وصل وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى الرباط في زيارة هي الأولى لوزير حرب إسرائيلي إلى المغرب وترمي لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين بعد نحو عام على تطبيع علاقاتهما وتتزامن مع توتر بين الرباط والجزائر حول نزاع الصحراء الغربية.
وقال غانتس قبيل إقلاع طائرته من مطار بن غوريون في تل أبيب «ننطلق بعد دقائق في رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها أول زيارة رسمية لوزير جيش إسرائيلي لهذا البلد».
وأضاف «سوف نوقع اتفاقيات تعاون ونواصل تقوية علاقاتنا. من المهم جدا أن تكون هذه الزيارة ناجحة”.
وسيجري غانتس اليوم الأربعاء مباحثات في الرباط مع وزيري الدفاع والخارجية المغربيين.
وتهدف هذه الزيارة إلى «وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب»، بحسب ما أوضح مسؤول إسرائيلي، مشيراً إلى أن «اتفاق إطار سيتم توقيعه في هذا الصدد».
وأضاف «كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعاً رسمياً الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا».
• صحيفة أمريكية تكشف “حلقة الوصل” في اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمغرب
وكان البلدان أقاما علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
وفي أواخر العام الماضي استأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في إطار اتفاق اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
تأتي زيارة غانتس إلى المملكة في سياق متوتر إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في آب/أغسطس قطع علاقاتها مع الرباط بسبب «أعمال عدائية».
وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض «مبرراته الزائفة». كذلك أعلنت جبهة البوليساريو الجمعة تكثيف عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية في الصحراء الغربية.
ويعتبر الخبير في العلاقات الإسرائيلية المغربية بجامعة تل أبيت بروس مادي وايتسمان أن هذا التزامن قد لا يكون من باب الصدفة، موضحا «في سياق التوتر مع الجزائر ربما يرغب المغاربة في أن يظهروا للعالم، ولشعبهم وخصومهم الجزائريين وكذلك للغرب، أنهم بصدد تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، مع كل ما يستتبع ذلك».
من جهتها، دعت «الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع»، التي تضم تيارات يسارية وإسلامية، إلى التظاهر الأربعاء احتجاجاً على «قدوم مجرم الحرب” غانتس إلى المغرب.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات مماثلة تحت وسوم من مثل «لا مرحبا بالقاتل غانتس».
ويرى وايتسمان أن المغرب لم يتخلّ عن القضية الفلسطينية، «لكن لديه مصالح ومنافع أخرى كثيرة ليجنيها من إعادة ضبط علاقاته». ويضيف «جلّ بلدان المنطقة لم تعد ترغب في أن تظل رهينة لهذه القضية، بل في إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة وإسرائيل لديها الكثير لتقدمه».