97% من المياه بغزة ملوثة ولا مياه صالحة بحلول العام 2020

مياة الشرب غزة

كثيرة هي المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة، إلا أن مشكلة “مياه الشرب”، تعد تحدي رئيسي يواجهه المواطنين في قطاع غزة في ظل استمرار الحصار و الانقسام الذي يضرب كافة جوانب القطاع منذ 11 عاما.

فملوحة المياه في القطاع عالية جدا، وبالكاد في بعض المناطق القريبة من الساحل تستطيع أن تتوضأ أو تغسل فمك من شدة الملوحة والرائحة الكريهة للمياه الجوفية .

وحسب المواصفات الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية فإن نسبة المياه الجوفية غير الصالحة للشرب في قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من 2 مليون نسمه، إلى أكثر من 97%”، وأن نسبة عنصر الكلورايد لا يجب أن تزيد عن 250 ميلغرام في اللتر الواحد، أما الخزان الجوفي بغزة فقد وصلت الملوحة فيه منذ عقد ونصف أكثر من 1500 ميلغرام في اللتر.

مياه غزة

ومياه القطاع تحتوي على “نسبة مرتفعة من النيترات والكلورايد تعتبر سببا من أسباب الفشل الكلوي في قطاع غزة”، مشيرا ًأيضا إلى نسب مرتفعة في المياه “لبعض المعادن الثقيلة الأخرى مثل الرصاص والكبريت التي تؤثر على صحة الناس” وذلك حسب تحذير عبد الله القيشاوي رئيس قسم الكلي في مستشفى الشفاء في غزة.

وأمام هذه الكارثة أطلق مغردون بدعوة من  بيت الصحافة، هشتاغ بعنوان “مياه غزة ، وذكر النشاط خالد صافي أن مجموعة من المغردين من 15 فريق أطلقوا حملة #مياه_غزة في محاولة لتشخيص الأزمة والاقتراب من الوضع المائي وأسباب الملوحة وأهم الحلول المطروحة.

تسريب مياه البحر و الصرف الصحي

وحول ملوحة المياه،غرد أيمن عبد قائلا ( مياه منعدمة غير صالحة للشرب مياه البحر المالحة أصبحت بغزارة تدخل إلي الآبار الجوفية عدم استقرار في الكمية المطلوبة أين أنتم منا )، ويشاركه أشرف رمضان القول (أن تلوث مياه الجوف وصل إلى 97% بسبب تسريب مياه البحر و الصرف الصحي و ساحل قطاع غزة يمتد بطول 42 كيلو متر تقريبا يتعرض لأنواع كثيرة من التلوث والممارسات الضارة التي تؤثر بشكل سلبي على البيئة البحرية ).

هذه الملوحة طبعا أثرت على الأوضاع الصحية للمواطنين، وكتب مؤمن الحلبي ( مرضى الفشل الكلوي يزدادون بنسبة 14% سنويا بسبب تلوث، وبحر غزة يستقبل يوميا ما يزيد عن110 ألف متر م. من المياه العادمة التي يتم تصريفها من خلال النقاط المنتشرة على طول الشاطئ ).

أما آلاء محمود ذكرت، (أن التكلفة العالية لشاحنات المياه تؤثر على المهمشين، الذين هم بالغالب عاطلون عن العمل، وفقراء، ولا يستطيعون الحصول على خط مياه، مياه غزة و أدى الإفراط في استخراج المياه الجوفية، إلى تداخل مياه البحر فيها بصورة جعلت 96.2٪ من هذه المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي، مياه غزة).

الاحتلال الإسرائيلي دمر الخزان الجوفي للمياه

هذا ولم ينسى المغردون كيف لعب الاحتلال الإسرائيلي دورا رئيسيا في تدمير الخزان الجوفي للمياه في قطاع غزة،، وكتب أنور العامودي (إن سرقة المياه الجوفية من قبل الإحتلال هي جريمة لا تغتفر عليها)، ويشاركة خالد عبد الهادي بالقول ((القيود الإسرائيلية على دخول المواد الضرورية لبناء وتطوير وإصلاح مرافق المياه والصرف الصحي ترك أثرا بالغا على مشكلة المياه المزمنة مياه غزة)، أما خالد صافي فتساءل (من سيقطع يد القرصان الإسرائيلي الذي يسرق المياه على الحدود الشرقية؟ وينصب المصائد المائية ويستنزف المخزون الجوفي لصالح المستوطنات؟).

هذا وطرح بعض المغردين حلول لمعالجة هذه الأزمة، وكتب خالد عبد الله ( أول حل بيخطر بالبال لأي أزمة مائية هي ترشيد الاستهلاك، طيب الغزيين كيف يقتصدوا بالاستهلاك وهم أغلب الأسبوع المياه مقطوعة عندهم؟!)، بينما قال إبراهيم الوادية( إنشاء مشاريع وطنية نوعية تسهم في توفير المياه الصالحة للشرب لنا ولأبنائنا أمور مهمة يجب أن تضعها حكوماتنا على رأس أولوياتها مياه غزة ).

تدهور الاوضاع المائية

هذا وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان أصدر تقريرا يحذر به من تدهور الاوضاع المائية وما وصلت إليه من حالة خطرة على صحة المواطن .

وأكد المركز، على أن تلوث مياه بحر قطاع غزة بمياه الصرف الصحي يؤثر على جملة حقوق الإنسان بالنسبة لسكان القطاع، وأن آثاره العميقة تطال صحة البيئة والصحة العامة وتدمر البيئة البحرية بالكامل.

والجدير ذكره أن تلوث مياه البحر بهذه النسب المخيفة، يترافق مع ارتفاع نسب ملوحة المياه الجوفية مصدر المياه الوحيد في قطاع غزة وتلوثها ما طال بآثاره المزارعين وهدد محصولهم وقدرتهم على العيش في ظل فشل زراعتهم، الأمر الذي أصبح يهدد حياة ووجود الإنسان في هذه المنطقة من العالم. ويرى مركز الميزان أن تلاحق التطورات ولاسيما ما تعلق بخدمات التيار الكهربائي سرَّعت من تدهور الأوضاع الإنسانية لدرجة أصبح معها قطاع غزة مكاناً غير صالح للحياة اليوم وليس في عام ٢٠٢٠.

المياه لن تكون صالحة للاستخدام عام 2020

وحذرت الامم المتحدة في تقرير شامل أصدرته في وقت سابق، من ان المياه لن تكون صالحة للاستخدام البشري في العام 2020 في قطاع غزة.

وعبرت جون كنوغي الممثلة الخاصة لليونيسف في فلسطين عن قلقها ازاء مشاكل المياه في القطاع قائلة ان “قضية المياه الصالحة للشرب مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي وللفلسطينيين”.

واضافت “يواصل غالبية سكان غزة، اي نحو الثلثين شراء المياه من القطاع الخاص، لكن علينا ان نتأكد من جودة هذه المياه ومعرفة القدرة على تحمل تكاليفها، لان العديد من المنازل الفقيرة غير قادرة على تحمل نفقة مواصلة شراء هذه المياه”.

واوضحت المسؤولة ان “الكثير من الاطفال يعانون من الطفيليات والديدان والاسهال وسوء التغذية، ويملك 10% فقط من سكان غزة امكانية الوصول الى مياه آمنة”.

واضافت ان الحلول “هي ادارة افضل للمياه الامنة ونظام المياه العادمة، وصيانة الانابيب لأن الخسارة تصل احيانا الى 40% من المياه الامنة بسبب الانابيب المكسورة التي يوجد فيها تسريب، كما يتوجب تحلية المياه الجوفية او تحلية مياه البحر”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن