عادة ما ينتقل الرجال بين القنوات التلفزيونية بدون هدف معين أو البحث عن قناة أو برنامج، الأمر الذي يثير غضب وجنان من حوله، “فجهاز التحكم عن بعد بالنسبة للمرأة هو أداة للانتقال من إحدى قنوات التلفزيون إلى أخرى، أما الرجل فهو أداة لإجراء مسح شامل خلال 55 قناة كل دقيقتين ونصف”.
وهذا ما فسرة “آلان بيز” و”باربرا بيز” في كتاب “لماذا يكذب الرجل وتبكي المرأة؟”، فعلى مدى آلاف السنوات، كان الرجال يعودون من الصيد في نهاية اليوم ليقضوا الليل وهم ينظرون إلى النار في وضع ساكن بين أصدقائهم بدون تحدث، حيث كان الأمر بالنسبة لهم يمثل أحد الأشكال الفعالة للتخلص من التوتر، وإعادة شحن طاقتهم من جديد، استعدادا لنشاطات اليوم التالي.
وهذا ما يفعله الرجل في عصرنا الحالي، فإنه ما زال يمارس تقليد التحديق ولكن بطرق أخرى مثل الجرائد والكتب وجهاز التحكم عن بعد “الريموت”، وهذا الأمر يثير جنون النساء، لأنهن يفكرن بطريقة مختلفة، ففي نهاية يوم طويل، ترغب المرأة في الاسترخاء لمشاهدة برنامج ما بالتلفاز، وخاصة المسلسلات التي تحتوي على تفاعلات إنسانية ومشاهد عاطفية، فإذا كان عقلها منشغلا بالتفكير في إحدى المشكلات، فسوف تظل المشكلة تشغل ذهنها مهما كان نشاطها، وستكون بحاجة إلى التحدث عنها لتشعر بقدر بسيط من الراحة.
أما بالنسبة للرجال فالأمر مختلف فهو يفضل مشاهدة الأحداث ومباراة كورة القدم لكي يتخلص من التوتر والطاقة السلبية، فالرجل يملك عقلا وظيفته الرئيسية حل المشاكل وتقديم الحلول، ويفضل خلاصة الموضوع بأسرع وقت ممكن عن طريق التنقل بين القنوات ولكي يستطيع تحليل المشاكل بكل برنامج والتفكير بالحلول اللازمة، وهذا الأمر يجعلهم يتناسون مشكلاتهم الخاصة بالنظر إلى مشكلات الآخرين.
وهذا يفسر لماذا يفوق عدد الرجال الذين يشاهدون نشرة الأخبار عن عدد النساء بست مرات، وعندما ينظر إلى مشكلات غيره ويحس بأنه غير مسؤول عنها، يتناسى مشكلاته الخاصة، وبذلك يصبح له هذا الأمر بمثابة وسيلة للتخلص من الضغوط.