نشرت صحيفة “التايمز” مقالا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن الولايات المتحدة تصر علناً على أنها لا تحاول الإطاحة بالنظام الديني الإيراني، وإن الأمور لا تزال أقل من خوض حرب معها.
ويرى سبنسر في مقاله، أنه مهما كانت الحقيقة المتعلقة بهجوم يوم السبت على استعراض عسكري في الأحواز، فإن لعبة الرهانات عالية المخاطر تجري على الأطراف جميعها.
ويقول الكاتب إن طهران تعتقد أن هناك خطا مباشرا يمكن رسمه بين الإرهاب على أراضيها وأعدائها في الخليج، حيث هدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إيران مباشرة، عندما قال إنه سينقل الحرب إلى أراضيها، بدلا من أن تأتي إلى منطقة الخليج.
ويشير سبنسر إلى السعودية، التي تعد الحليف الذي لا تستغني عنه الولايات المتحدة في الخليج، بالإضافة إلى الصقور في إدارة ترامب، خاصة مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي تحدث عن تغيير النظام في إيران.
ويورد الكاتب نقلا عن عدة تقارير، قولها إن إدارة جورج دبليو بوش منحت الضوء الأخضر ودعما تكتيكيا لجماعة إيرانية أخرى اسمها “جند الله”، مشيرا إلى أنها خسرت الدعم الأمريكي الذي قدم لها بعد حملة دموية وإعدام قائدها في إيران عام 2008، واعتبرها الرئيس باراك أوباما منظمة إرهابية.
ويبين سبنسر أن كلا من واشنطن والرياض تشيران إلى نفاق النظام الإيراني، الذي يقوم بدعم جماعات العنف في الشرق الأوسط كله، بمن فيها جماعة الحوثي في اليمن، التي تقوم بإطلاق الصواريخ على المدن السعودية؛ ردا على الحملة العسكرية التي تقودها الرياض ضدهم في اليمن.
ويعلق الكاتب قائلا إن “باراك أوباما شاهد هذا كله، لكنه كان يريد أن يظل بعيدا، ويركز على توقيع اتفاقية بشأن المشروع النووي الإيراني، وخرج الرئيس دونالد ترامب من الاتفاقية، ورغم نزعاته الانعزالية، إلا أنه احتفظ بقوات أمريكية في سوريا للحد من تأثير إيران وطموحاتها هناك”.
ويختم سبنسر مقاله بالقول: “سواء كانت واشنطن تريد نقل الحرب إلى إيران أم لا، فإنه لا توجد إشارة إلى محاولات لضبط حلفائها، وحتى تفعل ذلك فإن الحرب الباردة في منطقة الخليج ستزداد سخونة”.