قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن “الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد ميداني من قطاع غزة، على ضوء خرق التهدئة، وإطلاق صواريخ مؤخرا صوب مستوطنات الغلاف.
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، أنه” في خلفية التوتر الأمني في القطاع، يعيش الفلسطينيون هذه الأيام معاناة صحية وضائقة اقتصادية تزداد سوءا يوما بعد يوم، فبالإضافة إلى نسبة البطالة التي وصلت 49 في المائة، هناك أكثر من 3000 مريض بكورونا في القطاع، توفي منهم 43 حتى الآن، وتراوح عدد الإصابات يوميا بين 250-300 فلسطينيا”.
وأشار إلى أن “حماس قلقة للغاية من زيادة الظواهر الاجتماعية الجديدة بفعل هذه المعاناة، وتبحث عن طرق لتخفيف الضائقة الاقتصادية، ومنعها من الخروج عن السيطرة، ولذلك فقد أطلقت الحركة منذ أيار/ مايو من هذا العام أربعة صواريخ، وتعمل على كبح جماح العناصر المسلحة الأخرى من توتير الوضع الأمني، خوفا من الثمن المتوقع للتصعيد”.
وأكد يشاي، وثيق الصلة بكبار قادة الجيش والمنظومة الأمنية والعسكرية، وغطى الحروب الإسرائيلية في لبنان وفلسطين، أن “حماس حالت دون اندلاع ثلاثة تصعيدات عسكرية، وتجري مفاوضات مع مصر وقطر حول هدنة طويلة الأمد، من شأنها أن تقدم إغاثة كبيرة للوضع الاقتصادي والإنساني لسكان القطاع، وتشمل بناء مستشفى كبير، ومد خط أنابيب غاز للقطاع”.
وأوضح أن “إسرائيل تستخدم علاقاتها مع قطر لتقديم منحة شهرية تبلغ 30 مليون دولار للقطاع، وهذا المبلغ مضمون فقط حتى نهاية العام الجاري، وتعمل إسرائيل على استمرار دفع هذه الآلية، لذلك لا مصلحة لحماس حاليا في تصعيد الصراع مع إسرائيل، خاصة في ضوء نتائج الانتخابات الأمريكية وعمليات التطبيع مع الدول العربية”.
وأضاف أن “الفلسطينيين يأملون تحسن العلاقات بإدارة الرئيس الأمريكي الفائز جو بايدن، بينما تخشى في الوقت نفسه العزلة بالعالم العربي بسبب التطبيع مع إسرائيل، وفي حين أن حماس، هي العامل السيادي والمسؤول عن غزة، ولديها الآن أسباب وجيهة لتجنب تصعيد العنف ضد إسرائيل، فإن الفصائل الأخرى غير مسؤولة عن الوضع الاقتصادي والصحي للفلسطينيين، ولا تحتل هذه الاعتبارات لديها في المقام الأول”.
وختم بالقول بأنه “من أجل أن تكون إسرائيل في الجانب الآمن، ولا تتفاجأ بنيران القوى الفلسطينية، فقد نشرت عددا من قاذفات القبة الحديدية في نقاط حرجة، والجيش الإسرائيلي مستعد لتوجيه ضربة قاسية للمنظمات المسلحة في قطاع غزة قريبا، دون أن نعرف حجم التصعيد القادم، ولا حتى عدد أيام المعركة، كما تعودنا في مواجهات سابقة في الماضي”.