الكاتب: د. هاني العقاد
قبل ساعات قلائل من حادثة اعدام الشهيدة شيرين أبو عاقلة وضع الكابينت الإسرائيلي جنين وغزة علي الطاولة وقرر ما رأيناه اليوم من قتل مقصود ومبرمج للشهيدة “شيرين أبو عاقلة” برصاص قناص صهيوني مجرم علي اعتقاد ان هذا سوف يعيق وصول الصورة واضحة للعالم ويحجب الحقيقة باغتيال جنود الحقيقة في الميدان , لا يفهم المحتل ان الصورة قد وصلت العالم الحر واضحة بدم شيرين ووجهها الممزق بفعل رصاصات الغدر المحرم دوليا , التعليمات الواضحة بإطلاق النار علي كل شخص فلسطيني او غير فلسطيني ,طواقم إعلامية او حتي طواقم إسعافيه ..كل شيء يتحرك كان بقرار سياسي , الخطة كانت ارتكاب مجزرة في مخيم جنين لكن شيرين وكاميرتها كشفت هذا المخطط فانتقموا منها بإعدامها , لم يطلق القناص الرصاص المتفجر علي راس شيرين من مزاجه لكنه اخذ الضوء الأخضر من قائده الذي حصل علي كل أنواع الدعم الأمني والحماية القانونية من القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
هذا القتل المقصود للشهيدة شيرين يعتبر جريمة حرب بامتياز واضحة المعالم يعني ان شيرين يمكن ان توفر الدليل علي الجرائم التي سيرتكبها هذا المحتل وبالتالي تخلصوا منها واعدموها امام كاميرات الاعلام لتكون رادع لكل الطواقم الإعلامية حسب اعتقادهم وخاصة من يتقدموا بوثائق مصورة عن ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب مقصودة، هذه الجريمة المقصودة تستدعي من كل منظمات المجتمع الدولي والمنظمات الإعلامية والحقوقية تقديم الدلائل المصورة والوثائقيات التي تؤكد اقدام الاحتلال على اعدام شيرين بدم بارد لمحكمة الجنايات الدولية. وتستدعي كل المؤسسات الإعلامية الدولية مقاطعة دولة الكيان ومصادرها الإعلامية وعدم نقل أي خبر عن وكالاتهم التي لا تعمل الا لصالح المؤسسة العسكرية والأمنية وتسير حسب توجيهاتها.
إسرائيل اعدمت (شيرين أبو عاقلة) باعتقادها انها تستطع قتل الحقيقة وعدم ايصالها للعالم، الا ان اعدام شيرين برصاصة قناص حاقد أكدت حقيقة اجرامها النازي وكشفت حجم حرب الإبادة التي تستهدف شعبنا والاعدام المقصود والقتل خارج القانون وكأن وجود الطواقم الصحفية وخاصة الصحفية “شيرين أبو عاقلة” يمكن ان يفضح مخطط إسرائيل في مخيم جنين. ترتقي (شيرين) وتبقي الحقيقة ودم شيرين هو الذي كتب الحقيقة على الجدران وافتتاحيات الصحف وشرائط الاخبار العاجلة بكل الفضائيات وعلى كل صفحات التواصل الاجتماعي بان من اعطى قرار اعدام “شيرين أبو عاقلة” هو مستوي إسرائيلي رسمي، لذا فان المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري لتوفير الحماية لأبناء شعبنا الفلسطيني وكل الطواقم الإعلامية التي تغطي وتنقل اخبار جرائم الاحتلال اثناء الاجتياحات للمدن والمخيمات الفلسطينية. من العار ان تصمت المنظومة الإعلامية الدولية علي جريمة إسرائيل ,ومن العار ان لا يتخذ المجتمع الدولي أي إجراءات فورية يلاحق فيها إسرائيل ولا ينتظر أي نتائج للتحقيق الذي تنوي المؤسسة العسكرية هناك الشروع فيه , فلا اعتقد ان القاتل سيكون نزيها في التحقيق بجرائم قتله , لو ارادت إسرائيل النزاهة في هذا الموضوع لطالبت هي الأمم المتحدة بتشكيل فريق تحقيق متخصص وسمحت له بالقدوم لإسرائيل للوقوف علي حيثيات استشهاد “شيرين أبو عاقلة” مع إنني علي يقين تام ان قيادة جيش الاحتلال تعرف من هو القناص الذي اطلق النار علي رأس شيرين في الدقيقة التي انطلقت فيها رصاصات الدمم المتفجر علي راسها , وخاصة ان قيادة الجيش قد تلقت خبر قتلها علي سماعات أجهزة اللاسلكي داخل غرف العمليات التي تتابع كل حركة لجيش الاحتلال ورات ذلك بالصوت والصورة علي شاشات عملاقة تصور عمليات جيش الاحتلال في مدينة ومخيم جنين .
كان الكابينت الإسرائيلي قد وضع جنين وغزة علي الطاولة واعطي التعليمات باجتياح جنين براً وتفكيك كل خلايا المقاومة هناك وتصفية كتيبة جنين , الا انني اعتقد ان عملية اقتحام مخيم جنين وقتل الصحفية شيرين لم يكن من ضمن العملية الرئيسية التي يريد ان ينفذها جيش الاحتلال وان الهدف من وراء قتل شيرين ليستطيع الجيش جس نبض رجال المقاومة هناك ويتعرف علي مدي قوة المقاومة الفلسطينية وتكتيكاتها وقدرتها علي التصدي لحملة جيش الاحتلال القادمة , لذا فان الأوامر صدرت لهم بأطلاق الرصاص علي كل كائن بشري كان من كان يظهر امام قوات الاحتلال، واليوم بعد هذا العمل الاجرامي المقصود بدأ واضحا اننا امام بداية حرب شرسة علي الفلسطينيين بدأ من مخيم جنين والمضي قدما في تنفيذ ” حملة كاسر الأمواج ” التي تريد ان تنجحها إسرائيل بالدم الفلسطيني , نحن امام حرب مفتوحة الان قد تتدحرج الي مواجهة كبيرة حتي في غزة. وما حدث اليوم جريمة قتل مقصودة بحق الحركة الإعلامية وجنود الحقيقة والمواد التي يتم الحصول عليها مصورة تعتبر من المكونات الأساسية للراي العالم العالمي لإدانة ممارسات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.
لذا فان الراي العام العالمي والمجتمع الدولي بات امام جريمة واضحة المعالم واختبار حقيقي لانحيازه الي جانب الضحية ودمها البريء وانسانيتها والدفاع عن اخلاق مهنة الاعلام وحماية الحريات الإعلامية أينما كان واولها الأرض الفلسطينية المحتلة التي باتت مسرح لانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني , وباتت ارضا يعدم فيها الانسان لأنه فقط يدافع عن حقوقه وإنسانيته , ان الدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين تتطلب من المجتمع الدولي تحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية القتل المقصود للصحفية الإعلامية “شيرين أبو عاقلة” ومن سبقها من الشهداء الإعلاميين والاعداد لتسليم الجهات القانونية ما يدعم لوائح الاتهام ضد قادة الاحتلال لتقديمها الي محكمة الجنايات الدولية دون تردد حتي لا تفلت إسرائيل من العقاب من جديد ويتمادى المستوي الرسمي الإسرائيلي في الاجرام موقعين مزيدا من الضحايا الأبرياء.