يواصل الجيش الروسي عمليته الخاصة، اليوم الجمعة، بضرب مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وتحرير أراضي دونباس شرقي أوكرانيا. وتضيّق القوات الروسية الخناق على مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية.
ويركز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف بعد نزاع مستمر منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وباتت موسكو تسيطر على “نحو 20%” من أراضيها بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويبدو أن التكتيك الذي تعتمده موسكو لقضم أجزاء من منطقة دونباس تدريجيا، يؤتي ثماره.
بحسب كييف، فإن القوات الأوكرانية تحصّنت خصوصًا في منطقة صناعية تتعرض لقصف روسي، كما حصل في نهاية الحصار الطويل لمدينة ماريوبول الاستراتيجية (جنوب شرق)، التي دُمّر الجزء الأكبر منها وسيطر عليها الروس أواخر أبريل.
واتّهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بأنها تعتزم جعل سيفيرودونتيك “ماريوبول جديدة”.
• القوات الروسية تُسيطر على القسم الأكبر من مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية
وأكدت روسيا الخميس أنها أوقفت تدفق “مرتزقة” أجانب يريدون القتال إلى جانب جيش كييف في أوكرانيا بعدما ألحقت بهم خسائر فادحة في الأسابيع الأخيرة.
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إلى أن عدد المقاتلين الأجانب الموجودين في أوكرانيا “تراجع إلى النصف تقريبًا”، من 6600 إلى 3500، و”يفضّل عدد كبير منهم مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت”.
وتخسر القوات الأوكرانية يوميا ما قد يصل إلى مئة جندي، على ما أكد الرئيس الأوكراني في مقابلة مع الموقع الإخباري الأميركي “نيوزماكس” نشرت الأربعاء.
وقال الرئيس “الوضع في الشرق صعب للغاية (..) نخسر 60 إلى 100 جندي يوميا في القتال فيما يصاب نحو 500″.
وفي جنوب البلاد، يقلق الأوكرانيون من احتمال ضم المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية إذ إن موسكو تتحدث عن إجراء استفتاءات اعتبارا من يوليو لضمها.
وتتواصل المعارك والقصف خصوصًا في منطقة خيرسون التي سيطر الروس على جزء منها وحيث يعاني السكان نقصا في الأدوية ويحتاجون مساعدة إنسانية، وفق كييف.
وفي سياق المواقف حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس من أن على الغرب الاستعداد لـ”حرب استنزاف طويلة المدى” في أوكرانيا، متحدثا في واشنطن بعد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكد مرة جديدة أن الحلف الأطلسي لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، لكنه أشار في المقابل إلى “مسؤولية” الحلف في تقديم الدعم لأوكرانيا.