“يراهن الأمين العام حسن نصر الله على أن إسرائيل ليس في وضعها الطبيعي، لكنه لا يزال بعيدًا عن المجازفة بالحرب”.. هكذا يخلص تقرير صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، لافتا إلى أن تهديدات القادة الإسرائيليين للجماعة اللبنانية، تتجاهل سنوات من الصراع.
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية: “هل لا يزال نصرالله مجرد مخادع أم أنه في الواقع يستعد لقلب الطاولة بأكملها في المنطقة؟”.
ويشير إلى ما ذكره رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، حين قال إن حزب الله اللبناني “مرتدع بشدة عن شن حرب شاملة ضدنا”، في وقت حذّر فيه رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية هرتسي هاليفي “حزب الله” من ارتكاب “خطيئة” قد تؤدي بالمنطقة إلى حرب كبيرة.
وقال كوخافي الثلاثاء، إن “حزب الله مرتدع بشدة عن شن حرب شاملة ضد إسرائيل”، مؤكدا أن بلاده لديها استعداد جيد على الجبهة الشمالية.
في وقت نقلت عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حوليا، في كلمة له، خلال مؤتمر “هرتسليا 2023” في جامعة “ريخمان”، إن “أي حرب على الحدود الشمالية ستكون قاسية على جبهتنا الداخلية لكننا سنعرف كيف نتعامل معها”.
وزاد: “نصر الله يعتقد أنه يعرف كيف نفكر.. إنه يتحدانا بطرق يعتقد أنها لن تؤدي إلى حرب شاملة”.
• ضابط إسرائيلي يحذر حزب الله من نتائج حرب مدمرة
وأشار إلى أن تعاون المخابرات العسكرية مع الموساد والشين بيت (وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية) أقرب من أي وقت مضى، محذراً من وصفهم بـ”أعداء إسرائيل” بألا يخطئوا التقدير.
وجاءت هذه التصريحات، بعد يوم من إجراء “حزب الله”، مناورة بالذخيرة الحية في جنوب لبنان، تعد من الأكبر التي يقيمها أمام وسائل الإعلام، وتخللها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف إسرائيل عبر طائرات مسيّرة، أو اقتحام أراض.
وشارك نحو 200 من عناصر الحزب اللبناني خلال المناورة التي أجريت في بلدة عرمتى على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال الحدود مع إسرائيل، وذلك بمناسبة قرب حلول ذكرى انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في 25 مايو/أيار 2000.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، رد نصرالله على هذه التهديدات، قائلا إن أيّ خطأ في التقدير في أي بلد كفلسطين وسوريا وإيران قد يؤدي إلى حرب كبرى، مشدداً على أنّ “المعادلات الإقليمية في المنطقة تدعو إلى التفاؤل”.
وتابع، موجها حديثه لقادة إسرائيل: “لستم أنتم من تهددون بالحرب الكبرى، وإنما نحن الذين نهددكم بها”.
ولفت إلى أن “المناورات التي قامت بها المقاومة مؤخرا جنوبي لبنان جاءت لتؤكد جاهزيتها وأثرت سلبا على السياحة والمستوطنين الإسرائيليين شمالي فلسطين”.
• قلق إسرائيلي من انضمام هذه الدولة لـ “حزب الله” في حال اندلاع مواجهة عسكرية
وتابع في كلمته، بأن إسرائيل لديها قلق وجودي وقلق على المستقبل أكثر من أي زمن مضى، ويتحدثون عن احتمالية عدم وجودهم بعد 5 سنوات، أو 10 سنوات أو 25 عاما، ومنهم من يخطط للبدائل من الآن ليكون جاهزا للرحيل.
وهدد أمين عام جماعة “حزب الله”، إسرائيل بوقوعها في “الهاوية والزوال” في حال ارتكابها أي خطأ يؤدي إلى “حرب كبرى”.
وتعلق الصحيفة على تصريحات نصر الله، بالقول: “نصرالله قد يكون شديد الثقة، ولكنه يخطئ في قراءة وضع القدس ويعتقد أنه يستطيع المقامرة ضدها”.
وتضيف: “نصرالله يريد دائما أن تكون له الكلمة الأخيرة، على الأقل في المجال العام للبلاغة”.
وتتابع (جيروزاليم بوست) في تقريرها: “هذه التصريحات مألوفة عن نصرالله، ولكنها انتشرت بعد أزمة جنود الاحتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي، والذين قالوا إنهم سيتوقفون عن الحضور للواجب للاحتجاج على الإصلاح القضائي”.
كما يشير إلى حديث عدد من جنود الاحتياط الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية للبلاد، أن هناك حالة واضحة من نقص المعدات والذخيرة والآليات العسكرية، فضلا عن انعدام التغطية الاستخباراتية التكتيكية للتعامل مع التهديدات المتزايدة على الجبهة الشمالية.
• معهد إسرائيلي: عملية العسكرية على غزة عززت الردع ضد حزب الله لكن احتمالات الحرب تتزايد
وتلفت الصحيفة، إلى أن تصريحات الجنرالات الإسرائيليين قد أسيء فهمها من قبل نصرالله، الذي يعتقد أن الجيش الإسرائيلي قد تفكك بالفعل، وأنه يمكن أن يفلت من أعمال عنف متوسطة المستوى ضد إسرائيل دون الوقوع في حرب.
وتنقل (جيروزاليم بوست) عن رئيس التحليل الاستخباري السابق للجيش الإسرائيلي إيتاي برون، قوله: “كانت إحدى اللحظات الرئيسية لنصرالله في حياته هي سوء تقديره الذي أدى إلى حرب لبنان الثانية عام 2006”.
وفقًا لبرون، اعتقد نصرالله حقًا في عام 2006، أنه إذا هاجم فقط دورية صغيرة من الجنود الإسرائيليين وأخذ عددًا قليلاً من الجثث، فإن إسرائيل ستبقي ردها في حده الأدنى لتجنب الحرب.
وتابع: “لقد أذهله رد الفعل الهائل للدولة اليهودية، ومنذ ذلك الحين، منعه ذلك من القيام بأي أعمال كان يعتقد أنها قد تؤدي إلى الحرب”.
واستطرد: “لذلك عندما يتحدث نصرالله عن استعارة شبكة العنكبوت لإسرائيل (فكرته القائلة بأن تحت إسرائيل دولة ضعيفة ستنهار في نهاية المطاف مثل سلسلة من الشبكات الواهية) قد لا يصدق بالكامل تصريحاته العامة”.