بعد شكاوى أوكرانية من تأخر تسليم الأسلحة التي طالبت الغرب بها، تعهدت دول أوروبية وغربية بإرسال “المزيد”، فيما كان لألمانيا موقف آخر.
الموقف الألماني والذي وصف بـ”الصامت” و”المتردد” حول التعهد بتقديم أسلحة متطورة والبطء المتصور في التسليم الفعلي لأوكرانيا أثار تساؤلات حول صدق دعم شولتز لكييف.
إلا أن المستشار الألماني أولاف شولتز قطع ذلك الصمت، مؤكدا أن عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا “ستصل في الوقت المحدد” لإحداث فرق حقيقي في منقطة دونباس، شرقي أوكرانيا والتي تحقق القوات الروسية فيها تقدما، لكن ببطء.
التدريب أولا
وعلى الرغم من أن المستشار الألماني قال، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إنه يجب تغيير بروتوكولات الصناعة العسكرية لإعطاء الأولوية لأوكرانيا على العملاء الآخرين، إلا أنه أكد أن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى يتلقى الجنود الأوكرانيون تدريبا على استخدام الأسلحة المعنية، والتي تشمل مدافع هاوتزر ذاتية الدفع ودبابات مضادة للطائرات.
وقال شولتز، إنه: “بدون التدريب فلا يمكنك استخدام هذه الأسلحة”، مضيفا: “من الواضح تماما ما الذي نصبو إليه: وهو أن تكون هناك أوكرانيا ديمقراطية وذات سيادة ومستقلة قادرة على الحفاظ على سلامتها”.
• موسكو: تزويد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة يعيق التوصل إلى تسوية
وقد طغت أول حرب برية تشهدها أراض أوروبية منذ عقود، على جانب كبير من فترة ولاية شولتز القصيرة حتى الآن، في تحد غير مسبوق لرئيس بلدية هامبورج السابق الذي واجه انتقادات لاستجابته البطيئة لنداءات كييف العاجلة للحصول على أسلحة ثقيلة.
ويرى منتقدون لسياسة المستشار الألماني أن الأخير يحاول تحقيق توازن صعب بين دعم المجهود الحربي الأوكراني والحفاظ على علاقة سلسة للغاية مع روسيا، من خلال إبقاء قنوات الاتصال الألمانية مع الرئيس فلاديمير بوتين مفتوحة على سبيل المثال.
وإلى ذلك، قال شولتز: “من الضروري للغاية التحدث إلى بوتين وسأستمر في القيام بذلك”، مضيفا أن القادة الأوروبيين ممن هم مثله ومثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لديهم التزام بأن يبلغوا بوتين بأن إعادة رسم حدود أوكرانيا بالقوة أمر غير مقبول.
رسالة لبوتين
ووجه شولتز رسالة إلى بوتين قائلا: “إذا كنت تعتقد حقا أنك ستسلب بعض الأراضي، ثم تأمل أن تتغير الأمور بمرور الوقت، وتصبح طبيعية مرة أخرى، فهذا خطأ. عليك أن تسحب قواتك وعليك أن تجد اتفاقا مع أوكرانيا مقبولا ومناسبا لشعب أوكرانيا”.
حرب طويلة أو مفاوضات.. سيناريوهان أمام أزمة أوكرانيا
وبعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على بدء الحرب، تحقق القوات الروسية ببطء ولكن بثبات، مكاسب في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
ولا يزال القتال ضاريا في سيفيرودونيتسك، المركز الحالي للصراع، كما أن الجيش الأوكراني أدنى كثيرا من الجيش الروسي في العتاد والأفراد، وفقا لكييف.
انتقادات لشولتز
وكتبت مجلة “دير شبيجل” الإخبارية المؤثرة في أبريل/نيسان الماضي: “المستشار الألماني لم يكن أبدا الأول، بل كان الأخير حتى في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بالاستجابة في هذه الحرب، ولا تزال الأسباب الكامنة وراء أفعاله أو عدم توفرها تمثل لغزا”.
وأضافت: “إنه ببساطة يلتزم الصمت بشأن العديد من التفاصيل، كما لو أن التزام الصمت هو سياسة جيدة في حد ذاتها”.
إلا أن شولتز، قال إن أوروبا: “تصرفت بشكل موحد بعد العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا وسنواصل القيام بذلك، لذلك فإنني متأكد من أننا سنجد طريقة لاتخاذ قرار مشترك.. إنني متفائل للغاية بأننا سنكون قادرين على النجاح في ذلك”.
وعد “أجوف”
وأشار المستشار الألماني أيضا إلى أن وضع المرشح لعضوية التكتل بالنسبة لأوكرانيا سيظل وعدا أجوف ما لم تتمكن دول البلقان التي تعمل منذ أكثر من عقد من الزمن من أجل تحقيق معايير العضوية، من اتخاذ خطوات ملموسة إلى الأمام في هذه العملية.
وقال شولتز: “عدد كبير منها فعل الكثير لجعل هذا ممكنا، لذلك نحن بحاجة إلى تقدم ملموس بالنسبة لهم أيضا”، مضيفا أنه سيطرح هذا الأمر مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في قمة الأسبوع المقبل.
وقد توفر رئاسة ألمانيا لمجموعة السبع أيضا منتدى لشولتس لتبني دور قيادي بين الحلفاء الغربيين، فيما قال شولتز إن القمة المقرر عقدها في فندق قصر إلماو الفاخر في بافاريا في وقت لاحق من هذا الشهر ستتناول “مسألة التعافي” في أوكرانيا بعد الحرب حتى لو كان لا يزال بعيدا للغاية وضع نهاية للقتال.