الوطن اليوم – وكالات
قال كاتب إسرائيلي إن “وثيقة عسكرية إسرائيلية حديثة كشفت عن إخفاقات وثغرات خطيرة في عدم جاهزية القوات البرية، وهي استمرار لوثائق سابقة تحدثت عن تقصير مشابه في أعوام 2003 و2008 و2018، وكلها تقارير رسمية وضعت يدها على سلسلة إشكاليات جوهرية في أداء القوات البرية الأساسية في الجيش، ما يعني أنه لم يتم معالجتها وإخضاعها للتقييم المتواصل”.
وأضاف يوآف زيتون، الخبير العسكري الإسرائيلي، في تقريره على صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، أن “وثيقة اليوم التي أعدها جنرال إسرائيلي مطلع تكشف عما يمكن تسميتها فجوات كبيرة في التدريبات والتأهيل العملياتي للقوات البرية، كما أن مواقع القوات النظامية تم تقليص أعدادها، وانتظام القوات العسكرية في مستودعات الطوارئ التابعة لقيادة المنطقة الشمالية جاء جزئيا”.
وأكد أنه “يمكن الافتراض أن هذا التقليص أدى لوجود ثغرات خطيرة تم اكتشافها لدى استدعاء وحدات خاصة من جيش الاحتياط، وهذا الوضع من نقص القوى البشرية، الذي كشف في تقارير سابقة، لا يبدو أنه شكّل مصدر قلق لقيادة الجيش، واللافت أن تقارير عديدة نشرتها لجان عسكرية رسمية في سنوات سابقة، لكن الأخطاء الواردة فيها تعود وتتكرر في كل مرة، دون إصلاح”.
وأشار إلى أن “الإسرائيليين ما زالوا يذكرون التقرير الشهير للجنرال يسحاق بن بريك قائد شعبة الشكاوى في الجيش، الذي أثار عاصفة خطيرة، لكن ما وصل الصحيفة من تقرير أخير يسلط الضوء على مشاكل إضافية تبدو أكثر تجذرا وعمقا، وما زالت مستمرة منذ سنوات طويلة”.
ونقل الكاتب عن “ضابط رفيع المستوى في سلاح المشاة مطلع على تفاصيل هيكلية الجيش وتقسيماته، أنه كشف عن إشكاليات بنيوية في قواعد الجيش، لا سيما قاعدة تسآليم المركزية التي تتدرب فيها معظم قوات جيش الاحتياط، كما أن المركز القومي للتدريبات القوات البرية يوجد فيه نقص بعدد 155 جنديا من داعمي المقاتلين بالسلاح والذخيرة والاستخبارات والطبابة”.
وأضاف أن “هناك نقصا في المعدات اللازمة لمواجهة أضرار التدريبات، ومدرسة القيادة والسيطرة والتحكم فيها نقص بأجهزة حواسيب بعدد 500 جهاز، بجانب عدم وجود عدد كاف من أجهزة التنصت، كما أن البنى التحتية الخاصة بالكهرباء ليست كافية، مع أن أوجه النقص هذه تشمل وحدات الجيش النظامي والاحتياط والهندسة والمشاة والمدرعات، بجانب إشكاليات وثغرات خطيرة تتعلق بحجم التأهيل العسكري للمقاتلين”.
أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي “عبرت عن استيائها من هذا التقرير، لأنه يناقش مسألة جزئية فقط، فجيش الاحتياط 98% منهم مواطنون إسرائيليون عاديون، ومنقطعون عن الجيش فترة طويلة من الزمن، في حين أن الجيش النظامي يتلقى تدريبات وتأهيلات على مدار الساعة، سواء بشكل مستقل، أو بجانب جيوش نظامية صديقة مثل الولايات المتحدة وألمانيا وقبرص”.
وأضاف أن “ذلك لا يغطي كل الثغرات القائمة، لكن دون هذه المبالغة، فقد طرأ تحسن على تأهيل القوات النظامية، خاصة بعد استكمال خطة غدعون، التي حرصت عل مواصلة التدريبات العسكرية للجيش في مناطق سكنية، ومواقع تدريبية جديدة”.