خص كل من وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، ونظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية بمقال مشترك حول التطبيع والسلام.
وجاء عنوان المقال الذي نشر اليوم الخميس في الصحيفة الإسرائيلية وموقعها الالكتروني “اخترنا بشكل مختلف – اخترنا السلام”.
وقال الوزيران في بداية مقالهما المشترك “توقع العالم أن تحدد الاختلافات بيننا، أحدنا يهودي والآخر مسلم، أحدنا إسرائيلي والآخر عربي، لكن الأهم من ذلك السؤال الذي يطرح نفسه مرارًا وتكرارًا: هل الماضي يحدد المستقبل، أم نتحكم في مصيرنا؟”.
• نفتالي بينيت يعتزم زيارة الإمارات في أكتوبر المقبل
• ماذا سيفعل يائير لابيد لدى زيارته إلى الإمارات؟
وأشارا إلى أن الاتفاق في سبتمبر/ أيلول 2020 جاء بفعل جهد مشترك لتحديد نظرة عالمية جديدة للتأثير على المنطقة بأكملها.
واعتبرا أن تلك النظرة هدفها السعي لتحيق السلام والاستقرار والتعايش مع شعوب المنطقة، ومن أجل خلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة وبناء عالم يسوده السلام والهدوء.
وتابعا “لا شك أننا نواجه تحديات كبيرة.. إن السلام الذي اختارته بلداننا موجود على خلفية اندلاع العنف والتطرف في منطقة تتميز بديناميات دبلوماسية معقدة ومصالح اقتصادية كبيرة.. نهجنا هو العمل أولاً وقبل كل شيء من أجل حوار مفتوح بين الشعبين، لكن سيتعيّن علينا التغلب على القوى التي ستحاول تقويضنا، ومع ذلك، فإننا نؤمن بشدة بقوة القرارات الشجاعة التي تضع رفاهية مواطنينا في المقام الأول، ونأمل في مواصلة تشجيع المزيد من دول المنطقة على اختيار الطريق الذي يؤدي إلى السلام”.
واعتبرا أن فوائد إقامة “سلام مستقر” أدى إلى ازدهار كبير في العلاقات المشتركة على الصعيد الاقتصادي والثقافي والسياسي، وتعزيز التجارة ومجالات الصناعة والصحة والزراعة والتعليم والسياحة وغيرها، وحتى التعاون الوثيق في البحث والتطوير بشأن لقاحات فيروس كورونا.
ودعا الوزيران إلى خلق فرص للاتصالات المشتركة مع دول المنطقة وتشجيعها على الانضمام للاتفاقيات المشتركة من أجل أن يسود السلام، واعتبرا أن الاتفاقيات الابراهيمية يمكن أن تمهّد الطريق لمزيد منها ولمستقبل لا تشكل فيه الخلافات عقبة أمام الحوار، وفق قولهما.
وختما المقال “كلانا يريد أن يعيش في عالم يكون فيه السلام ممكنًا، يجب أن نعمل بجد ونعمل معًا مع مواطنينا ومع بعضنا البعض، من أجل الوصول إلى حلول طويلة الأجل ومستدامة للمشاكل في منطقتنا، سنواصل قيادة رؤية السلام في جميع جهودنا لبناء عالم أفضل لأطفالنا، السلام ليس اتفاقية موقعة، السلام أسلوب حياة، الاحتفالات التي أجريناها هذا الأسبوع ليست نهاية الطريق – إنها مجرد البداية”.
وفي سياق متصل، أجرت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية أول حوار صحفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد يائير لابيد. وأعرب لابيد عن سعادته بزيارة الإمارات كأول وزير إسرائيلي يقوم بزيارة منذ توقيع الاتفاق، مؤكدًا أن زيارته الحالية تأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
وقال لابيد “شرف كبير أن أكون أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين.. إنها ليست مجرد زيارة رسمية أو تقنية ولكنها جزء من تفاهم متبادل يمثل البدء في مسيرة مشتركة من التعاون الحقيقي.. زيارة جاءت بعد جهود شاملة نجني ثمارها اليوم.. فقد تحققت هذه اللحظة التاريخية بفضل هذه الجهود وسوف نستفيد منها جميعًا”.
وقال الوزير الإسرائيلي إن “التعاون في مجال التقنيات المتقدمة بين إسرائيل والإمارات سيشمل المعاملات على مستوى «B2B» ويهدف إلى تشجيع الشركات الإسرائيلية الناشئة على التطور تقنيًا وماليًا، وإنشاء فروع لها في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأضاف “منذ سبتمبر 2020، تم توقيع عدد من الصفقات بعشرات الملايين من الدولارات بين شركات إسرائيلية وإماراتية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والإنترنت، والطاقة المتجددة، والأمن المائي، والصحة، وغير ذلك.. وبالإضافة إلى 10 اتفاقيات اقتصادية تم توقيعها بين الحكومتين، هناك اتفاقيات أخرى في مرحلة المفاوضات سيتم إبرامها”.
وأشار إلى أن العلاقات الإسرائيلية – الإماراتية تشهد تطورًا مستمرًا انعكس من خلال توقيع عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين تشمل جملة من القطاعات الحيوية، كاشفًا أن حجم التجارة الثنائية بين إسرائيل والإمارات تعدى 2.2 مليار شيكل إسرائيلي ما يعادل (675.22 مليون دولار أميركي) أو (2.48 مليار درهم) خلال 10 أشهر أي منذ توقيع المعاهدة الإبراهيمية بين البلدين في سبتمبر 2020.
وتوقع لابيد أن يتضاعف حجم التجارة بين الإمارات وإسرائيل في الأعوام المقبلة.
وقال “إن معاهدات السلام الموقعة في الشرق الأوسط أسفرت عن واقع جديد يهدف إلى تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي”.