الذى لابد يومًا قريبًا ما يتحقق لشعبنا الفلسطيني صاحب القضية العادلة عاشت فتح في ذكري خمسين عامًا على انطلاقتها المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية للأسري والتحية كل التحية للسيد الرئيس الذي يتحدى قوي الشر الأمريكية والصهيونية ونفذ ما قال بانضمامه للمعاهدات الدولية والحفاظ على الثوابت الفلسطينية وكل عامٍ وشعبنا والعالم العربي والإسلامي بألف خير.
الكاتب والمفكر السياسي
الدكتور/ جمال محمد أبو نحل

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن