هل يُصبح التكافل رديفاً للموت في غزة؟

سامي أبو طير

الكاتب / سامي أبو طير

يدور حالياً بين الأوساط الفلسطينية المختلفة والشعبية على وجه الخصوص جدلٌ ولغطٌ كبيرين حول تطبيق ما يُسمى بضريبة قانون التكافل الاجتماعي الذي أقره نواب حركة حماس في المجلس التشريعي في غزة بمعزلٍ تام عن باقي نواب المجلس التشريعي الذين يمثلون باقي شرائح الشعب الفلسطيني .

ومما هو جديرٌ ذكره أن المجلس التشريعي يُعـتبر فاقدا لصلاحياته الدستورية لانتهاء مدته وفقا للفترة الزمنية التي انتخبه الشعب من أجلها كما نص عليه قانون الانتخابات بخلاف التعطيل التام له بعد حدوث الانقسام ،وهنا فإن أقصى أعمال للمجلس التشريعي بعد انتهاء ولايته وتعطيله تُعتبر بمثابة تيسير لأمور الحياة فقط، ولذلك فهو فاقد لشرعية سن القوانين تماماً لانتهاء صلاحياته منذ أمدٍ بعيد.

لذلك يُعتبر قانون ضريبة التكافل الاجتماعي غير دستوري وفاقد للشرعية القانونية وهو يتعارض مع قانون ضريبة الدخل والجمارك ، و المؤكد أنه ربما يتعارض مع القوانين والأنظمة الأخرى ، بالإضافة إلى أن القانون تم إصداره في عهد حكومة التوافق وبمعزل عنها ، وهذا بحد ذاته يدعوا إلى الاستغراب لأهداف القانون الخفية أو الحقيقية لأنه يُعمق الانقسام ويضع العراقيل أمام إتمام الوحـدة الوطنية.

أجزم هنا رغم عدم تعمقي الشديد بقانون الضرائب الفلسطينية بأنه لا يجوز فرض ضرائب أو جمارك على السلع التي تعتبر أساسية للمواطن مثل اللحوم والخضروات والفواكه وغيرها من السلع الأخرى التي تعتبر ضرورية لاستمرار حياة الإنسان بصفة عامة.

بالإضافة إلى أنه عند سن قوانين الضريبة وتطبيقها كان لابد من مراعاة أحوال الناس وظروف حياتهم المعيشية حتى يتم تنفيذ القانون من عدمه ، وهذا ما لم يخطر على بال من قام بفرض ذلك القانون التعسفي في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناء غزة بالذات.

وذلك ما يدعوا للاستغراب والاستهجان والتأكيد في نفس الوقت بأن من سن ذلك القانون يعيش بعيدا عن هموم المواطن والآمه ، ولهذا يعمل لمصلحته الخاصة وضد مصلحة المواطن في نفس الوقت.

ناهيك عن أن الشعب لم ينتخب أعضاء المجلس التشريعي لأجلٍ غير مُسمى أو لمرةٍ واحدة في العمر بحجة تعطيل الانتخابات وفقا للأهواء المختلفة ، وبذلك فإن ذلك المجلس يعتبر قانونيا لاغيا من الناحية الدستورية ، وإذا ما أراد ذلك المجلس تجديد ثقة الشعب به من عدمها فليذهب عندئذٍ ذلك المجلس إلى انتخابات جديدة ليحق له سن القوانين المُلزمة ، ودون ذلك فهي قوانين غير مُلزمة للشعب في ظل الظروف المُحيطة بالمجلس والتي لا يعمل أو ينعقد فيها المجلس التشريعي .

ناهيك عن أن ذلك المجلس التشريعي تراكم عليه الغبار وعلاه الصدأ التام بعد حدوث الانقسام الأسود بين شطري الوطن ، وأصبحت كل كتلة برلمانية تُغني على ليلاها وفقاً لأهواء الفصيل الذي تتبعه وليس وفقاً لإرادة ومصلحة الشعب المغلوب على أمره ،والذي يقع بين “مطرقة” الانقسام وصعوبة الحياة القاسية و”سنديان” الحروب المتلاحقة التي قضت على الأبيض والأسود  .

لذلك يعيش الشعب في جحيم الحياة القاسية وأصبح الشعب يعيش مُترنحاً وفاغراً فاه من هول ما يحدث من تجاذبات و مناكفات عقيمة بين أبناء الوطن الذي لا يزال قابعا تحت الاحتلال ونير العبودية ! وكأنهم بذلك لا يعلمون بأنهم يقدمون خدمة جليلة لليهود باستمرار الانقسام الأسود الذي يعتبر ضد مصلحة فلسطين العليا ولصالح إسرائيل فقط ثم فقط ، ولكن … ” لقد ناديت لأسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ” !

التكافل كلمة تعني الكثير بين ثناياها من الخير والنفع على الجميع ،ولكن عندما نخوض في ذلك القانون المُسمى بضريبة التكافل الاجتماعي الذي تسعى حركة حماس لفرضة على أرض الواقع ، سنجد أن ذلك التكافل ما هو إلا رديفا للتطفّل والاتكالية أو الانتفاع من قوت الأخرين ،دون تبادل المنفعة المعروفة عن التكافل بين جميع الأطراف .

الغريب والعجيب أن ذلك القانون سيعود بالخير على فئة معينة دون الأخرى وعلى حساب الفئة المسحوقة والأكثر فقراً من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة .
لأجل ذلك فإن مضمون التكافل قد خرج عن المفهوم الحقيقي له ليصبح مرادفا للتطفّل الذي ينتج عنه عواقب وخيمة قد تؤدي لموت الكائن المُتطفّل عليه “الفقير” .

بحثت وتعمقت هنا وهناك في دراسة ذلك القانون الضريبي التكافلي حتى أتمكن من الخروج بنتيجة نهائية حوله سواء إيجابية أو سلبية ، وكم أدهشني ذلك الفيديو الذي يؤكد فيه ذلك النائب في رده على التجار بأن المواطن هو من سيدفع وليس التاجر ! ، وكان يجب على النائب أن يدافع عن مصالح الشعب لا أن يكون ضده .

بدون لف أو دوران وبكل صراحة تامة أؤكد بأن ذلك القانون يُعتبر ظاهره كباطنه فيه العذاب والقهر وزيادة للمعاناة التي نكابدها يوما بعد الأخر وسنة تلو الأخرى بسبب الحصار الجائر والحروب المُدمرة التي تعرضنا لها والتي قضت على جميع وسائل الحياة .

أؤكد كما يؤكد الجميع بأنه إذا ما تم تطبيق ذلك القانون فعلياً وعلى أرض الواقع فإنه سيعود بالجحيم والعذاب والوبال الشديد على المواطن البسيط بالدرجة الأولى نظراً للآتي :-

1 – الضرائب التكافلية سيتم فرضها على العديد من السلع التي وصفت بأنها كمالية للمواطن والحقيقة غير ذلك فمثلا وعلى سبيل المثال : اللحوم لا تعتبر سلعة كمالية وإنما أساسية جدا لنمو الكائن الحي وتمده بالبروتينات اللازمة لبناء الجسم ، ناهيك عن الخضروات والفواكه ودورهما الهام في عملية البناء ومقاومة الأمراض وخصوصا للأطفال الصغار ، بالإضافة إلى المواد الأخرى التي لا غنى عنها في هذا الوقت .

2 – الضريبة سيتم فرضها على التجار وأصحاب رؤوس الأموال وهؤلاء لن يتأثروا بالمُطلق ، وأولئك بدورهم عندما يشترون سلعة معينة فإنهم وفقا لمعادلة اقتصادية بسيطة سيضمنون عدم خسارتهم عند عملية البيع ، وهكذا سيعملون على تعويض تلك الضريبة من جيوب المُستهلك ، وهنا فإن المواطنين البُسطاء هم من يشكلون الأغلبية التي سينعكس عليهم القانون بالسلب الشديد …

إذن سوف يقوم التاجر بإضافة قيمة الضريبة الجديدة على ثمن السلعة وهكذا سيتم بيعها في الأسواق ، وهنا من سيشتري تلك السلعة وهي غالية الثمن ؟ الجميع يعلم الإجابة إلا من سن ذلك القانون !

المواطن البسيط يمثل أغلبية المجتمع علماً بأن أولئك المواطنين يعانون من الفقر الشديد والبطالة المتزايدة يوما بعد الأخر بسبب تراكمات الحروب والحصار ، ولذلك فإن المواطن أمامه احتمالين لا ثالث لهما ، وفي الحقيقة يوجد احتمال ثالث ولكن يعتبر خطيراً للغاية ولا أعتقد أن من قام بسن ذلك القانون لم يخطر بباله ثورة البراكين وعموما سأكتفي بذكر الخيارين وهما :-

A – شراء السلعة بالسعر المرتفع وستكون كمية السلعة التي يشتريها المواطن محدودة جدا للغاية ،ولن يعود لشرائها إلا كل أسبوع مرة وربما يشتريها في الشهر مرة واحدة أو كل عدة شهور وهكذا ..
B – عدم شراء تلك السلعة نهائيا لعدم مقدرة المواطن على التوافق بين ثمن تلك السلعة والمُتطلبات الأخرى لأطفاله من أجل استمرار الحياة رغم أهمية تلك السلعة الغير قادر على شرائها .

*** هنا أترك لكم التخيل بأن تكون تلك السلعة على سبيل المثال لا الحصر هي كيلو اللحمة التي بالكاد يشتريها المواطن المغلوب على أمره مرة واحدة في الأسبوع أو الشهر أو ربما يشتم رائحتها عند الجيران …
ماذا سيحدث لذلك المواطن فيما بعد ؟ هل نتركه يمـــوت جوعا ؟ أو نتركه يموت لوقوعه فريسة للأمراض بسبب نقص ( البروتينات ) المادة الحيوية لبناء الجسم ؟
*** ناهيك عن ارتفاع جميع الأسعار لباقي السلع الأخرى وعلى كل المواد تقريبا ، وهكذا فإن المواطن هو من يتحمل تلك الضريبة دون سواه .

3 – الكساد سينتشر والتجارة ستتأثر كثيرا لأنه وفقا لقانون العرض والطلب سيتم الإقلال من كل شيء بسبب غلاء الأسعار ،وهكذا سنجد أن الاقتصاد الذي يعتبر منهارا من أساسه قد تهاوى تحت نار ضريبة التكافل .

4 – المصانع ستتأثر نسبة مبيعاتها وتنخفض كثيرا ، وينتج عن ذلك تسريح مزيدا من الأيدي العاملة ولذلك ستزداد البطالة أكثر مما هي عليه اليوم .
وهكذا سيتم قفل أبواب رزق لعائلات مستورة رغم رضاها سابقا بالقليل والقليل في ظل المعاناة التي نعيشها .

5 – من المُستفيد من تلك الضريبة التكافلية ؟
الضريبة سيستفيد منها طبقة الموظفين والعمال والفقراء من أبناء حركة حماس ! ، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموضع : لماذا لا يستفيد جميع أبناء الشعب الفلسطيني العاطلين عن العمل وخريجي الجامعات والعمال والمزارعين والفقراء الأخرين الذين يقدرون بمئات الآلاف إن لم يتجاوزا رقم المليون وأكثر بكثير ، و جميع الأرقام الإحصائية تؤكد زيادة نسبة الفقر وارتفاعها المُذهل بصورة طردية مع سوء الأحوال المعيشية .
** وهكذا سيكون أبناء الشعب الفلسطيني في غزة جميعهم بحاجة إلى مساعدة ويبحثون عن من يكفلهم و يساعدهم ليستمروا في البقاء على قيد الحياة وليس فئة الموظفين وحدها من تستحق .

هنا أقنعونا بلغة العقل والمنطق بالإجابة الشافية على السؤال التالي الذي فرضه الواقع الأليم الذي نعيشه حاليا : كيف ستأخذون منهم (المساكين والفقراء) ما لا يملكونه أساسا نظراً للمعاناة التي نعيشها بسبب الحصار والخراب والنكبات المتتالية التي نعاني منها كنتائج رئيسية للحصار و لسياسة الحروب المتعاقبة على غزة؟
** ماذا تريدون من المواطن أن يفعل وهل تطلبون منه الانفجار أم أن يبقى خانعاً تحت جلد الأسواط ؟

6 – خريجي الجامعات يجلسون على قارعة الطرقات وعلى الأرصفة يحملون بأيدهم شهاداتهم ويحلمون بعقولهم متى سيبنون أحلامهم وحياتهم التي تتهاوى أمام عيونهم سنة بعد أخرى .
أليس هؤلاء يستحقون التكافل مثل الموظفين أم هؤلاء بشر والأخرين ملائكة ولذلك نبحث للملائكة عن رواتب دون البشر طبقا للون حركتهم و لمجرد ” وافق شنٌ طبقه “!

** أليس الجميع من جنس الإنسان فلماذا ذلك وليس هذا ولماذا ليس الجميع الذي يعاني ويعاني ؟

7 – أين الجهة التي قامت بتوظيف أولئك الموظفين ؟ ولماذا قامت بتوظيف ذلك العدد الكبير طالما لا يوجد لهم رواتب من أساسه ؟ ولماذا لم تتصرفوا وفقا للمثل البلدي ” على قد حافك مد رجليك ” ،وأنا هنا لست بصدد ضد هذا الموظف أو ذاك ،ولكن من حق الأخر أن يحصل على وظيفة مثل أخيه الأخر الذي تم توظيفه وفقا للفصائلية ! لأن الجميع يعاني وليس طرفا دون الأخر !

8 – إن النتيجة الأكيدة والمحصلة النهائية لذلك القانون هي أن تلك الضرائب سيتم تحصيلها من جيوب المواطنين الغلابة والبسطاء لأنهم يمثلون الأغلبية العددية للسكان ، وأغلبية تلك الطبقة إن لم يكن جميعهم من طبقة الفقراء والميسورة أحوالهم .

*** النتيجة المؤكدة الأولى لذلك القانون هي ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة و زيادة الفقر الشديد .
9 – إن زيادة الفقر بسبب ذلك القانون سيعكس الحالة التراكمية المُترتبة على ذلك القانون على جميع الأحوال الحياتية سواء الصحية والتعليمية أو السلوكية للفرد وغير ذلك .
*** ناهيك عن زيادة السرقات والجرائم لأن المواطن عندما لا يجد ما يأكل فإنه قد يفعل أي شيء في سبيل الحصول على الغذاء ، واترك لكم حرية التفكير في صحة تلك الأمور من عدمها !

الأعجب والأغرب هو أن حكومة غزة وتحديدا حركة حماس تبحث عن حلول إبداعية للخروج من أزمة الموظفين عن طريق فرض ضرائب الجباية من جيوب المواطنين ، “أي أنها تُريد أن يقوم المواطن بحل مشاكل الحكومة ، وهذا ما لم يحدث في جميع حكومات أهل الأرض !

لأن الأعراف السائدة هي أن الحكومات تبحث دائما عن حلول لمساعدة المواطنين ،والتيسير عليهم لمواجهة أعباء الحياة ليعيش المواطن حياة كريمة وسعيدة ليشكر حكومته ويثق بها ، ولكن في غزة يحدث دائما المعكـــوس ، وضريبة التكافل واحدة من الإثباتات التي تؤكد نظرية المعكـوس !

إن الله عزّ وجلّ يقول في التنزيل الكريم ” إن بعد العُسر يسرا إن بعد العُسر يسرا ” ولن يغلب عُسرا واحدا يُسرين كما يقول رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام  :” يسروا ولا تعسروا وحببوا ولا تنفروا ” .
هل ضريبة التكافل هي اليُسر الذي نكافئ به الشعب بعد صموده الوطني الكبير بعد الحروب المدمرة على أهلنا الصامد في غزة ؟
هل تلك الضريبة هي المكافأة الكبرى التي اخترعناها و أبدعنا في إيجاد الحل أخيراً لنُهديه إلى الشعب الصامد على قسوة الحياة ومرارتها ؟

إن أهل الأرض والبشرية جمعاء في هذه الدنيا تعلم بأن أبناء فلسطين وفي غزة تحديدا يعيشون حياة قاسية وصعبة وهي أقرب إلى حياة الأموات منها إلى حياة البشر بسبب الظروف القاسية المتنوعة والكثيرة ، وتعتبر أهم تلك الظروف من نتائج الحروب المتتالية والحصار الجائر الذي ينتج عن تلك الحروب بالإضافة للانقسام بين شطري الوطن والذي ألقى بظلاله السوداء على كل شيء .

بالإضافة إلى الأهم من ذلك كله وهو القتل والخراب و دمار البنية التحتية وهدم البيوت ،وأصبح كل شيء على هذه الأرض يتعرض للموت ،حتى الطير والشجر إن سلم من شر الحروب فإنه يتعرض للموت بسبب المعاناة وحياة البؤس التي يعيش فيها ،والتي بسببها هاجر أولادنا وهم في عمر الزهور طمعاً في حياة كريمة خارج الوطن ولكن البحر كان ينتظرهم هناك ليزداد جحيم المعاناة والشقاء والإحباط  .

نظرا لتلك الظروف الحياتية القاسية فإن الأغلبية من السكان تعاني أوضاعا مأساوية من البطالة القاتلة والعوز الشديد الذي أوصلهم في بعض الأحيان لحرق أنفسهم أو عرض أطفالهم للبيع من أجل لقمة الخبز وأخيرا الهجرة والموت في البحار ، وغير ذلك مما تعلمون جميعا من قصص المعاناة والبؤس التي نمر بها في غزة …
** أما يكفي كل ذلك ! أم نزيد عليهم الألم والمعاناة ! وكأنه مكتوب علينا حياة البؤس والحرمان الأبدي .

واللهِ إن القلب ليحزن والعين لتدمع عند كتابة تلك السطور المريرة ، أما أنتم يا من تسمون أنفسكم قادة وغير ذلك مما تحبون من إطلاق الألقاب على أنفسكم لتشعروا بعظمة الحكم وهيلمانه …

أسئلكم بالله العظيم هل تشعرون بما يشعر به الناس البُسطاء والغلّابة والمغلوب على أمرهم من هذا الشعب ؟
أسئلكم بالله العظيم على من ستحكمون بعد فناء هذا الشعب قتلاً ودماراً وأخيراً جـوعاً ومرضا ،بالإضافة إلى هروبه المتواصل إلى بلاد الأعاجم وأنتم تنظرون بأعينكم إلى تفريغ الأرض من أهلها وهروبهم بعيدا عن فلسطين وغزة ، وكل ذلك من أجل البحث عن لقمة الخبز و الحياة الكريمة فقط والتي عجزتم عن توفير أدنى درجاتها لهم  ، وتلك هي الحقيقة التي تتهربون من قسوتها أقولها لكم لتقفوا أمام الله وأمام مسئولية هذا الشعب وأمام التحديات الوطنية الكبرى لفلسطين .

أخيرا إن أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد على الحصار والدمار والخراب والقتل وفقدان الأحبه بعد هدم البيوت واستشهاد الأبناء والأخوة وضياع الأموال وتضحيته بالغالي والنفيس من أجل فلسطين ، أؤكد بأنه يستحق الأفضل دائما ومن حقه على الجميع أن يوفروا له وسائل الحياة الكريمة التي تساعده على النهوض من جديد والوقوف في وجه الاحتلال .
لأجل ذلك فإن ذلك الشعب يستحق أن نقف بجانبه لا ضده ولهذا يجب أن تيسروا ثم تيسروا ولا تُعسروا أبدا .

لذلك يجب عدم فرض تلك الضريبة علي الشعب المثكول لأنه بكل بساطه لا يملك قوت يومه ،نظراً لأن الشعب يمر بأسوأ مراحله الاقتصادية بعد الحروب المدمرة التي تعرض لها لسنوات عِجاف سوداء تم فيها القضاء على الأبيض والأسود معاً  لدرجة أن البعض لا يجد مكانا أمناً للنوم بعد هدم بيته .
يجب ثم يجب أن ” تُيسروا ولا تُعسروا ” لينهض الشعب من كبوته بالوقوف بجانبه ومساعدته على الاستمرار في الحياة والبقاء ،وكما يجب مسح أثار العدوان عن كاهله بإعادة الإعمار حتى يُصبح قادرا على العطاء ليشارك في تحقيق الحلم الوطني وهو إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن