الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال، أمس الأحد، ان المصالحة بين فتح وحماس من شأنها أن تمهد الطريق أمام السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأن جهود مصر في المصالحة الفلسطينية هي مجرد بداية الطريق للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. كما أضاف السيسي ان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني ستؤدي إلى حياة آمنة ومستقرة ومزدهرة.
الرئيس المصري لم يتحدث عن التفاصيل، وهذا بالذات ما أشعل الكثير من الأراضي في إسرائيل، فقد فهموا في إسرائيل فجأة ان السيسي لا يشرك إسرائيل بتفاصيل الخطوات التي يقوم بها، وأن رجال المخابرات المصرية المركزية – الذين يمسكون بزمام الاتصالات بين حماس والسلطة الفلسطينية لا يبلغون إسرائيل بخطواتهم ونواياهم رغم ان القاهرة وعدت بفعل ذلك.
وكانت مصادرنا قد حذرت في الـ 3 من أكتوبر من تشكل مثل هذا الوضع، ومن سياسة إسرائيل القائلة نحن لا نريد أن نسمع أو نرى أو نعرف، إنها سياسة خاطئة، وكان ذلك بالضبط هو سبب تأجيل تجدد المحادثات بين حماس والسلطة الفلسطينية التي كان من المقرر ان تبدأ اليوم الاثنين إلى غد الثلاثاء.
إسرائيل توجهت إلى واشنطن وعاودت الانتباه إلى ما يجري، فجأة إسرائيل تريد فعلا ان تعرف ما يدور في القاهرة ورام الله وغزة، وهي ليست مستعدة لأن تثق بعد بمصر بعيون مغمضة.
نتيجة لهذا التوجه، سيصل اليوم الاثنين إلى القاهرة جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص للرئيس ترامب لقضايا المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، حيث سيحاول الاستيضاح إلى أين يقود الرئيس المصري المحادثات؟ وما هي أهدافه؟.
لغاية هذه اللحظة قالوا في واشنطن ان خطوات الرئيس المصري ترتبط أكثر برغبته بدفع أقدام قطر وتركيا من قطاع غزة ومن المنطقة، ولكننا الآن لسنا واثقين من ان ذلك كان هدفه. وعلى أية حال فعندما تنطلق المحادثات ثانية غدًا الثلاثاء فإن حماس ستفاجئ الجميع مرة أخرى. أفادت مصادرنا بشكل خاص ان حماس ستطرح فور بدء المحادثات مقترحين تعتبرهما قيمين، وعلى ما يبدو فإن مصر تعتبرهما كذلك من أجل تمهيد الطريق أمام مواصلة المفاوضات:
1/ حماس مستعدة لأن تتعهد أمام مصر وأبي مازن بأنها لن تطالب بالتمثيل في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المقبلة، بمعنى لن يكون هناك وزراء فلسطينيون من أعضاء حماس الخطوة التي لا يمكن ان تعارضها إسرائيل.
2/ حماس مستعدة لأن تقدم التزامات انه في حال جرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في السلطة الفلسطينية فإنها لن تنافس أبا مازن كحركة، وكذلك لن تنافس فتح. حماس مستعدة لأن يُشكل حزب باسم جديد مثلا جبهة العدالة الفلسطينية، وسيصوت لصالحه أنصار حماس. بمعنى ان انتصار عباس في الانتخابات الرئاسية بات أكيدا وانتصار فتح في الانتخابات البرلمانية بات أكيدا هو الآخر.
هذا ما يقصده قادة حماس عندما يقولون بأنه لا عودة للانقسام مهما كان الثمن. واضح ان ما يقف وراء كل هذه الخطوات هو خطوتا حماس الأساسيتين، التوصل إلى وضع فيه يمول أبو مازن والسلطة الفلسطينية الأعمال السلطوية في القطاع، الذي تريد حماس ان تتخلص منه بأسرع ما يمكن، والحفاظ على سلامة واستقلال ذراعها العسكرية التشغيلية.