التقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أمس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ووب» العالمية، ويل أحمد.
واطلع سموه، خلال اللقاء الذي جرى بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، بمقر مبنى القادة في «إكسبو 2020 دبي»، على التطور الحاصل في مجال تخصص الشركة العالمية، وكذلك خططها التوسعية خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الرواج الكبير الذي تشهده الأسواق العالمية في مجال التقنيات الذكية، التي ترصد درجة حرارة الجسم، ومعدل الأوكسجين في الدم، وغيرها من القياسات التي يمكن معها الوقوف على الحالة الصحية للإنسان، لاسيما مع تنامي الوعي الصحي حول العالم، وزيادة الإقبال على اقتناء التقنيات الصحية، وتسارع وتيرة التقدم التكنولوجي الذي أتاح تلك المنتجات بصورة أوسع عالمياً.
وقد أعرب الرئيس التنفيذي لشركة «ووب»، المتخصصة في التقنيات القابلة للارتداء، التي تتخذ من بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية مقراً لها، وتعد من كبرى الشركات المتخصصة في الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، والمستخدمة في قياس اللياقة والصحة البدنية، عن تقديره للرؤية المستقبلية الطموحة وراء التطور الكبير الذي تشهده دبي كمركز رئيس للأعمال في المنطقة، بفضل البيئة الجاذبة للاستثمار والمشجعة لمختلف قطاعات الأعمال، لاسيما قطاع التكنولوجيا، الذي يلقى اهتماماً كبيراً في دبي، يتضح في حجم مجتمع شركات التكنولوجيا المتنامي، والإقبال اللافت من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية على إقامة مقار رئيسة وإقليمية لها في الإمارة، بفضل التسهيلات النوعية الممنوحة، والبنية التحتية رفيعة المستوى التي أسستها دبي على مدار سنوات، والتي تدعم بدورها ما توفره الإمارة من فرص نمو، نجحت من خلالها شركات ناشئة في الوصول إلى العالمية، عبر صفقات استحواذ تجاوزت قيمتها مليارات عدة من الدولارات.
إلى ذلك، قام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بجولة في «إكسبو»، شملت زيارة أجنحة المغرب وسويسرا وولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، حيث اطلع سموه على ما تطرحه من تجارب ومنتجات وابتكارات، إضافة إلى ما تقدمه من عرض لموروثها الثقافي والإبداعي في المحفل الأهم الذي تستضيفه دبي للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.
وخلال زيارة سمو ولي عهد دبي إلى جناح المملكة المغربية الشقيقة، المُقام في منطقة «الفرص»، تحت شعار «موروث للمستقبل.. من الأصول الملهمة إلى التنمية المستدامة»، ويحاكي في تصميمه القرية المغربية، اطلع سموه على ما يعرضه الجناح من عناصر تبرز هوية المغرب، وتلقي الضوء على محطات مهمة من تاريخها العريق، فضلاً عن استعراض تصوراتها للمستقبل، في إطار جذاب باستخدام التقنيات التفاعلية التي تقدم للزائر كماً وفيراً من المعلومات حول المغرب.
ويتميز جناح المغرب بتصميمه الصديق للبيئة، والمكون من 13 غرفة موزعة على سبعة طوابق، يركز كل منها على جزئية مختلفة، متضمنة الأنشطة المتعلقة بالدعم اللوجستي والتنقل والاستدامة، إضافة إلى المجالات الفنية والثقافية والإبداعية والتراثية، التي تتميز بها المغرب، كما يشمل الجناح قسماً خاصاً لأحد أهم الاكتشافات، والتي تم من خلالها العثور على أقدم آثار معروفة للإنسان العاقل والمعروف علمياً باسم «هومو سابينس»، الذي يعتقد العلماء أنه عاش في المغرب منذ أكثر 300 ألف سنة، وتم اكتشافها في منطقة جبل إيغود.
وشملت جولة سمو ولي عهد دبي في معرض «إكسبو 2020 دبي»، زيارة جناح دولة سويسرا الصديقة، المُقام في منطقة «الفرص»، ويتميز بتصميمه المستوحى من البيئة الصحراوية، وتحديداً من الخيام البدوية، ويجمع بين التقاليد والابتكار، ويرمز للعلاقة بين الشرق والغرب، ويخلق حضوراً فريداً من خلال واجهته البلورية ذات المرآة العاكسة.
واطلع سموه خلال الجولة في الجناح على المفهوم الذي جاء عليه التصميم، والذي يقوم على فكرة الرحلة المكونة من ثلاث مراحل، تتشارك في إبراز رصيد سويسرا من الثقافة وجمال الطبيعة، وكذلك الابتكارات التي ترسم بها المستقبل، وتتناول بالعرض نقاط القوة والفرص المتاحة لسويسرا في مجالات التعليم، والأبحاث، والابتكار فضلاً عن الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي تروج لها من خلال وجودها في «إكسبو» كواحدة من أكثر البلدان إبداعاً وتنافسية.
ومن أبرز ما يميز جناح سويسرا الكهف الكريستالي، الذي ينقل الزوار إلى تجربة «بحر من الضباب» وأجواء الجبال السويسرية، حيث تستخدم التقنيات التفاعلية ثلاثية الأبعاد لأخذ الزوار إلى قمة تلك الجبال في محاكاة للبيئة السويسرية التي تتميز بطبيعتها الجبلية وسهولها الخضراء.
ويُعد الجناح فرصة مثالية للتعرف من خلال الشاشات التفاعلية إلى الحلول التي تطرحها سويسرا لتأسيس مستقبل مستدام، كما يمثل فرصة للتعرف عن قرب إلى ما تقدمه الدولة الأوروبية من تقنيات وابتكارات، وما حققته من إنجازات علمية. ومع كون سويسرا من أبرز دول العالم إنتاجاً للغذاء، يقدم الجناح تعريفاً بأهم منتجاتها الغذائية المشهورة بها على مستوى العالم.
كما زار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم جناح ولاية بادن فورتمبيرغ الواقعة في جنوب غرب ألمانيا، حيث اطلع سموه على مقومات التميز الاقتصادي العديدة التي تتمتع بها الولاية، ضمن أول مشاركة مستقلة في «إكسبو» لولاية ضمن دولة، فيما تعد بادن فورتمبيرغ من أكبر وأهم مراكز صناعة السيارات في العالم، وتتركز فيها مصانع لعدد من أبرز ماركات السيارات الألمانية ذات الشهرة العالمية، ومن أبزرها «بورش» و«مرسيدس بنز».
واستمع سموه خلال الزيارة إلى أبرز عناصر الجذب الاستثماري، التي تتمتع بها الولاية الألمانية، والتي تروج لها من خلال مشاركة 65 شركة، تعرض العديد من الفرص في مجالات التكنولوجيا والتصنيع، فضلاً عن مجال السياحة، إذ تعد «الغابة السوداء» في بادن فورتمبيرغ إحدى مناطق الجذب السياحي الشهيرة في أوروبا، وقد اكتسبت اسمها نظراً لمساحتها الشاسعة، وشدة ظلمتها في الليل بسبب كثافة أشجار الصنوبر دائمة الخضرة، فضلاً عن امتلاك الولاية أكثر من 2000 منطقة محمية، والتي تتخللها مساحات كبيرة من الجبال والسهول والبحيرات.
وشاهد سموه خلال الزيارة عدداً من جداريات معلوماتية، تستعرض أهم الملامح التي تميز بادن فورتمبيرغ، وتلقي الضوء على ارتباطها بجذورها التاريخية وثقافتها في الوقت الذي تواصل فيه إسهاماتها كأحد أهم المراكز الاقتصادية في العالم، انطلاقاً من حرصها على الحفاظ على موقعها المتقدم في عالم الابتكار ضمن مجالات الثورة الصناعية الرابعة والطب والخدمات الذكية وغيرها، حيث تأتي هذه الولاية الألمانية في الترتيب الثاني عالمياً من حيث نسبة حجم الإنفاق على البحث العلمي والتطوير، مقارنة بدخل الفرد.
رافق سمو ولي عهد دبي خلال الجولة في «إكسبو» سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومدير عام دائرة دبي للاقتصاد والسياحة، هلال سعيد المري.