في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة توترا على حدوده، شهدت قيادة المنطقة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي مراسم تسليم فرقة غزة لجنرال جديد هو إليعازر توليدانو، خلفا للقائد الحالي يهودا فوكس، وسط إصدار تصريحات جديدة.
يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، نقل عن فوكس أننا “دفعنا ثمنا باهظا لحفظ أمن إسرائيل، لأن غزة فيها عدو يحفر تحت الأرض، ولا بد أن يأتي يوم يتواجه فيه مع جنود الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف أنه “رغم أن القتال التحت أرضي هو التحدي الأكبر الذي واجهني خلال مسيرتي في الجيش الإسرائيلي، لكن العائق المادي سيعمل على إحداث تغيير جوهري في الواقع الأمني الجنوبي، رغم أن حماس هي من تحدد مستوى العنف الحاصل في الجنوب”.
قائد المنطقة الجنوبية هآرتس هاليفي قال إن “أبواب غزة ثقيلة، ونحن نعيش مرحلة معقدة فيها، حيث يوجد عدو مردوع يبحث في كل طريق فوق الأرض وتحتها للإضرار بإسرائيل، نريد مزيدا من ضبط النفس، ولا نريد لهذه المنطقة من غلاف غزة أن تحيا تحت صفارات الإنذار، أو يلفها سواد الدخان والإطارات المشتعلة”.
فيما قال الجنرال يعكوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق، إن “الجيش والحكومة ينبغي أن ينتبها لما يحصل في الجبهة الشمالية، هناك ما يجب أن يلفت أنظارنا؛ لأن ما يحصل في الجنوب مع غزة أقل أهمية”.
وأضاف في حوار مع موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أن “سياسة الكابينت المصغر تجاه قطاع غزة منطقية، لأن الخلافات الحاصلة بين وزرائه تدور حول قضايا تكتيكية، وليس على المبدأ العام الذي يوجه سياسة الحكومة تجاه غزة”.
ورفض عميدرور، الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” اتهام الحكومة بأنها تدير سياسة عاجزة تجاه حماس في غزة، قائلا: “كيف يمكن تفسير مقتل أكثر من مئتي فلسطيني وإصابة الآلاف خلال الأشهر الماضية على أنها سياسة عاجزة، رغم أني أرى أن السلوك الإسرائيلي تجاه القطاع ينبغي أن يهدف لجلب الهدوء دون الاستدراج لحرب هناك، أعلم أن الوضع في غزة معقد وصعب، وبمكن إعطاء تصريحات عالية الوتيرة، لكن في النهاية يجب التعامل مع القضية بشكل عملي وهنا يزداد الأمر تعقيدا”.
وأكد أن “أبو مازن يهدف من سياسته تجاه غزة لإحداث مواجهة بين حماس وإسرائيل، وفي هذه الحالة يجب علينا التوقف عما يخدم أبو مازن أو إيران، والانتباه لما يخدمنا نحن، فليس أبو مازن وحده من يريد حربا في غزة، الإيرانيون أيضا يريدونها”.
عيدو زيلكوفيتش رئيس دراسات الشرق الأوسط بالكلية الجامعية عيمك يزرعئيل، قال إن “بديل حماس يأتي بعد ضربة عسكرية فقط، لأن التصعيد الحاصل في القطاع دليل إضافي على وجود الأزمة فيه، وحماس تريد إثبات مصداقيتها أمام الفلسطينيين، ما يعني أن إسرائيل قد تضطر لتوجيه ضربة قوية إن أرادت استبدال قيادة حماس التي ترى أنها تدير أزمتها مع إسرائيل بنجاح، رغم الإخفاقات التي تعانيها في إدارة شؤون غزة”.
وأضاف في مقال مطول على موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين ، أن “حماس في ذروة أزمتها في غزة لم تتنازل بعد عن حلمها العقائدي بإقامة دولة إسلامية على كامل أراضي فلسطين، والقضاء على إسرائيل من خلال الجهاد كوسيلة أساسية، وفي اللحظة التي تتوقف فيها حماس عن القتال، فإنها تتنازل عن أهم مبادئها”.
أما عن إسرائيل، فأكد أن “أحد أسباب أزمتها تجاه غزة في السنوات الأخيرة أنها لا تملك إستراتيجية تحدد ماذا تريد، وإن عرفت، فإنها تكتفي بالأمر الواقع الذي لا يخدمها على المدى البعيد، لأنه لم يعد يحتمل، إسرائيل حتى الآن لم تحدد نظرتها الواضحة تجاه حماس، وكيف تتعامل معها، مع أن الحركة عدو واضح، وأثبت الجيش الإسرائيلي في حروبه الأخيرة ضد الحركة قدرته على ضرب جناحها العسكري”.
وأوضح أن “إسرائيل بإمكانها وضع حد لسلطة حماس في غزة، مما يجعل الأخيرة تتبع معنا سياسة شفا الهاوية التي لن تؤدي بالضرورة لاندلاع حرب ضدها، لكننا مطالبون بإرسال رسالة لها من خلال إسقاط بناية من عدة طوابق في قلب غزة”.
وختم بالقول إن “أحد مخاوف إسرائيل في عدم الذهاب لحرب واسعة ضد غزة تؤدي لإسقاط حماس أن ينتقل التوتر الأمني للضفة الغربية، مع أنه بإمكانها أن تتعامل مع غزة والضفة بسياستين مختلفتين، باعتبارهما كيانين منفصلين، رغم أن ضربة قوية لغزة كفيلة بتصعيد قوى أخرى معارضة لحماس في غزة”.