أثارت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” الأخيرة أمام عدد من طلاب المدارس الإسرائيليين في مستوطنات الاحتلال المحيطة بقطاع غزة حفيظة العديد من الكتاب والنشطاء ووسائل الإعلام.
وكان “نتنياهو” قد استغل افتتاح السنة الدراسية الجديدة في المدارس الإسرائيلية، وعندما أراد ان يهنئ التلاميذ الجدد في الصف الأول في إحدى مدارس مدينة عسقلان المحتلة، واختار نتنياهو أن يخطب أمامهم بكلمات تعبر عن أزمة حقيقية يعيشها وحكومته من هاجس تسمى المقاومة الفلسطينية وصواريخها التي كانت تدك مستوطنات الاحتلال دون قدرة على صدها.
واستهجن النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من كتاب الصحف الإسرائيلية خطاب نتنياهو أمام طلاب لا يتجاوزون الـ6 من أعمارهم، مشككين بقدرة هؤلاء الطلاب على استيعاب ما قاله نتنياهو.
وكان نتنياهو قد قال مخاطبا طلاب الصف الأول: “إن سياستي واضحة، لا مكان لضبط النفس، للاحتواء، للتسامُح مع الإرهاب، أبدا”. وتقول صحيفة “هآرتس”: “صحيح أن التلاميذ قد صفقوا لتصريحاته، ولكن كان واضحا أن الكثيرين منهم لم يفهموا كلامه تماما”.
وأضاف نتنياهو، “أريد أن تكونوا صهاينة، لدينا أرض واحدة فقط وهي هذه الأرض، وعلينا أن نحافظ عليها، لا مكان لضبط النفس، للاحتواء، للتسامُح مع الإرهاب، أبدا”.
وتابع: “الدرس الأول في الصف الأول هو “سلام أيها الصف الأول”، مع التأكيد على كلمة سلام. نحن نربي أطفالنا على السلام، ولكن على بعد بضعة كيلومترات من هنا تربي حماس أطفالها على عكس ذلك، إنها تحاول كل مرة إطلاق الصواريخ علينا، عليكم”.
هذه التصريحات كانت مادة دسمة للتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، حيث تنقل الصحيفة عن إحدى المعلقات قولها: “هؤلاء أطفال صغار، بحقّ السماء”. وقال متصفح آخر: “ستكون لدى هؤلاء الأطفال كوابيس، لماذا تتحدث لهم عن ذلك؟”.
المعلق السياسي في صحيفة “هآرتس” “أوري مسغاف” انتقد بشدة استغلال نتنياهو افتتاح العام الدراسي في عسقلان لإلقاء هذا الخطاب الاستثنائي القاتل حسب وصفه فيقول: “من يستطيع إلقاء كلمات كهذه في آذان أطفال صغار في السادسة من عمرهم يعاني بالجزم من أزمة مرضية”، أم أن صواريخ غزة قد أفقدت نتنياهو صوابه وبات يلقي بالكلام غير الموزون وفي مناسبات كهذه؟”.
وكتب “مسغاف” يقول: “ليس من السهولة تصديق أن إنسانا منقطعا مثله يعتقد أنّه من المنطقي الحديث مع أطفال في السادسة من عمرهم بكلمات مثل ضبط النفس، احتواء، إحباط، إطلاق صواريخ، إرهاب، الجيش والصهيونية”.
وختم “إذا كان نتنياهو يعتقد أن كلاما كهذا أمام طلاب في هذه المرحلة من العمر ستجلب به المحبة الشعبية لدى تلك الفئة من الشعب، فإنها بالحتم ستكون وبالا عليه أمام الفئة الواعية التي تدرك ما يريد نتنياهو من وراء هذه التصريحات الرعناء”.