قال فـيليـب لازاريـنـي المفوض العـام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن “استئناف المساعدات الأميركية للوكالة لن يحل الأزمة المالية التي تعاني منها حيث يقدر العجز المالي بنحو 150 مليون دولار أميركي.
ورغم اعتباره إعادة التمويل الأميركي لـ”الأونروا” أخبارا جيدة للغاية إلا أنه أكد أن العجز المالي المتوقع لـ”الأونروا” لا يزال مرتفعا للغاية، منوها إلى استمرار “تدابير مراقبة التكاليف المؤقتة”.
وفي رسالة وجهها لموظفي “الأونروا” قال لازاريني، “عندما قطعت الإدارة الأميركية السابقة فجأة دعمها لـ”الأونروا”، اضطرت الوكالة إلى اتخاذ تدابير تقشفية مؤلمة بهدف المحافظة على كافة خدماتها الحيوية للاجئي فلسطين”.
وأشار إلى أن تفشي جائحة “كوفيد-19” وتأثيرها الفظيع على الاقتصاد العالمي وعلى الأسر أدى إلى زيادة الضغط على خدمات “الأونروا” بعد أن أعطى العديد من المانحين الأولوية لتعافي اقتصاد بلدانهم، في الوقت الذي تدهورت فيه الظروف الاجتماعية والاقتصادية للاجئي فلسطين وللبلدان المضيفة بشكل سريع مؤكدا أنه وبحلول نهاية العام 2020، اضطرت “الأونروا” أن تدير مواردها المالية على أساس شهري.
وأكد زخم التضامن الأولي مع “الأونروا” في العام 2018، والذي تمثل في عدد من التبرعات الإضافية السخية، إلا أن معظم هذه الأموال الإضافية لم تتكرر في السنوات التي تلت، ما فرض ترحيل عدد كبير من الالتزامات المالية.
وقال، إن استئناف المساعدة من قبل شريك تاريخي رئيسي للوكالة، لا يمكن أن يأتي في توقيت أفضل من هذا. ستضخ الشراكة المتجددة مع الولايات المتحدة شعورا بالاستقرار المالي ما سيساعد الوكالة في المحافظة على خدماتها للاجئين.
وأكد ان الدخل المتوقع يعتمد على الفهم العميق لسلوك المانحين والشراكات القوية معهم، منوها إلى أن “الأونروا” تلقت هذا العام معلومات حول نية بعض من أكبر المانحين تخفيض تبرعاتهم لـ”الأونروا” بشكل كبير، إضافة إلى عدم تلقي أي مؤشر على وجود تمويل من الدول في المنطقة.
واعتبر لازاريني إعادة الولايات المتحدة للمساعدات بمثابة نزع واضح لتسييس المساعدات الإنسانية وخطوة كبيرة نحو التعامل مع لاجئي فلسطين ضمن إطار عمل إنساني حقيقي وتنموي – كما كان دائما وكما ينبغي له أن يستمر، معربا عن أمله في أن يشجع هذا التطور المانحين الإقليميين والتقليديين الآخرين والمانحين الجدد على أن يكونوا مرة أخرى داعمين لـ”الأونروا”.
وتعهد لازاريني ألا يدخر جهدا هو وزملاؤه في الإدارة العليا، من أجل حشد تبرعات مالية إضافية، خاصة في وقت نقوم فيه أيضا بدعم الجهود الوطنية في مواجهة فيروس “كوفيد-19” في جميع أقاليم عمليات “الأونروا”.
وأعرب عن أمله في أن يعمل استئناف المساعدة الأميركية على فتح فصل جديد وترسيخ الدعم الدولي المستمر و”تطوير آلية تمويل مستدامة تضمن تقديم الخدمات دون انقطاع للاجئي فلسطين، إلى أن يأتي ذلك الوقت الذي يتم فيه إيجاد حل عادل لمحنتهم”.