قال رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، عاموس جلعاد، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الى العاصمة الامريكية واشنطن تعد مهمة لعدة أسباب.
وأضاف جلعاد في مقال نشره بصحيفة (يديعوت احرنوت) العبرية أن زيارة نفتالي بينيت المرتقبة الى البيت الأبيض هي الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل بسبب مسائل مركزية هي موضع حسم.
وتابع الزيارة تشكل فرصة للرئيس جو بايدن لإظهار وده وتقديره العميق لإسرائيل كدولة ديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط”، منوها بأن المسألة الأولى هي التهديد الإيراني”.
وأكد جلعاد أن “حكومة بنيامين نتنياهو السابقة فشلت استراتيجيا في وقف إيران في سباقها لتحقيق خيار نووي عسكري، وخلاصة الفشل تكمن في أن إسرائيل بوسائل متنوعة ساهمت في إقناع الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب من طرف واحد من الاتفاق النووي”.
ورأى أن “الاتفاق مهما كان سيئا، أفضل من الأوهام التي تحطمت، وبموجبها كان يفترض بالعقوبات الاقتصادية وفرض العزلة على إيران أن تكسرها من الداخل، وتوقف مسيرة تطوير قدراتها النووية العسكرية، ولكن رغم الحملات المجيدة والعقوبات الخطيرة، تتقدم إيران باتجاه الهدف، أي جمع المعرفة والقدرات كأساس لحسم سياسي”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة، وفقا لمزايا سياستها في الشرق الأوسط، معنية باستئناف الاتفاق النووي مع إيران، وإذا ما حصل هذا بالفعل، ستجد إسرائيل نفسها منعزلة، ولن تتمكن من ناحية استراتيجية- سياسية أن تهاجم عسكريا المشروع النووي الإيراني”.
وفي حال “لم يوقع اتفاق، ستكون إسرائيل مطالبة بعملية بناء قوة استثنائية في حجمها وتفوقها، السيناريو الذي يستوجب التنسيق والتعاون مع واشنطن، ومن هنا، البديل الاستراتيجي أمام تل أبيب، هو خلق منظومة تنسيق شاملة، واسعة ونوعية مع الولايات المتحدة ومع شركاء آخرين حيال إيران”.
وفي ظل هذه الرؤية، ينبغي بحسب جلعاد، أن “يضاف البعد الإقليمي الذي في مركزه تصميم إيران على محاصرة إسرائيل مع قدرات من المقذوفات الصاروخية، الصواريخ، الطائرات المسيرة المسلحة، على أساس قوات تخضع لإمرتها وتفرغ من محتواها سيادة الدول التي تعمل فيها (لبنان، سوريا، العراق، اليمن وغيرها)”.
وقال: “لتحقيق الهدف الاستراتيجي حيال طهران، مطلوب من رئيس الوزراء خطوات أخرى لتعزيز الثقة والتفاهم مع واشنطن، وفي البداية ينبغي تحسين العلاقات السياسية – الاستراتيجية مع الأردن، ويمكن ملاحظة تغيير إيجابي يتم عمليا من قبل رئيس الوزراء، وزير الخارجية وجهاز الأمن، ومن المهم مواصلة هذا”.
وأشار إلى أن “إدارة بايدن تميل إلى الاعتراف بمساهمة الأردن في استقرار الشرق الأوسط”، موضحا أنه “في الساحة الفلسطينية، يتبين أن وهم إنتاج سلام مقابل سلام من دون الفلسطينيين، يوشك على التحطم على صخرة الواقع، ومن المهم أن تعرض على الأمريكيين خطة سياسية إيجابية حيال الفلسطينيين، تركز على تحسين الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، إلى جانب الامتناع عن خطوات من طرف واحد تحبط كل حل سياسي متفق عليه”.
وتابع: “مرغوب أن يتحدث نفتالي بينيت مع محمود عباس قبل سفره لواشنطن، فقطيعة حادة كهذه على مستوى القيادات أمر غير معقول، لا سيما إذا أخذنا بالحسبان التعاون الأمني”.
أما الأمر التالي، بحسب جلعاد، فهو “مكانة إسرائيل في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين؛ من المهم جدا أن تحافظ تل أبيب على علاقات اقتصادية متينة مع الصين، لكن يبدو أن واشنطن تشخص الصين كتهديد مركزي على أمنها القومي”.
ونبه إلى أنه “على خلفية الأزمة التي كانت في الماضي بين الصين والولايات المتحدة، من الحيوي أن يعطي رئيس الوزراء ضمانات بمبادرته، أن إسرائيل ستكون جزءا من منظومة القوى العالمية بقيادة الولايات المتحدة في التصدي لتحدي الأمن القومي الذي تمثله الصين”.