قالت مصادر في حركة حماس وأخرى مصرية، لصحيفة “العربي الجديد”، إن الاجتماع الذي عقد في مقر جهاز المخابرات العامة المصرية، في القاهرة، واستمر نحو 5 ساعات، بين وفد حماس، ورئيس الجهاز اللواء عباس كامل، بحضور مسؤولي الملف الفلسطيني بالجهاز، لم يقتصر على بحث ملف صفقة الأسرى فقط.
وقال قيادي في حماس: على عكس ما ذهب إليه كافة المتابعين للمشهد الفلسطيني، والوساطة التي يقوم بها الأشقاء في مصر، فإن الاجتماع لم يقتصر على الوضع في قطاع غزة المحاصر”، كاشفاً أن “قيادات الحركة تمسكت بوحدة ملفات القضية الفلسطينية.
وقالت المصادر: طرحت قيادة حماس كافة الأسباب التي من شأنها التوصل لاتفاق تهدئة، وهي ذاتها التي قد تكون سببا في تفجير الأوضاع في أي لحظة إذا مسها الجانب الإسرائيلي.
وبحسب قيادي في حماس، فإنه كان هناك تشديد على أن أي اتفاق تهدئة مرهون بالوضع في القدس، وفي الضفة الغربية، وكذلك السجون الإسرائيلية، وليس بغزة فقط، وهو الأمر الذي كان بمثابة مفاجأة للجانب المصري الذي ألمح إلى صعوبة ربط كافة الملفات بملف التهدئة.
وقال المصدر: القيادة أكدت للجانب المصري أن فصائل غزة يحملون على عاتقهم أيضاً الدفاع عن فلسطينيي الداخل أمام أية انتهاكات إسرائيلية بحقهم، خاصة بعد الدور البطولي الذي قاموا به خلال الحرب الأخيرة على القطاع وترسيخهم لمبدأ وحدة المصير.
ورغم التكتم من جانب كافة الأطراف بشأن ما دار خلال الاجتماع بخصوص صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، فإن مصدرا مصريا قال، إنه ربما يصل خلال الـ48 ساعة القادمة وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة للاطلاع على ما تم التوصل له بشأن هذا الملف، كاشفا أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية يارون بلوم كان قد وصل القاهرة في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبل وصول وفد حماس بثلاثة أيام فقط. وأشار المصدر إلى أنه قدم لمصر تصورا إسرائيليا يمكن أن يكون بمثابة نواة للتحرك على ضوئه لإتمام اتفاق بشأن الأسرى.
وعلى صعيد الوضع في قطاع غزة، قال المصدر إن لقاء وفد حماس بالمسؤولين في مصر شهد إطلاع القاهرة لقيادة حماس على الشروط الإسرائيلية الخاصة بعدم ممانعتها، لإطلاق عملية إعادة الإعمار وإدخال احتياجات القطاع عبر معبر رفح حال تنفيذ تلك الشروط، لافتاً إلى أن جميع تلك الشروط تأتي في إطار تشديد الرقابة على كافة المواد التي تدخل للقطاع.
وكشف المصدر أن هناك عملية تطوير للمعبر سيتم الشروع فيها خلال الفترة القادمة ستتضمن تركيب أجهزة مسح ذات قدرة عالية للكشف على كافة الشحنات التي تدخل القطاع على غرار منظومة أوروبية سيتم تجهيزها في المعابر التي تشرف عليها إسرائيل. وحول ملف المصالحة الداخلية، قال المصدر : يمكن القول إنه لم يكن هناك حماسة كبيرة له في ظل ملاحظات كبيرة على أداء محمود عباس.
من جهتها، قالت حركة حماس، الثلاثاء، إن لقاء وفدها مع مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل كان في أجواء إيجابية وساد فيه التفاهم المتبادل، حيث بحث الجانبان العديد من القضايا على مستوى التطورات السياسية والميدانية، والعلاقات الثنائية، وسبل تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، وترتيب البيت الفلسطيني.
وذكرت حماس، في بيان لها، أن اللقاء تناول التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، وأكدت قيادة الحركة المواقف الواضحة والثابتة في إطار مشروع التحرر الوطني.
وبحسب بيان الحركة، فإن الطرفين بحثا تطورات الملفات الساخنة وسلوك الاحتلال فيها، وخاصة قضية القدس بشكل عام، والشيخ جراح وما يجري في المسجد الأقصى المبارك من ممارسات ومخططات الاحتلال بهذا الخصوص، وسبل التعامل لكبح سلوك الاحتلال وإجراءاته في القدس والأقصى. كما تناول اللقاء قضية الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام، والأسرى الإداريين بشكل خاص، والمعاناة التي يمرون بها.
وعبر وفد قيادة الحركة عن “قديرة للخطوات التي تقوم بها مصر تجاه قطاع غزة، سواء في موضوع معبر رفح البري، أو إجراءات تخفيف الحصار والمشاركة في الإعمار وإعادة بناء ما دمره الاحتلال، مع الدعوة إلى المزيد من هذه الخطوات، وخاصة المتعلقة بسفر المواطنين والحركة التجارية.
وناقش الجانبان سبل استعادة الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني، حيث أكد الوفد حرص الحركة وتمسكها باستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، معبرا عن تقديره للدور المصري والجهود الحثيثة التي تبذلها الشقيقة مصر في ذلك.
وأكد الوفد بأنه في ضوء التجربة على مدار الأعوام الماضية، فإن المدخل الصحيح لتحقيق الوحدة هو إعادة بناء منظمة التحرير، وتشكيل القيادة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني التي تشارك فيها جميع القوى، وتمثل شعبنا في الداخل والخارج.
وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين حماس ومصر، حيث أكد وفد قيادة الحركة حرصه على العلاقة الاستراتيجية مع الأشقاء في مصر انطلاقا من التقدير لمصر، والاعتراف بدورها المحوري في القضية الفلسطينية وملفات المنطقة كافة.
ووصل وفد قيادي من حماس للقاهرة الأحد الماضي، ضم كافة أعضاء المكتب السياسي العام للحركة الممثلين للأقاليم الثلاثة وهي غزة والضفة والخارج.
ويقود الوفد رئيس المكتب السياسي العام للحركة، إسماعيل هنية، ويضم كلا من خالد مشعل مسؤول إقليم الخارج، ونائبه موسى أبو مرزوق، كما يضم مسؤول إقليم الضفة صالح العاروري، ومسؤول غزة يحيى السنوار، ونائبه خليل الحية.