400 ساعة في غزة.. تفاصيل اللحظات التاريخية يوما بيوم وساعة بساعة

المصالحة الفلسطينية

خلال 396 ساعة، شهدت المصالحة الفلسطينية قفزة لم تشهد مثلها من قبل، كانت كفيلة باعادة الأمل للفلسطينيين بإمكانية تحقيق مصالحة حقيقية ليصبح الوطن تحت حكم سلطة واحدة وحكومة واحدة بجهد مصري كبير.

خلال تلك الساعات سجلت الكثير من النقاط، حيث بذل الجهد الأكبر (الذي استمر لـ ـ350 ساعة) بدءًا من آخر اجتماع لوفد حركة حماس الذي كان متواجدا في القاهرة مع قيادة المخابرات المصرية، ليلة السادس عشر/ السابع عشر من سبتمبر/ أيلول، حين أعلنت الحركة فجر تلك الليلة حل اللجنة الإدارية وموافقتها على تمكين حكومة الوفاق، وما تبعها من لقاءات توافقية بالقاهرة.

وبلغ المشهد ذروة اخرى خلال الـ 46 ساعة الممتدة ما بين وصول الحكومة ظهر الثاني من أكتوبر/ تشرين أول، وحتى ظهر الخامس من ذات الشهر، لتحظى جهود المصالحة بما مجموعه 396 ساعة من الأجواء الإيجابية التي فتحت آمالا جديدة للشعب الفلسطيني بعودة اللحمة، على أن تستكمل وتكرس بعد اللقاءات المنتظرة الأسبوع المقبل في القاهرة.

وفيما يلي رصد لتفاصيل هذه اللحظات التاريخية ساعة بساعة:

– سبق الـ 396 ساعة التي شهدت اللحظات الحرجة في ما وصفت بـ “الفرصة الأخيرة” للمصالحة، وصول وفد حركة حماس إلى القاهرة قادما من غزة والخارج، عقد وفد حماس سلسلة لقاءات داخلية، تبعتها لقاءات مع قيادة جهاز المخابرات المصرية ورئيسه اللواء فوزي خالد، ومسؤول الملف الفلسطيني في الجهاز اللواء سامح نبيل كامل.

– في ليلة السادس عشر- السابع من الشهر الماضي، عقد اجتماع هو الأخير بين قيادة حماس ومسؤولي جهاز المخابرات المصرية، أبدت حماس خلاله مرونة بإعلان حل اللجنة الإدارية وفتح الطريق أمام حكومة الوفاق التي شكلت عام 2014 للوصول لغزة.

– خلال الجلسات التي سبقت الجلسة الأخيرة، كانت حماس قد أعلنت أنها مستعدة للحوار ولحل اللجنة. وبناءً على ذلك توجه وفد من حركة فتح بدعوة من المخابرات المصرية إلى القاهرة مساء الخامس عشر من الشهر ذاته، لاستجلاء المواقف وصورة الوضع والتطورات.

– أبلغ وفد حركة فتح المسؤولين المصريين أنه لا يمكن البناء على أي حوار دون حل اللجنة الإدارية باعتبارها تعمل بشكل موازٍ مع الحكومة، ما دفع المخابرات المصرية لعقد اجتماع الفرصة الأخيرة، وبناءً على الجهود المصرية وافقت حماس، وانطلقت في اليوم الثاني لذلك الإعلان، وتواصلت الجلسات في القاهرة ما بين الوفود برعاية مصرية، حتى تم الاتفاق على أن تصل الحكومة لغزة وأن تبدأ بتسلم مهامها وأن تتم تهيئة الأجواء في غزة لذلك.

– يوم التاسع عشر من ايلول غادر وفد حماس إلى غزة والخارج، كما عاد وفد الضفة إلى رام الله، حيث اجتمع الأول مع قيادات الحركة ومسؤولي الملفات الحكومية والأمنية لوضعهم في صورة تطورات ملفات المصالحة وضرورة تهيئة الأجواء لاستقبال الحكومة وتسلمها مهامها.

وفي ذات السياق وضع وفد فتح الرئيس محمود عباس بعد عودته من الأمم المتحدة في صورة التطورات وسط ترحيب من كافة الأطراف بما يجري.

– مرت أيام في انتظار وصول الحكومة، لكن ولارتباطات خارجية سرت شائعات من أطراف خارج حماس وفتح وبعض من المقربين من الفصيلين تتهم الحكومة بالتلكؤ، ما اضطر رئيس الحكومة د. رامي الحمد الله للخروج والاعلان بان الحكومة ستصل قطاع غزة في الثاني من أكتوبر/ تشرين أول، بعد إنهاء بعض المهام الخارجية.

– خلال تلك الفترة كانت مصر تبذل جهودا كبيرة حرصا على عدم فشل جهودها ، وكانت حماس تعقد اجتماعات مكثفة وتؤكد مضيها قدما بالمصالحة، وبدا في ذلك يحيى السنوار قائد الحركة بغزة مصرا على إتمام المصالحة من خلال تصريحات كثيرة أطلقها عقب اجتماعاته المتتالية والتي أكد من خلالها أنه ماضٍ بقوة نحو المصالحة وأنه لن يسمح لأحد بإعاقتها، وقد قال في أحد تصريحاته بأنه “سيكسر رقبة” كل من يحاول من حماس الوقوف في وجه المصالحة.

ما دفع بعض النخب السياسية في الحركة لانتقاده عبر فيسبوك ، لكن غالبيتهم لجأوا إلى حذف انتقاده بعد وقت قصير من ذلك التصريح الذي نسب للسنوار خلال لقاء مع الشباب في غزة.

– قبل يوم واحد من وصول وفد الحكومة، وصل وفد أمني مصري برئاسة اللواء سامح نبيل “كامل” واللواء همام أبو زيد، في أول زيارة لوفد أمني مصري للقطاع منذ عام 2007، حيث التقى بقيادة حركة حماس وشخصيات من فتح بغزة، وكان وصولهم إشارة مهمة لاصرار مصر على إنجاح المصالحة.

– في ذلك اليوم اجتمع وفد أمني وصل من رام الله الى غزة يوم الخميس، مع وفد أمني من غزة لوضع الترتيبات الأمنية لاستقبال الوفد.

– عند نحو الساعة الواحدة والنصف ظهرا وصل رئيس الحكومة د. رامي الحمدالله إلى قطاع غزة، ومعه كافة الوزراء وكان الشخصية الأبرز رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج الذي كانت تعتبره حماس في فترات حكمها لغزة بأنه كان مسؤولا عن محاولات الإخلال بالأمن.

– لوحظ في استقبال الحكومة حضور كبير للجماهير الغزية على معبر بيت حانون “إيرز”، كما لوحظ حضور كبير للوزراء والقيادات من الفصائل، إلا أن حماس حافظت على حضور بسيط لها من خلال تواجد القيادي صلاح البردويل وبعض من أعضاء اللجنة الإدارية التي حلت، وفضلت استقباله بهدوء على طريقة البروتوكول السياسي في مثل هذه الحالات.

– ومن بين المشاهد اللافتة، الجهود الكبيرة التي بذلها توفيق أبو نعيم قائد قوى الأمن بغزة في استقبال حكومة الوفاق، وتأمين وصولها وتنقلات رئيس الوزراء، بالإضافة إلى الانتشار الأمني الكبير لقوات الأمن في غزة. كما لوحظ جهود قادة المخابرات المصرية في عملية الاستقبال والتنسيق لذلك. وتم استقباله بحرس شرف من الشرطة.

– لعل من أبرز الصور تلك التي حدثت لدى وصول موكب رئيس الحكومة برفقة وزراء حكومته وقيادات الفصائل الى منزل القيادي في فتح أحمد حلس الذي اقام مأدبة غداء وكان من اللافت حضور كل من إسماعيل هنية ويحيى السنوار وخليل الحية ، وهي المرة الاولى منذ الانقسام التي تزور فيها شخصيات من حماس منزل قيادي من فتح ، خاصةً وأن حلس كان من الشخصيات الكبيرة في فتح والتي حافظت لسنوات طويلة على علاقة ممتازة مع حماس.

– ولعل أبرز الصور كانت ظهور رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج وهو يتوسط كلا من هنية والسنوار في منزل حلس، وحديثه الجانبي أكثر من مرة مع السنوار.

– في اليوم الأول من وصول الحكومة ومكوثها في فندق الآركميد “الموفنبيك” التقى الوزراء وقيادة الأجهزة الأمنية مع مسؤولين تابعين للسلطة في وزاراتهم وأجهزتهم، وكذلك قيادات من فتح على المستوى الأول والثاني والثالث.

– في اليوم الثاني عقدت الحكومة اجتماعها لأول مرة في غزة، وسط ترتيبات أمنية مشددة، ثم توجه الوزراء لاستلام وزاراتهم وسط استقبال وترحيب كبير.

– مع ساعات الظهر وصل رئيس جهاز المخابرات اللواء خالد فوزي عبر معبر بيت حانون “إيرز” برفقة رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج الذي كان غادر غزة مساء اليوم الأول وعاد معه في اليوم الثاني بعد لقائهما الرئيس محمود عباس في رام الله.

– لوحظ قبل وخلال وصول رئيس جهاز المخابرات تعليق صور كبيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وذلك لأول مرة، على الرغم من أن السنوات الأخيرة كانت تشهد تعليق صور أمير قطر تميم بن حمد، ومن قبله والده، وكذلك صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وغيرهم من حلفاء حماس، إلا أن صورهم اختفت من الواجهات الدعائية في القطاع.

– التقى رئيس جهاز المخابرات المصرية بالحكومة الفلسطينية، وألقى كلمة في الاجتماع، كما ألقى الرئيس السيسي كلمةً أخرى تؤكد على ضرورة المضي في المصالحة.

كما التقى اللواء فوزي مع قيادة حركة حماس للتأكيد على ضرورة النجاح في المهمة، ولوحظ خلال ساعة ونصف من وجود رئيس جهاز المخابرات المصرية مرافقة حراسة خاصة له من مصر، كانوا بسيارات مصفحة وملثمين بالإضافة إلى حراسات شخصية.

– اجتمعت الحكومة مع قيادة حركة حماس والفصائل مرةً أخرى على مأدبة غداء أقامتها حركة حماس بحضور كل من اللواء سامح نبيل “كامل” واللواء همام أبو زيد. ولوحظ غياب وزير المخابرات الذي كان من المفترض أن يكون على المأدبة إلا أنه فضل المغادرة للعودة إلى القاهرة عبر الطريق مع الأردن.

– على مأدبة الغداء ظهر القيادي محمود الزهار بعد ان احتجب طوال تلك الفترة بشكل غير معتاد، وهو ما حدث ايضا مع عدد من قيادات الحركة الذين لم يظهروا في الواجهة كما كانت العادة ومنهم فتحي حماد الذي ظهر فقط في صورة وداعية لكل من اللواء نبيل وأبو زيد يوم الأربعاء الرابع من أكتوبر/ تشرين أول، بعد الاطمئنان على تسلم الحكومة مهامها وصولا الى استكمال 396 ساعة من الجهود والتحركات لانجاح المصالحة.

– استمرت الحكومة في غزة وعقدت عدة لقاءات مع الفصائل ورجال الأعمال والشباب، ولوحظ أن الشباب وجهوا رسائل صادمة تعبر عن واقعهم السيئ خلال لقائهم برئيس الوزراء.

– في الشارع أظهر الغزيون اهتماما كبيرا بما يجري، ولوحظ أنهم باتوا يتحدثون بطلاقة أكبر وهم يمنون النفس بأن يكون ما يجري ليس مجرد حلم، إنما واقع، حتى بات بعضهم لا يخاف أن يتحدث عن الواقع الصعب الذي كان يعيشه.

– لوحظ عبر “فيسبوك” الكثير من الجدل حول التغيرات في مواقف حماس، وحتى من أبنائها الذين فوجئوا مما يجري وخاصةً على صعيد تعليق صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلا أن الحركة على الصعيد القيادي أبدت التزاما أكثر تجاه الجهود المصرية من أجل إنجاحها.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن