طورت حركة حماس طائرة مسيرة (درون) تحمل صاروخا ذا رأس قتالي مضاد للدبابات. وفي الجولة القتالية الأخيرة، مطلع الشهر الجاري، حاولت تدمير مركبة عسكرية إسرائيلية بواسطة هذا الصاروخ الذي يحمل رأسا قتاليا يفترض أن يتغلب على المصفحات الإسرائيلية.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، مساء الجمعة، وأشار إلى أن الاستخدام العملاني لطائرة مسيرة مسلحة بصاروخ لم يكن معروفا من قبل.
وكتب محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، أن محاولة استهداف مركبة عسكرية قد فشلت، ولكن من الجائز الافتراض أن حركة حماس سوف تستخلص العبر وتستمر في تطوير هذا السلاح. وأن تقارير سابقة كانت قد أشارت إلى أنه تجري عمليات تطوير في قطاع غزة بضمنها إلقاء قنابل من طائرات مسيرة، ولكن التطوير الجديد يشير إلى تقدم في تطوير صناعة الأسلحة لحركة حماس.
وبحسبه، فإن الطائرة المسيرة المسلحة هي نسخة من طائرات مسيرة مسلحة بصواريخ تستخدم من قبل جيوش، ومن قبل تنظيمات مثل حزب الله وتنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف التقرير أن الطائرة المسيرة المسلحة بصاروخ كانت تهدف، من بين جملة أهدافها، إلى ضرب منظومة “القبة الحديدية”، واختراق المركبات المصفحة من الجزء العلوي الذي يعتبر محميا بدرجة أقل، بواسطة رأس متفجر مزدوج، بحيث أن العبوة الأولى تقوم بتفعيل درع رد الفعل، الذي يفترض أن يمنع اختراق الرأس القتالي بواسطة تفجير، وعندها يتم تفعيل العبوة الثانية التي تخترق المصفحة. وهذا النوع من الصواريخ يتم تركيبه في قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات، وهي من إنتاج الاتحاد السوفييتي سابقا، والتي يطلق عليها “آر بي جي 29”.
وأشار التقرير إلى أنه في الجولة القتالية الأخيرة، التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي “حديقة مغلقة”، فعّلت حركة حماس طائرات مسيرة لجمع المعلومات الاستبخارية عن تحركات قوات الجيش الإسرائيلي، وكما يبدو لتوجيه نيران القاذفات الراجمة (الهاون) أيضا باتجاه أهداف داخل إسرائيل.
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنه يتابع منذ نحو عام التجارب التي تجريها حركة حماس على الطائرات المسيرة، كما أن هذه الطائرات ألقت عبوات ناسفة في المستوطنات المحيطة قطاع غزة، وفي إحداها ألقيت عبوة ناسفة متصلة بمظلة هبطت داخل أحد الكيبوتسات في غلاف غزة.
وكتب المحلل العسكري أن هذه الطائرات المسيرة تتحول إلى أحد الأسلحة التي تعدها حركة حماس لما بعد إقامة الحاجز على طول حدود قطاع غزة، تحت وفوق الأرض، والذي يفترض أن يضع حدا لظاهرة الأنفاق الهجومية.
وأضاف أن استخدام مئات الطائرات المسيرة، التي تقوم بإلقاء مواد متفجرة أو تستخدم كطائرات انتحارية، ستتحول إلى السلاح “الإشكالي”، بالنسبة للجيش الإسرائيلي، في كل جولة قتالية قادمة مع قطاع غزة. ولذلك يبذل سلاح الجو الإسرائيلي، منذ شهور، جهودا تكنولوجية وعملانية لمواجهة هذه الظاهرة الجديدة الآخذة بالاتساع. ولفت في هذا السياق إلى أنه تم، قبل عدة أسابيع، نشر صورة لأحد حراس رئيس الحكومة وهو يحمل بندقية وصفت بأنها وسيلة لتعطيل عمل الطائرات المسيرة، وهي منظومة صينية تم تطويرها لتشويش الاتصال بين الطائرة المسيرة مع مفعليها على الأرض، بما يؤدي إلى إسقاطها.
إلى ذلك، جاء في التقرير أن حركة حماس تعمل منذ أكثر من 4 سنوات على تطوير طائرات مسيرة، وملاءمة الطائرة المسيرة المدنية لأهداف عسكرية.
يذكر في هذا السياق أنه في 15 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2015 تم اغتيال المهندس محمد الزواري في تونس، والذي ينسب له تطوير الطائرات المسيرة لدى حركة حماس. وفي نيسان/ إبريل عام 2018 تم اغتيال المهندس فادي البطش في ماليزيا، والذي عمل بدوره على تطوير الاتصال المشفر بين المفعّل وبين الطائرات المسيرة.
كما تجدر الإشارة إلى أن منسق عمليات حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 كان قد نشر، الأربعاء الماضي، أنه تم ضبط 172 رزمة بريدية داخل 250 كيسا نقلت من إسرائيل إلى قطاع غزة، عن طريق معبر بيت حانون (إيريز)، وكانت تحتوي على عتاد عسكري تحت غطاء مدني، وبضمنها طائرات مسيرة تم شراؤها عن طريق مواقع التجارة الإلكترونية مثل “علي بابا”.