كشف الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن شعبة المخابرات التابعة له، قدرت أن سورية كانت تدير مشروعا سريا، كشف لاحقا أنه المفاعل النووي في دير الزور، وذلك في عام 2002، أي قبل قصف المفاعل، بخمس سنوات، والذي نفذ في عام 2007، وقد أعدت وثيقة تشير إلى ذلك، بحسب المزاعم الإسرائيلية.
وجاء في الوثيقة التي كشف عنها اليوم، والمكتوبة في أيلول/ سبتمبر 2002 بحسب بيان الجيش، أنه “أصبح معروفا مؤخرا أنه في إطار هيئة الطاقة الذرية السورية، يجري تنفيذ مشاريع سرية (أو على الأقل قيد التنفيذ)، لم نكن على علم بها”.
وأضافت الوثيقة أن “المعلومات لا تشير إلى برنامج نووي عسكري نشط، قيد التنفيذ في سورية، لكنها تشير إلى انخراط في مجالات يمكن أن تسهم في تطوير المخطّط، وتثير الشكوك حول بدء تطوير مخطط كهذا”.
الوثيقة التي أُعدت في عام 2002 قبل 5 أعوام من قصف المفاعل بحسب مزاعم إسرائيل (الجيش الإسرائيلي)
ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن وزير الأمن الإسرائيي آنذاك، إيهود باراك، كان قد كتب في رسالة صنفت على أنها سرية للغاية، أن إحباط المخطط السوري؛ “عملية ذات أهمية تاريخية، ستسهم في تعزيز قدرة الردع الإسرائيلية وأمنها”.
ونشر الجيش الإسرائيلي، مقطع فيديو، وصورا توثق المفاعل الذي تمّ قصفه. وأظهرت بعض الصور المنشورة، المفاعل السوري قبل وبعد قصفه.
في السياق، ذكر ت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “تدمير مفاعل الخيبر، جاء نتيجة سلسلة من التحركات الاستخباراتيّة والدبلوماسية والسياسية والعسكريّة، والتي امتدت لأشهر طويلة ومتوترة في عامي 2006 و2007”.
ولفت إلى أن سلسلة التحركات الإسرائيلية، تمّت “في مكاتب الموساد في إسرائيل، وفي البيت الأبيض، زفي مقر رئيس الحكومة في القدس، ومقر سلاح الجو (الإسرائيلي) ووفقا لإصدارات أجنبية أيضا؛ (تمت التحركات) في فنادق في العواصم الأوروبية”.
وبحسب ما أوردت مواقع إسرائيلية، فإنه في الليلة بين الخامس والسادس من أيلول/ سبتمبر 2007، وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت إلى قاعدة سلاح الجو الإسرائيليّ في تل أبيب، فيما كان بجانبه كل من وزير الأمن المعيّن حديثا آنذاك، باراك، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وممثلون عن مختلف الأجهزة الأمنية.
وقبل منتصف الليل بقليل، أقلعت أربع طائرات “إف – 15” وأربع طائرات “إف – 16″، من قاعدتين عسكريتين في جنوب إسرائيل، وكان الهدف المحدد على أجهزة الكمبيوتر عبارة عن مبنى مربّع الشكّل، معزول في الصحراء في شمال شرق سورية.
وحلقت الطائرات شمالا بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، ثم اتجهت شرقا على الخط الحدودي بين سورية وتركيا. وبين الساعة 12 و40 دقيقة بعد منتصف الليل، و12 و53 دقيقة من الليلة ذاتها “كرر الطيارون (الإسرائيليون) الاسم الرمزي “أريزونا”، ثم أُلقيت ذخيرة تزن 24 طنا على مفاعل الخيبر، الذي تم بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية وتوجيهها”. وبعد ذلك، تم تدمير المفاعل، وعادت الطائرات إلى إسرائيل.
وأشار “وينت” إلى أنه رغم مضيّ عقد حتى سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالكشف عن تفاصيل العملية، غير أن الصحافة العالمية، وكذلك الأحزاب السياسية الأميركية، لم تتماش مع منع الرقابة العسكرية الإسرائيلية، كونه لا يلزمها بذلك، وبالفعل في نيسان/ أبريل 2008، أطلع مسؤولو المخابرات الأميركية الكونغرس على دورهم في العملية الإسرائيلية لمهاجمة المفاعل، وأشار العديد من المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، إلى هذه القضية بطريقة أو بأخرى في الكتب التي كتبوها، وفي مقابلات أجروها.