خلال الأيام الماضية، عاد تنظيم داعش في أفغانستان إلى الأضواء، وكانت البداية مع تحذيرات من شنه هجمات إرهابية في العاصمة كابول، وسرعان ما وقعت تلك الهجمات مخلفة حصيلة ثقيلة.
وتبنى داعش في أفغانستان، الذي يعرف باسم “ولاية خراسان”، التفجيرين الداميين اللذين وقعا خارج مطار كابل، مما أسفر عن مقتل 90 شخصا، من بينهم 14 جنديا أميركيا.
وقبل يومين من الهجوم، حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن كل يوم إضافي في أفغانستان هو يوم يخطط فيها “داعش خراسان” لشن هجوم إرهابي على المطار لضرب القوات الأميركية والقوات الحليفة والمدنيين الأبرياء وهذا بالفعل ما حدث.
ويعرف تنظيم “ولاية خراسان” بأنه العدو اللدود لحركة طالبان، حيث خاض الطرفان معارك عنيفة في الماضي.
بداية التنظيم
وتأسس هذا التنظيم في أفغانستان عام 2015، ويحمل اسما قديما لآسيا الوسطى التي تضم أفغانستان، وفق صحيفة (نيويورك بوست) الأميركية.
وارتكب التنظيم الدموي فظائع يندى لها الجبين في أفغانستان، مثل ذبـ ـح 16 شخصا بينهم رضيعان حديثا الولاة في مستشفى تديره جمعية أطباء بلا حدود في كابل عام 2020، إضافة إلى هجوم مسلح على جامعة كابول في العام نفسه مما أدى إلى مقتل 22 طالبا.
وكذلك استهدف مدرسة للبنات في العاصمة الأفغانية بعدة سيارات مفخخة ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 قتيلا.
قادة التنظيم
وجاء انطلاق الفرع الجديد من داعش، بعدما اختار زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الباكستاني حافظ سعيد خان، المقاتل السابق في حركة طالبان باكستان “أميرا” لـ”داعش خراسان”.
وكان خان قد بايع البغدادي زعيما في عام 2014، جالبا معه عددا من قادة طالبان باكستان.
وتولى القيادي السابق في حركة طالبان الأفغانية، عبد الرؤوف كاظم، منصب نائب خان.
ويضم تنظيم “ولاية خراسان” خليطا من المسلحين المتنمين في السابق إلى فصائل مسلحة مثل طالبان باكستان و”جماعات عسكر الإسلام”، و”شبكة حقاني” في أفغانستان، و”جماعة الدعوة”، والحركة المتشددة في أوزباكستان.
ووصل عدد مسلحي التنظيم الدموي إلى نحو 3- 4 آلاف في عام 2016، إبان توسع التنظيم الأم “داعش” في سوريا والعراق.
لكن التنظيم مني بنكسات عسكرية متتالية في ولاية غوزغان، شمالي أفغانستان، عام 2018 بحسب تقرير للأمم المتحدة.
ويقول مركز الدراسات الاستراتيجية إن قدرة داعش في أفغانستان تراجعت كثيرا، إلى حد أن عدد مسلحيه أصبحوا ما بين 1500و2000 فقط في 2018.
وعلى الرغم من تعرض “داعش خراسان” لضربات قوية وخسارة الكثير من مصادر التمويل في 2020، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقوة عسكرية في مناطق صغيرة، بولايتي كونار وننغرهار شرقي كابل.
ويعمل التنظيم حاليا على طريقة اللامركزية والخلايا الصغيرة، مثل تلك التي نفذت الهجوم في مطار كابل، وتشكل طريقة التنظيم الحالية خطرا على أفغانستان والمنطقة ككل، وفق تقرير مركز الدراسات الأميركي.
وقتل زعيم “ولاية خراسان” الأول حافظ خان ومعه 30 مسلحا من التنظيم في غارة أميركية بطائرة دون طيار عام 2015.
وحلّ مكانه شخص يدعى “عبد الحسيب”، قتل هو الآخر في هجوم للقوات الخاصة الأفغانية في عام 2017 بولاية ننغهار شرقي أفغانستان.
ويعتقد أنه العقل المدبر للهجوم الذي استهدف المستشفى العسكري في العاصمة كابل في العام نفسه، مما أسفر حينها عن مقتل نحو 50 شخصا.
ولم يبق خليفته، المدعو “أبو سيد” سوى شهرين في موقعه قبل أن يقتل مع مسلحين آخرين في التنظيم، جراء غارة أميركية في ولاية كونار.
ويعتقد أن زعيم “داعش خراسان” منذ يونيو 2020 شخص يطلق على نفسه “الشاب المهاجر”، كما يحمل اسما آخر هو “سناء الله”.
وتولى هذا الشخص القيادة، بعد اعتقاله الزعيم السابق “أسلم فاروقي” على أيدي القوات الخاصة الأفغانية.
ويعتقد أن “الشاب المهاجر” كان قياديا متوسطا في “شبكة حقاني”، وربما لا يزال على تواصل مع هذه الحركة الإرهابية.
ما العلاقة بين داعش وطالبان؟
لطالما اعتبر “داعش خراسان” حركة طالبان غير متمسكة بـ”تعاليم الإسلام”، وتناقلت وسائل إعلام محلية، الخميس، بيانا لم يتنس التأكد منه يتهم فيه “داعش خراسان” حركة طالبان بأنها “شريكة الجيش الأميركي” وتساعده على “إجلاء جواسيسه” من أفغانستان.
وفي الماضي القريب، تبادلت طالبان و”داعش خراسان” شن الهجمات المميتة ضد بعضهما البعض.
وتعتبر حركة طالبان تنظيم داعش في أفغانستان تهديدا لها.