الوطن اليوم : قال مدير مستشفى “الشهيد أبو يوسف النجار” بمدينة رفح جنوب قطاع غزة عاطف الحوت، إن الوقود المتوفر في خزانات المستشفى يكفي لتشغيل المولدات الكهربائية لمدة 10 أيام قادمة كحدٍ أقصى، داعيًا كافة الجهات المعنية للتدخل لتفادي كارثة إنسانية وشيكة حال توقف المستشفى عن العمل.
وأوضح الحوت في مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء داخل قسم الاستقبال والطوارئ، أن المستشفى هو الوحيد في مدينة رفح، ويقدّم خدمات الجراحة العامة، والعظام، والباطنة، والأطفال، والأنف والأذن والحنجرة، والغسيل الكلوي لنحو 240 ألف نسمة.
وحذّر من خطر توقف عمل المستشفى بالكامل جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء “ما يعني الحكم بالإعدام والموت البطيء على سكان رفح، وحرمان أكثر من 300 مراجع يوميًا يترددون على قسم الاستقبال والطوارئ، ونحو 100 مريض على قسم العيادات الخارجية من تلقي العلاج”.
وذكر مدير المستشفى أنه تمّ وقف العمل فعليًا في قسم العمليات، إضافة لإرجاء نحو 200 عملية مجدولة وطارئة شهريًا، وحرمان نحو 80 مريض فشل كلوي من “الديلزة الدموية”؛ “مما سيؤدي حتمًا لوفاتهم”، كما ستتوقف كافة الخدمات كالمختبرات والأشعة.
ولفت إلى أن أزمة الوقود التي تعصف بوزارة الصحة تأتي في ظل أزمة كهرباء متفاقمة منذ أشهر في القطاع، إذ لا يصل التيار الكهربائي سوى 4 ساعات يوميًا مقابل 16 قطع، وهو ما ضاعف من استهلاك الوقود لاعتماد المستشفى على المولدات الكهربائية.
وبيّن الحوت أن المستشفى يستهلك نحو 600 لتر سولار يوميًا لتشغيل المولدات، وأن المتوفر في خزانات المستشفى حوالي 6 آلاف لتر فقط، أي ما يكفي لتشغيل المولدات خلال الأيام العشرة المقبلة على أقصى تقدير “قبل انهيار عمل المستشفى بالكامل”.
وأشار أن الطواقم الهندسية والفنية في المستشفى تبذل جهودًا استثنائية وتفعّل إجراءات تقشفية قاسية لإطالة أمد الكمية المتبقية من الوقود؛ مُستدركًا “لكن تلك الإجراءات تؤخّر الانهيار ولا ولن تنهيه أو تحول دون وقوعه”.
وناشد مدير المستشفى الجهات الدولية والمؤسسات المانحة العاملة في اقطاع العمل على توفير احتياجات القطاع الصحي خاصة السولار؛ داعيًا العالم الحر للضغط على الكيان الإسرائيلي لرفع الحصار عن غزة، وعدم إبقاء 2 مليون نسمة في سجن كبير.
وتحذّر وزارة الصحة منذ أيام من انهيار عمل مستشفياتها في القطاع بفعل نفاد مخزون الوقود في المستشفيات والمراكز الصحية.
وتفرض “إسرائيل” حصارًا خانقًا على القطاع منذ أكثر من 12 عامًا، طال كافة مناحي الحياة وأثّر على حياة المرضى وأدّى لوفاة عدد منهم، بسبب حرمانهم من السفر لتلقي العلاج في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية المهمّة كأدوية السرطان، والمحاليل الطبية، والمضادات الحيوية.