الوطن اليوم – وكالات
ذكرت صحيفة (ذا هيل) الأميركية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أبلغ رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أنه مستعد الآن للتفاوض مع إيران؛ بعد القصف الإيراني الذي استهدف قاعدتين أميركيتين في العراق ردًا على اغتيال قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب أكد للسيناتور الجمهوري جيمس إينهوف، أنه “لا يخطط لمزيد من الضربات العسكرية ضد إيران”.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور الجمهوري أن ترامب أكد لكبار حلفائه في الحزب أنه “مستعد الآن للتفاوض مع إيران على اتفاق (نووي) جديد، دون وجود رغبة منه في شن عمليات عسكرية جديدة ضد طهران”.
وقال إينهوف: “لقد أتيحت لي الفرصة للتحدث مع الرئيس الليلة الماضية في الساعة التاسعة. لديه مشاعر جيدة للغاية حول هذا الموضوع، أنه لا يوجد ضحايا وسط الجيش الأميركي من جراء الهجوم الإيراني في ذلك الوقت، والآن تم تأكيد ذلك، لم يُقتل أي أميركي”.
وتابع إينهوف “إنه (ترامب) يعتقد بقوة أن هذا يفتح الباب أمام المفاوضات”، وتابع أنه لن يتفاجأ إذا شرع ترامب في مفاوضات مع طهران.
من جهة أخرى، حذر الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي وبعض المتنافسين على خوض انتخابات الرئاسة من الحزب من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط،
وقالت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي في تغريدة على “تويتر”: “نراقب الوضع المحيط بالهجمات التي تعرضت لها قواعد الجيش الأميركي في العراق باهتمام”.
وتابعت: “يجب أن نضمن سلامة أفراد قواتنا المسلحة بما في ذلك إنهاء الاستفزازات التي لا داعي لها من جانب الإدارة والمطالبة بأن تكف إيران عن العنف. أميركا والعالم لا يستطيعان تحمل مغبة الحرب”.
يأتي ذلك فيما يعمل مسؤولون من إدارة ترامب على إطلاع الكونغرس، على عملية اغتيال سليماني، وأبعاد الرد الإيراني، وذلك عبر إفادات مغلقة يقدمها كل من وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، ومديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل.
من جهته، اتهم نائب الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الديمقراطي الأوفر حظًا لنيل ترشيح الحزب للرئاسة، جو بايدن، الرئيس دونالد ترامب، بجر الولايات المتحدة إلى أعتاب الحرب، مؤكدًا أنه “أسوأ من يتولى قيادة القوات المسلحة الأميركية على الإطلاق، وهو الأكثر تهورًا على الإطلاق”.
وقال بايدن: “قبل أن يعطي ترامب أوامره بقتل سليماني، لم يخبر الكونغرس، ولا حلفاء الولايات المتحدة حول العالم، فهو يجر البلاد إلى حرب مع إيران”. وتابع في تغريدة على “تويتر”: “ترامب هو أكثر رئيس لديه شعور باللامبالاة وعدم الكفاءة، لتولي منصب قيادة القوات المسلحة الأميركية”.
وقال: “كل يوم يقود فيه دفة الأمن القومي الأميركي يمثل يومًا خطيرًا للعالم”، وأضاف أنه “يجب أن نعمل على إخراجه من البيت الأبيض، ويجب على الجميع أن يساعدنا في جعله رئيس لفترة واحدة فقط”.
مشروع قرار في الكونغرس لإدانة تهديد ترامب مواقع إيران الثقافية
وعلى صلة، تقدم أعضاء ديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، بمشروع قرار يندد بتهديدات ترامب باستهداف المواقع الثقافية الإيرانية.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية، أن مجموعة من أعضاء المجلس الديمقراطيين، بينهم المرشحة المحتملة لرئاسيات عام 2020، السيناتور إليزابيث وارين، قدموا مشروع قرار لمجلس الشيوخ.
وأوضحت أن مشروع القرار “يدين تهديدات ترامب بمهاجمة المواقع الثقافية في إيران ويطالب الرئيس بالامتناع عن انتهاك قوانين النزاع المسلح”.
والثلاثاء، بدا أن ترامب يتراجع عن تهديده السابق باستهداف المواقع الثقافية الإيرانية، وهو عمل ينتهك القانون الدولي وينظر إليه على أنه جريمة حرب، وفقا لشبكة “سي إن إن”.
وللمرة الثانية، هدد ترامب، الإثنين، بقصف مواقع ثقافية إيرانية بعد أن أثارت تصريحات مماثلة له انتقادات واسعة.
وقال ترامب، في تصريحات نقلتها “أسوشييتد برس”، إن المواقع الثقافية “هدف عادل” للجيش الأميركي. والسبت، هدد ترامب لأول مرة باستهداف تلك المواقع، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”.
وقال ترامب حينها: “مسموح لهم بقتل أفرادنا وتعذيبهم واستخدام القنابل المزروعة على جانب الطريق لنسفهم، بينما لا يتم السماح لنا المساس بمواقعهم الثقافية… هذا أمر لا ينبغي”.
والأحد، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ردًا على تهديدات ترامب، إن الإقدام على ضرب مواقع ثقافية في إيران سيعد “جريمة حرب”.
واتهم ظريف، في تغريدات عبر “تويتر”، ترامب بـ “ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي عبر عملية الاغتيالات الجبانة” التي قامت بها الولايات المتحدة، في العراق، الجمعة الماضية، والتي أغتيل خلالها قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني وآخرين.
وقال ظريف إن “تهديدات ترامب بارتكاب انتهاكات جديدة (..) واستهداف مواقع ثقافية تعد جريمة حرب”. وقتل سليماني، ونائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، فجر الجمعة، إثر قصف جوي أميركي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد.
والأحد، هدد الرئيس ترامب، بقصف 52 “هدفًا هامًا” لإيران حال استهدفت طهران أي مواقع تابعة للولايات المتحدة، ردًا على تصريحات مسؤولين إيرانيين بـ”الانتقام” على خلفية مقتل سليماني.