قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة “مكور ريشون” يهودا فيغمان إن الجدار الأمني الذي ينوي وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بناءه على طول الحدود مع قطاع غزة، سيأتي على الإسرائيليين بما وصفها بـ”الكارثة”.
وبيّن أن هذا الجدار سوف يتحول إلى هدف مفضّل للقوى الفلسطينية المسلحة، مما يدل على سذاجة من فكر في إقامته من الأساس، في ظل الدروس الأمنية التي استفادها الفلسطينيون من العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن إقامة الجدار الأمني على حدود غزة لمواجهة مخاطر الأنفاق الفلسطينية، تبلغ كلفتها ملياري شيكل (530 مليون دولار)، بينما تعتبر خطوة خارجة عن السياق السياسي والأمني الذي تتبعه إسرائيل التي باتت تفتقر إلى الأخذ بزمام المبادرة الهجومية، وهو ما تجلى إبان حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد في صيف 2014.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي الذي يحوز على أفضل الأسلحة والتجهيزات اللوجستية، عجز حينها عن الإطاحة بتنظيم عسكري مثل حماس التي تتمركز في منطقة ضيقة على طول ساحل البحر في غزة وتتزود بأسلحة جزئية، مما يشير إلى عدم نجاحه في إنزال الهزيمة بالحركة.
وأشار فيغمان إلى أن الطريقة الوحيدة لمنع حماس من العمل ضد إسرائيل تتمثل في إيجاد وسائل ردعية لها، رغم أن هذا الردع يجب أن يوجه نحو قلب العدو ورأسه.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي قد لا يكون بمقدوره منع إطلاق أي قذيفة صاروخية من غزة باتجاه التجمعات الاستيطانية في إسرائيل، لكنه يستطيع جباية ثمن باهظ من قيادة حماس التي تحاول استهداف الإسرائيليين عبر الأنفاق والقذائف الصاروخية.
زمام المبادرة
وأكد فيغمان أن ذلك يتطلب من الجيش الإمساك بزمام المبادرة، والقدرة على تنفيذ عمليات مفاجئة للفلسطينيين، تؤدي بالجيش إلى حسم سريع طويل الأمد، بعيدا عن الشعارات التي يطلقها بعض الساسة الإسرائيليين والبلبلة التي تنتشر في أوساط الجمهور الإسرائيلي وتمنع الجيش من تحقيق نجاحاته العسكرية.
وزعم الكاتب الإسرائيلي أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في السنوات الماضية هي التي منعت زعماء مصر والأردن وسوريا، من اتخاذ قرار المبادرة بشن حروب ضد إسرائيل.
وختم فيغمان بالقول إن الجدار الأمني الإسرائيلي على حدود غزة مؤشر سلبي وتعبير سيئ عن تراجع النظرية الأمنية الإسرائيلية، وبالرغم من أن هذا الجدار قد يعتبر عائقا ماديا دفاعيا، أو حاجزا ميدانيا يحول دون تنفيذ عمليات فلسطينية، فإن ذلك لا يعني عدم القيام بعمليات هجومية إسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.