يميل الكثير من الناس لتناول الحلوى أو السكريات بصورة يومية، ويبدو الأمر وكأنه بمثابة الإدمان، لكن يجدر الحذر؛ لأن المسألة ليست بتلك السهولة التي يتصورها بعضهم، إذ قد ينتج عن ذلك بعض التداعيات أو التبعات التي قد تضر بالصحة.
ولعل أكثر ما يستفسر عنه الناس بهذا الخصوص هو ما مقدار الحلوى التي يجدر بنا تناولها؟ و هل تناول الحلوى يوميا أمر مقبول أم لا؟
والحقيقة أن الإجابة عن تلك النوعية من الأسئلة تبدو معقدة، شأنها شأن معظم المخاوف المرتبطة بعالم التغذية.
لتبسيط الأمور، أوضح خبراء التغذية أن تناول كعكة “براوني” أو مغرفة من الآيس كريم كل يوم أمر جيد بشرط واحد، وهو ضرورة أن يكون الجزء المتبقي من النظام الغذائي صحيا وأن يحتوي على قدر قليل من السكريات المضافة.
وتوصي هنا جمعية القلب الأمريكية بعدم حصول النساء على أكثر من 6 ملاعق صغيرة (25 جراما) من السكر المضاف يوميا، وعدم حصول الرجال على أكثر من 9 ملاعق صغيرة (36 جراما).
وبخلاف ذلك، قد يترتب على هذا الأمر بعض المشكلات الصحية الأخرى في المستقبل، من ضمنها خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، أمراض القلب، متلازمة التمثيل الغذائي، ارتفاع ضغط الدم، زيادة الوزن وغير ذلك من المشكلات.
ولسوء الحظ، على حسب ما أظهرت البيانات، فإن الفرد يستهلك في المتوسط 77 جراما من السكر المضاف كل يوم، وهي الكمية التي تزيد كثيرا على الكمية التي يوصى بها في العموم.
وما يجب أن تعرفيه هو أن معظم السكر المضاف في النظام الغذائي لا يأتي من كعكة براوني واحدة بعد العشاء (يوجد بها حوالي 13 جرام سكر)، بل يأتي في الأساس من المشروبات الغازية، الوجبات الخفيفة والحلويات المصنعة، التي يحتوي كثير منها على سكريات مخفية، خاصة وأن كثيرين لا يصنفون تلك الأشياء على أنها حلوى.
ويجدر بك كذلك أن تعرفي أن أطعمة مثل اللبن منخفض الدهون، والكاتشب، وحبوب الجرانولا وألواح البروتين تحتوي في الغالب على كميات كبيرة بشكل مفاجئ من السكريات المضافة التي تساهم في إجمالي ما يحصل عليه الجسم يوميا من سكريات.
والحقيقة أن تلك السكريات المضافة، التي نتناولها على مدار اليوم، هي ما يجب أن ننتبه إليها.
ولهذا، أكد الخبراء في الأخير أن مراقبة ما نتناوله على مدار اليوم والاهتمام بتناول وجبات كاملة وغير مصنعة بشكل كبير وتحوي كميات قليلة من السكريات المضافة مع الاستمتاع ببعض الحلوى بعد العشاء كل يوم هو بالتأكيد جزء من النظام الغذائي الصحي.