أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أمس الخميس، زيارة رسمية إلى جمهورية اليونان الصديقة.
وبحث بن زايد خلال الزيارة مع رئيسة جمهورية اليونان، كاترينا ساكيلا روبولو، ورئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، وعدد من المسؤولين في اليونان، علاقات الصداقة ومختلف مسارات التعاون والعمل المشترك وسبل تعزيزها وتنميتها، في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين.
وكان بن زايد قد وصل إلى العاصمة أثينا في زيارة رسمية إلى الجمهورية الهيلينية (اليونان) الصديقة، وكان في استقبال سموه لدى وصول موكبه إلى القصر الرئاسي، رئيسة جمهورية اليونان، حيث جرت لسموه مراسم استقبال رسمية في القصر، فيما عزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية اليونان.
وقال رئيس الدولة، في تغريدة على «تويتر» أمس: «وصلت إلى مدينة أثينا العريقة، وسعدت بلقاء الرئيسة كاترينا ساكيلا روبولو، ورئيس الوزراء الصديق كيرياكوس ميتسوتاكيس، وأعضاء من الحكومة اليونانية.. نسعى إلى تنمية علاقاتنا الاستراتيجية وتعزيزها بالمشاريع الاقتصادية والاستثمارية الحيوية التي تخدم البلدين وشعبيهما الصديقين».
وعقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اجتماعاً في أثينا مع رئيسة جمهورية اليونان الصديقة في القصر الرئاسي، حيث رحّبت بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهنّأت سموه بتوليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، متمنية أن تعزز زيارة سموه علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأكدت أن اليونان تعتبر دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً، وقالت إن البلدين لديهما رؤية مشتركة نحو السلام والأمان والرفاهية في المنطقة.
وأضافت أنه جرى تعزيز العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، معربة عن ثقتها بوجود فرص إضافية كثيرة من أجل تعزيز هذه العلاقات في مجالات عدة.
من جانبه، أعرب صاحب السمو رئيس الدولة عن سعادته بلقاء الرئيسة اليونانية وزيارة مدينة أثينا العريقة، الزاخرة بالتنوّع الثقافي والحضاري، متمنياً للشعب اليوناني مزيداً من الرقي والتطور والازدهار.
كما عبّر بن زايد عن سعادته بالتطوّر المتزايد الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنه رغم تحدي جائحة «كورونا» إلا أن التبادل التجاري خلال العامين الأخيرين ارتفع بنسبة 17%.
وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها.
وتناول الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
إلى ذلك، بحث محمد بن زايد، ورئيس وزراء جمهورية اليونان الصديقة كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، مختلف مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين انطلاقاً من الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
جاء ذلك، خلال جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها الجانبان في مقر رئاسة الحكومة في أثينا «قصر ماكسيموس».
ورحّب رئيس وزراء اليونان في بداية اللقاء بزيارة سموه لبلاده، معرباً عن ثقته بأن الزيارة تُشكل دفعاً قوياً لعلاقات التعاون المثمر بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات والبناء على شراكتهما الاستراتيجية.
واستعرض سموه وميتسوتاكيس خلال جلسة المباحثات مختلف أوجه التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية اليونان والفرص الواعدة المتاحة لتطويرها، خصوصاً في المجالات الحيوية الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والبيئية، إلى جانب الطاقة المتجددة والأمن الغذائي.
وتبادل سموه ورئيس الوزراء اليوناني وجهات النظر بشأن مجمل الأحداث وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدا في هذا السياق توافق الرؤى بين دولة الإمارات واليونان بشأن العديد من القضايا والملفات، خصوصاً ما يتعلق بالعمل على إيجاد تسويات سلمية للنزاعات والأزمات التي تشهدها المنطقة، ودفع المساعي الدبلوماسية التي تسهم في تحقيق تطلعات شعوبها إلى السلام والازدهار والتنمية، وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بداية اللقاء عن سعادته بزيارة اليونان الصديق بلد الحضارة العريقة والثقافات المتنوّعة وبمستوى العلاقات التي تجمع البلدين، وأهمية البناء على الاتفاقيات والتفاهمات التي وقعها البلدان خلال الفترة الماضية، لتوسيع قاعدة مصالحهما المشتركة وآفاق التعاون واستثمار الفرص المتاحة لمصلحة شعبيهما.
وأكد سموه الحاجة الماسة إلى تعزيز التعاون بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة والتعامل مع تبعاتها في ظل تزايد هذه التحديات العالمية، خصوصاً على مستوى الاقتصاد والتجارة والأمن الغذائي والتغير المناخي.
وأعرب سموه عن شكره لرئيس الوزراء اليوناني لدعوة دولة الإمارات إلى المشاركة ضيف شرف النسخة الـ86 من معرض «سالونيك العالمي للتجارة» السنوي الذي يعقد خلال الفترة من 10 إلى 18 سبتمبر عام 2022، ويُعد أقدم معرض تجاري دولي ويعود تاريخه إلى عام 1926، فيما تُعد دولة الإمارات أول دولة عربية تتم دعوتها إلى المشاركة بصفتها ضيف شرف للمعرض، مشيراً سموه إلى أن الدولة ستشارك في هذا المعرض بوفد يضم أكثر من 40 جهة تمثل القطاعين العام والخاص، ما يجسد عمق العلاقات بين البلدين، واهتمام الجانبين بتطويرها وتعزيزها.
وقدّم صاحب السمو رئيس الدولة خلال الاجتماع الدعوة إلى رئيس الوزراء اليوناني لحضور الدورة الـ28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، المقرر عقده في دولة الإمارات خلال عام 2023.
وأكد سموه في هذا الصدد أن دولة الإمارات ماضية في التزامها شريكاً فاعلاً للمجتمع الدولي في العمل المناخي، وتتطلع إلى استضافة العالم في مؤتمر الأطراف (COP28) لتحقيق تقدم عملي في مواجهة تغير المناخ، من خلال منهجية شاملة تركز على احتواء الجميع وتقديم حلول منطقية وعملية قابلة للتطبيق للحد من تداعيات تغير المناخ تنفذ من خلال تضافر الجهود وتكاملها.
من جانبه، ثمّن رئيس وزراء اليونان الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لحفظ الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ونشر التسامح والاعتدال.
وأكد حرص بلاده على مواصلة دفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب من التعاون والعمل المشترك الذي يخدم مصالحهما المتبادلة وجهود التنمية المستدامة، ويعود بالخير على شعوب المنطقة جميعها ازدهاراً وأمناً واستقراراً.
واستعرض الجانبان آخر مستجدات الصندوق الاستثماري المشترك الذي أعلنه البلدان خلال زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى دولة الإمارات في شهر مايو 2022، بقيمة أربعة مليارات يورو، إلى جانب مخرجات «منتدى الأعمال الإماراتي اليوناني» الذي شاركت فيه أكثر من 50 جهة يونانية تمثل القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى أكثر من 20 شركة إماراتية رائدة تمثل مختلف القطاعات الحيوية، بما فيها الطاقة والطاقة المتجددة والزراعة والتطوير العقاري والبنية التحتية، بجانب الصحة والزراعة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وغيرها.
وحث الجانبان القطاع الخاص في البلدين على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة تحقيقاً لأهداف الشراكة الاستراتيجية، وبحثا استكشاف مزيد من الوسائل لرفع مستوى التبادل التجاري، وأهمية دور القطاع الخاص في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين الصديقين.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة ورئيس وزراء اليونان في ختام اللقاء الحرص المشترك على تعزيز مستوى العلاقات الثنائية الإماراتية ـ اليونانية، وتنويع قاعدة شراكتهما الاستراتيجية الطموحة في جميع المجالات التي ترتكز عليها خطط التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد الوطني للبلدين، مشيرين إلى ما يجمعهما من قيم إنسانية مشتركة تسهم في تعزيز التعايش والتسامح والتعاون بين الشعوب في مختلف الظروف، خصوصاً أوقات الأزمات.
وشددا على أهمية دعم جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي وسلمي للأزمة اليمنية استناداً إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأعربا عن إدانة البلدين للجماعات الإرهابية وجميع أنشطتها وهجماتها الإرهابية.
محمد بن زايد:
• «حاجة ماسة إلى تعزيز التعاون بين الدول لمواجهة التحديات العالمية، خصوصاً على مستوى الاقتصاد والأمن الغذائي والتغير المناخي».