دعا الدكتور عبد الرحمن حمد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة أبناء الحركة في قطاع غزة إلى الالتفاف حول مبادئ وأهداف وأخلاقيات حركة فتح، وقال في رسالة مفتوحة لأبناء حركة فتح :” اثق بكل الفتحاويين .. وأناشد الجميع أن يضمد جراحه .. ويلتف حول هيئاته القيادية .. وأن نجعل من أنظمة ولوائح الحركة هي الفيصل في التعامل مع كل الإشكاليات الزائلة بإذن الله بعزيمة وإخلاص أبناء الحركة الأوفياء”، وفيما يلي نص الرسالة..
تلقينا بكل الحب والاحترام الرسالة المفتوحة من أخينا العزيز المناضل/ توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والتي لامست مشاعرنا كما كل الفتحاويين القابعين في مخيمات غزة وقراها ومدنها .. غزة المحاصرة التي تقطعت بها كل سبل الحياة .. غزة المدمرة .. غزة المجروحة .. غزة التي مزقت أوصالها الانقسامات والصراعات .. إذ تستصرخكم جميعاً يا أبناء الفتح .. وتستنهض فيكم عزيمة الثوار .. وعزة الأسرى.. تستصرخكم بدماء الشهداء أن تهبوا جميعاً لنصرتها .. وأن يقف الجميع أمام مسؤولياته الوطنية والأخلاقية والتنظيمية.
أجل .. عندما تعايش حركة فتح حالة من التجاذبات .. والصراعات الداخلية .. وتصفية الحسابات على قاعدة الانتصار للذات حتماً سنبلغ بها مهاوي الردى والخسران المبين .. وهذا ما يضعنا جميعاً أمام مسؤوليات حقه .. لن استثني أحداً منها بدءاً من الخلية القيادية الأولى إلى القاعدة التنظيمية العريضة .. لأن أبناء التنظيم الحريصين حقاً على الانتصار لفلسطين .. وعدم انحراف بوصلة العمل الوطني للحركة .. لقادرون على مساءلة الذات أمام عظم المسؤوليات .. لقادرون على مراجعة وتقييم الأحداث ومسبباتها .. والوقوف عند سبل معالجتها .. فالمسؤولية الحقة ليست في إدارة العملية التنظيمية اليومية .. بل في استقراء وقائع المستقبل وتوظيف الطاقات الكامنة في الاتجاه الصحيح لدرء المخاطر ومواصلة السير قدماً لتحقيق الأهداف المرجوة .. فهذه الفتح التي عايشت كل الأزمات لقادرة على النهوض مجدداً بعزيمة أبنائها .. وبوحدة صفها .. وبرؤية استراتيجية تؤمن بأن قوة حركة فتح وصلابتها وتماسكها سيحافظ على المشروع الوطني الفلسطيني في الحرية والاستقلال .. وللتاريخ نقول إن سقطت فتح اليوم ستسقط معها الحركة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني برمته.
إن ما تشهده الساحة التنظيمية من إشكاليات في المحافظات الجنوبية .. إنما هو موجات ارتدادية لهزات تنظيمية شهدتها الحركة .. إلا أن هذه الارتدادات تنامت وتعاظمت حتى أصبحت أشبه بالعاصفة التي ستأتي على الأخضر واليابس .. في ظل اللامبالاة من الجهات المسؤولة حيث لم تُسند المسؤولية الكاملة للجنة القيادية العاملة على ساحات المحافظات الجنوبية .. تلك اللجنة التي مُنحت الثقة من اللجنة المركزية لتكون الاطار القيادي والعنوان والمرجع التنظيمي الرسمي لحركة فتح في المحافظات الجنوبية .. لتتحمل المسؤولية الكاملة عن الحالة التنظيمية في القطاع .. ولتكن جاهزة أمام المساءلة التنظيمية إذا ما قصرت في أداء واجباتها .. أو تخاذلت يوماً أمام واجباتها الوطنية والتنظيمية .. فلماذا لم تمنح المساحة الكافية من المسؤولية التنظيمية والسياسية والمالية من قبل اللجنة المركزية التي تمكنها من لملمة الجراح .. وتشخيص الأحداث ومعالجتها .. لقد اكتفى البعض في استقصاء الأحداث عبر الأفراد أو المجموعات التي تدين لها بالولاء ممن لا يتمتعون بأي صفة تنظيمية رسمية تؤهلهم لتحمل المسؤولية دون الغوص في غمارها .. فلا يكون العمل التنظيمي سليماً إلا عبر قنواته الشرعية ..
ومنح الثقة المطلقة للهيئات القيادية العاملة .. لأنه مع اشتداد الأزمات ينصرف المارقون والمتطفلون في حال سبيلهم وتبقى الهيئات الرسمية أمام المساءلة الوطنية والتنظيمية والأخلاقية.
أحبتي أبناء الفتح العظيمة:ـ
لقد استخدم أخونا الفاضل توفيق الطيراوي الكثير من الكلمات العاطفية .. والتعبيرات الوطنية التي ألهبت مشاعر كل مخلص غيور على هذه الحركة الرائدة مشكوراً .. لكننا اليوم أمام إشكاليات توجب علينا أن نرفع صوتنا عالياً.. إننا اليوم أحوج ما أن تكون كلماتنا مباشرة وواضحة وصريحة .. أن نحاول إدراك الحقيقة الغائبة .. في ظل تجاهلنا لمبرر الوجود التنظيمي لحركة فتح .. وتنكَّر البعض منا لاستحقاقات التضحية والفداء ومتطلبات الاهتمام لما يجري في المحافظات الجنوبية.. لينأي بنفسه نحو إنجازات خاصة وشخصية بائدة .. فما التقت يوماً المصالح الخاصة مع فلسفة الانتماء للحركة الوطنية الاصيلة .. فلماذا غابت الحركة عن رعاية أبنائها في المحافظات الجنوبية في ظل الانقسام البغيض .. وتجاهلت أسر الشهداء الفتحاويين ممن سقطوا إبان الانقسام والعدوان الصهيوني .. وتخلت عن مسؤولياتها التنظيمية تجاه من دمرت بيوتهم .. ونأت بنفسها عن مؤازرة أبناء الفتح من الجرحى وممن تعرضوا للتعذيب والمضايقات .. كل ذلك لم يلقَ اهتماماً مسؤولاً يرتقي ويليق بقيمة ومكانة حركة فتح وأبنائها.
فهل لنا جميعاً أن تستوقفنا أخلاقياتنا مجدداً .. هل لنا أن نتحلى بجرأة الثائر .. وعنفوان المناضل .. هل لنا أن نكون أهلاً للمسؤولية التنظيمية والوطنية الحقة .. إنني على ثقة مطلقة في قيادة الحركة وأبنائها.. فتعالوا جميعاً أن نعود إلى جادة الصواب ونعاود الالتفاف حول مبادئ وأهداف وأخلاقيات حركة فتح .. ونجدد العهد والقسم أن نبقى الأوفياء لدماء الشهداء وعذابات الجرحى .. وأنَّات الأسرى الذين يقتلون في اليوم ألف مرة حسرةً على ما آلت إليه حركتنا الابية.
اثق بكل الفتحاويين .. وأناشد الجميع أن يضمد جراحه .. ويلتف حول هيئاته القيادية .. وأن نجعل من أنظمة ولوائح الحركة هي الفيصل في التعامل مع كل الاشكاليات الزائلة بإذن الله بعزيمة وإخلاص أبناء الحركة الاوفياء.
لجميع أبناء الحركة قيادة وقاعدة مني كل الحب والاحترام.
أخوكم/ د. عبد الرحمن حمد
عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة