استعرض القيادي الفلسطيني النائب محمد دحلان، رؤيته لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والآليات الواجب اتباعها لإنجاح خيار حل الدولتين في ظل السياسة الإسرائيلية المستمرة على مدار عشرون عاماً، من الاستيطان والتهويد وسياسة الفصل العنصري والتي جعلت من الصعب تطبيق خيار حل الدولتين على أرض الواقع كخيار استراتيجي لإنهاء الصراع.
جاء ذلك خلال استقبال دحلان لوفد أمريكي ضم رئيس مشروع فيلوس “The Philos Project”، روبرت نيكلسون، بالإضافة إلى فريق مكون من 20 مُشاركاً في المشروع، ويضم عاملين في الحكومات الفدرالية الأمريكية، ومتخصصين بالأمن القومي، وطلاب دراسات عليا، ومُراسلون، ومدافعين عن حقوق الإنسان.
وقال دحلان: “إن تنفيذ أيّ اتفاق يجب أن تتوافر فيه موافقة على الشروط الفلسطينية والإسرائيلية والأمريكية”، مُوضحاً أن غياب تلك الموافقات أو بعضها، قد يتسبب بعرقلة تنفيذ أيّ اتفاق وخاصة خيار حل الدولتين الذي يجب عدم التفاؤل به كثيراً في ظل العراقيل الكثيرة التي تقف عائقاً أمام تنفيذه على أرض الواقع.
وأضاف: “إنه يجب أن تتوفر قيادة إسرائيلية تؤمن بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، إلى جانب وجود نظام سياسي فلسطيني وقيادة منتخبة ديمقراطياً ومؤسسات دستورية قادرة على اتخاذ القرار، وليس قيادة فردية ووضع فلسطيني مفكك لا يوجد لديه القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في قضايا جوهرية”.
وبيّن دحلان، أن وجود إدارة أمريكية قوية تكون قادرة على وضع خيار حل الدولتين موضع التنفيذ، سيُساهم في إنجاح عملية السلام والاستمرار في خيار حل الدولتين كخيار استراتيجي.
• محمد دحلان ووفد من “تياره” في ضيافة روسيا لأول مرة.. ما السبب؟
وأكّد خلال لقائه بالوفد السياسي الأمريكي على أن استمرار إسرائيل في سلوكها بتدمير حل الدولتين من خلال خطواتها الممنهجة على الأرض وغياب الضغط الأمريكي، يُصبح الحل الأمثل هو السير نحو خيار “الدولة الواحدة” الذي يضع ديمقراطية إسرائيل تحت الاختبار، في إقامة دولة واحدة لجميع مواطنيها متساوين في الحقوق والواجبات.
وفي ختام حديثه حذّر دحلان، من تحول الصراع السياسي إلى ديني نتيجة استمرار سياسة التهويد والاقتحامات للمسجد الأقصى، مُشيراً إلى أن ذلك سيشكل قنبلة موقوتة تُهدد الجميع، وستُلقي بتداعياتها وآثارها السلبية على الشرق الأوسط والعالم.
الجدير ذكره أن النائب دحلان كان قد طرح في الآونة الأخيرة أمام مؤتمر سياسي، حل الدولة الواحدة كخيار أمثل لوضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.