أجرى السفير الأمريكي لدى إسرائيل توماس نايدس، أمس الثلاثاء، حدث افتراضي نظمته منظمة “أمريكيون من أجل السلام الآن” اليسارية، كشف فيه عن العديد من مبادراته التي تهدف إلى تحسين اقتصاد الضفة الغربية.
وأكد نايدس في حديثه، أن ما يهم الفلسطينيين أكثر من أي شيء آخر في نهاية المطاف هو تقرير المصير، موضحًا: “لا يمكن شراؤهم بخطط تطالبهم بالتخلي عن السيادة السياسية”.
وقال إن خططه تشمل ضمان الوصول إلى شبكات الهاتف المحمول 4G لجميع الفلسطينيين، ومنح السلطة الفلسطينية صلاحيات عند معبر النبي (جسر الشيخ حسين) بين الضفة الغربية والأردن، وإقناع شركات تكنولوجيا كبرى ب فتح مكاتب لها في الضفة الغربية.
وانتقد نايدس بشكل خاص البناء الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية، ووجه انتقاده أيضا لسياسة الرفاه للسلطة الفلسطينية، والتي تشمل دفع رواتب للأسرى الأمنيين المدانين بقتل إسرائيليين وكذلك لعائلات الفلسطينيين الذين قُتلوا أثناء تنفيذهم لهجمات. وفق ما ذكرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل
وأكد على تعهده بعدم زيارة أي مستوطنة، مشيرًا إلى أن السياسة تشمل أنفاق حائط المبكى التي تقع تحت الحي الإسلامي في البلدة القديمة.
• الكونغرس الأمريكي يقر مساعدات بـ259 مليون دولار للفلسطينيين في الضفة وغزة
المحتويات
مبادرات في الضفة الغربية
وقال نايدس للحاضرين إنه عقد اجتماعا مع شخصية بالضفة الغربية، موضحًا أنه رجل أعمال فلسطيني بارز، وطرح أربعة أو خمسة من الأمور التي اعتقد أنها بحاجة إلى القيام بها للمضي قدما في جدول أعمالهم لجعل الحياة أفضل للفلسطينيين بالضفة الغربية. وفق الصحيفة الإسرائيلية
وأشار إلى أن من بين تلك الأولويات تأمين خدمة الهاتف الخليوي من الجيل الرابع للفلسطينيين.
وقال نايدس إنه قام بجولة في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية مؤخرا وشعر بالاستياء لرؤية عدم وجود خدمة 4G.
وأضاف: “من بحق الجحيم يستخدم الجيل الثالث؟ هذا سخيف”، مؤكدًا على أهمية امتلاك كل فلسطيني نفس الجيل الرابع أو الجيل الخامس على هواتفهم”، وذلك خلال مأدبة عشاء مع وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هندل في وقت لاحق من ذلك المساء.
يذكر أنه في نوفمبر الماضي، وافقت إسرائيل مبدئيا على السماح لشركات الاتصالات الفلسطينية بإنشاء شبكات 4G كجزء من سلسلة خطوات تهدف إلى تعزيز السلطة الفلسطينية، لكن الموافقة ليست نهائية والقدس ما فتئت تتباطأ منذ ذلك الحين، الأمر الذي يثير استياء السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وأشار نايدس إلى أنه التقى يوم الاثنين بممثلي الشركات الأمريكية الكبرى، بما في ذلك غوغل ومايكروسوفت وإنتل لدفعهم إلى توسيع الفرص للفلسطينيين.
وقال: “قلت بشكل أساسي، أريد منكم افتتاح مكاتب في الضفة الغربية. أريد منكم أن تفعلوا ذلك… وأنا أعمل معهم لوضع مسار للقيام بذلك”.
وتابع: “لا شيء من هذه الأمور سحري بحد ذاته، ولكن إذا لم نفعل هذه الأشياء، فسنستيقظ … مع كارثة”. لكنه أوضح أن المبادرات الاقتصادية للفلسطينيين لا يمكن أن تتم في فراغ، موضحًا: “لا يمكن شراء الفلسطينيين. لن يحدث ذلك”، وذلك في إشارة إلى خطة السلام التي طرحتها إدارة ترامب، التي عرضت على الفلسطينيين مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية من دول في الخارج في تمهيد لخطة سياسية تمنحهم دولة دون سيادة وغير متصلة جغرافيا لمنع إخلاء أي مستوطنة إسرائيلية.
وقال نايدس: “أنا لا أقول إن المال ليس مهما، لكن هذا ليس كل ما يريده الفلسطينيون بالضبط – بل على العكس تماما. يريدون السيطرة على مصيرهم. يريدون السيطرة على مستقبلهم. لا يمكن شراؤهم. إذا اعتقدنا أنه يمكننا القيادة فقط بدفتر الشيكات الخاص بنا، فهذا لن ينجح”.
وأضاف أنه يسعى إلى منح رام الله سلطة عند معبر النبي بين الأردن والضفة الغربية، والذي تديره إسرائيل والأردن حصريا، على الرغم من أنه يخدم الفلسطينيين في الغالب.
جسر النبي
وتابع نايدس، “أحاول إقناع رئيس الوزراء والإسرائيليين بمنح المزيد من السيطرة على جسر النبي”. وزاد: “ماذا تعني المساواة؟ أن يكون لديك جيل رابع! هذا ما تعنيه المساواة. ماذا تعني المساواة؟ أن تكون لك القدرة على التوجه إلى معبر اللنبي وأن تشعر أن هناك صلة بالشعب الفلسطيني. أن تذهب إلى رام الله وأن ترى متجر آبل، أو أن ترى غوغل في الجوار”.
التوسع الاستيطاني بالضفة
وعند سؤال نايدس عن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، لم يتردد بالقول: “إنه يثير حنقي، لا يمكننا القيام بأمور غبية تعيقنا عن حل الدولتين. ما أعنيه بذلك هو أنه لا يمكننا السماح للإسرائيليين بزيادة النمو الاستيطاني في القدس الشرقية أو الضفة الغربية”.
وأقر السفير بأنه “لا يستطيع إيقاف كل شيء” وأنه ينبغي عليه “اختيار معاركه”. إحدى هذه المعارك كانت خطة إسرائيلية لبناء آلاف الوحدات السكنية في منطقة E1 بين القدس الشرقية ومستوطنة معالية أدوميم.
وقال نايدس “E1 كانت كارثة. لقد بذلت جهدا كبير في E1″، وكشف عن أن الولايات المتحدة لعبت دورا في قرار إسرائيل إلغاء الخطة في وقت سابق من هذا العام.
وردا على سؤال حول تعهده بعد وقت قصير من وصوله إلى إسرائيل بعدم زيارة مستوطنات الضفة الغربية، أقر نايدس بأنه لم يتوقع أن تثير الملاحظة الضجة التي أحدثتها.
وأضاف: “ليس أنني فكرت في الأمر مليا. لم يكن من المفترض أن تكون هذه القضية الأولى التي سأسعى خلفها. لكنني اعتقدت… أن القول بأنني لن أذهب إلى المستوطنات هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به. لا حاجة لإزعاج الجميع”، موضحا أنه سيكون سعيدا بزيارة المستوطنين في أماكن أخرى”.
وأشار نايدس إلى أنه زار حائط المبكى الواقع في القدس الشرقية عشرات المرات منذ وصوله العام الماضي، لكنه لم يعلن عن الزيارات. وقال “لن أهول الأمر، ولن أحضر الكاميرات”.
• هآرتس: “الحرب غداً” فكيف تستعد إسرائيل لصراع الضفة الغربية؟
(تايمز أوف إسرائيل)