أعلن الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، اليوم الأربعاء، عن تقديم 100 مليون دولار كمساعدة مالية لدعم لبنان، مؤكدا تضامن المجتمع الدولي لإنقاذ البلد بعد الانفجار المهول الذي أصابه منذ عام، فيما أعلن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” عن مساعدات أخرى بقيمة 100 مليون يورو (نحو 119 مليون دولار).
وقال “بايدن”، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر دعم لبنان، الذي عقد بدعوة من فرنسا، لافتا إلى المعاناة الإضافية للشعب اللبناني خلال العام الماضي جراء الأزمات السياسية والاقتصادية التي كان يمكن تفاديها.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الـ 100 مليون دولار تضاف إلى قرابة 560 مليون دولار قدمتها واشنطن كمساعدات إنسانية خلال السنوات الماضية، مضيفا: “أدعو نظرائي في الدول كافة إلى تعزيز دعمهم للشعب اللبناني، ولكن كل هذه المساعدات الخارجية لن تكون كافية، إذا لم يلتزم القادة اللبنانيون في القيام بالعمل الصعب، لإجراء الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد”.
وشدد “بايدن” على “َضرورة قيام حكومة بشكل سريع، للعمل على أولوية وضع لبنان على طريق النهوض”، مؤكدا: “إذا ما اختار القادة اللبنانيون هذا الخيار، فسيجدون الولايات المتحدة إلى جانبهم في كل خطوة لبناء مستقبل واعد أقوى للبنانيين، وليس هناك من وقت لإضاعته”.
• ماكرون يكشف عن مساعدات فرنسية لـ “لبنان”
ومن جانبه، قال “ماكرون” إن فرنسا ستوفر للبنان – إلى جانب المساعدة المالية – مزيدا من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، موضحا أن الحديث يدور عن خطة لإرسال 500 ألف جرعة إضافية من اللقاح إلى البلد.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن الأولوية بالنسبة للبنان لا تزال تكمن في تشكيل حكومة تعمل على تطبيق إصلاحات خارطة الطريق التي وُضعت قبل أكثر من عام، ووجه انتقادات شديدة اللهجة جديدة إلى السياسيين في هذا البلد، محملا إياهام المسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية في بلدهم.
ورجح “ماكرون” أن الزعماء اللبنانيين “يعولون على استراتيجية المماطلة، واصفا ذلك بأنه “إخفاق أخلاقي وتاريخي”، مضيفا: “لن يكون هناك شيك على بياض للنظام السياسي في لبنان، لأنهم الذين يفشلون منذ بداية الأزمة الحالية وكذلك قبلها”.
وذكر الرئيس الفرنسي أن الأزمة التي يمر بها لبنان حاليا ليست “نتيجة قضاء وقدر” بل إن سببها يعود إلى نظام سياسي يعاني من “خلل وظيفي”، مؤكدا على ضرورة أن يطلع الساسة اللبنانيون الشعب على الحقيقة فيما يخص التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
وهذا المؤتمر هو الثالث الذي تنظمه فرنسا والأمم المتحدة عبر تقنية الاتصال المرئي لتقديم مساعدات إنسانية منذ انفجار مرفأ بيروت المروّع، الذي أودى قبل عام بحياة أكثر من 200 شخص ودمّر أجزاء كاملة من العاصمة اللبنانية وفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والانقسام السياسي الحاد في البلاد.
وجمع المؤتمر الأول في التاسع من أغسطس/آب الماضي، بعد أيام من انفجار المرفأ، مساعدات بقيمة 280 مليون يورو.
ولم تنجح الضغوط الدولية على الطبقة السياسية، التي مارستها فرنسا خصوصاً، منذ الانفجار في تسريع ولادة حكومة يشترط المجتمع الدولي أن تضم اختصاصيين وتقبل على إصلاحات جذرية مقابل تقديم الدعم المالي.
وكلّف الرئيس اللبناني “ميشال عون” في 26 يوليو/تموز، رجل الأعمال الثري، رئيس الحكومة الأسبق “نجيب ميقاتي”، بتشكيل حكومة جديدة، بعدما فشلت محاولتان لتأليف مجلس وزراء منذ استقالة حكومة “حسان دياب” إثر الانفجار. ولا تزال حكومة “دياب” تقوم بمهام تصريف الأعمال.
ورغم الضغوط الدولية، ووضع الاتحاد الأوروبي لعقوبات تستهدف معرقلي التأليف على سكة التنفيذ، قال “ميقاتي”، الإثنين الماضي، إنّه لن يتمكن من تشكيل حكومة قبل ذكرى الانفجار كما كان يأمل، فيما تحول نقاط خلافية بين القوى السياسية دون إتمام مهمته الصعبة.